انضمت الامارات الى الدول العربية التي كسرت الحظر الجوي على العراق، للمرة الأولى منذ حرب الخليج. وبذلك تكون الامارات أول دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي تتخذ مثل هذه الخطوة، فيما تبعت طائرة تونسية أمس رحلة جوية مغربية الى بغداد، ويتوقع أن تليها اليوم طائرة جزائرية بقرار من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وأكدت ل"الحياة" مصادر اماراتية مأذون لها ان طائرة تابعة لشركة "طيران الامارات" في دبي ستتوجه اليوم الى بغداد، وعلى متنها وزير الصحة الاماراتي حمد عبدالرحمن المدفع ومسؤولون ورجال أعمال اماراتيون. وقالت المصادر ان توجه الطائرة الى العراق يحظى بتأييد سياسي وشعبي إماراتي. وشهدت العلاقات الإماراتية - العراقية تطوراً في الأشهر الأخيرة بمعاودة الامارات تشغيل سفارتها في بغداد في حزيران يونيو الماضي وتعيين قائم بالأعمال فيها، فيما عاود العراق تشغيل سفارته في الامارات في آب اغسطس، وعيّن قائماً بالأعمال كان أول نشاطه رفع العلم العراقي على المقر الموقت للسفارة العراقية في أبوظبي. وتعرضت العلاقات الاماراتية - العراقية لهزة في أيلول سبتمبر نتيجة انتقادات وجهها العراق إلى خطاب ألقاه في قمة الألفية الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، بصفته رئيساً لوفد الامارات، طالب فيه بغداد بتنفيذ قرارات مجلس الأمن، مشدداً خصوصاً على قضية الأسرى الكويتيين. ولفتت المصادر الى ان الامارات كانت أرسلت طائرة اغاثة الى بغداد في 5 حزيران 1998 محملة أربعين طناً من المساعدات الانسانية قدمتها جمعية الهلال الأحمر الاماراتية. كما فتحت الامارات خطاً بحرياً الى الموانئ العراقية لنقل الركاب والبضائع، وتعتبر دبي احدى أهم المحطات التجارية مع العراق. الى ذلك، وصلت الى بغداد أمس طائرة تابعة للخطوط التونسية في أول رحلة من نوعها للشركة التونسية منذ عشرة أعوام. ونقلت الطائرة، وهي رابع طائرة عربية تصل الى العراق في غضون اسبوع، بعد الأردنية واليمنية والمغربية، مسؤولين رياضيين في مقدمهم رئيس نادي "الترجي الرياضي" أكبر نوادي كرة القدم المحلية سليم شيبوب، وهو زوج ابنة الرئيس زين العابدين بن علي، ورئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم خالد صانشو وأعضاء المنتخب التونسي لعام 2001، اضافة الى فريق كبير من الجراحين وأطباء العيون الذين سيجرون عمليات جراحية في مستشفيات بغداد. وكانت السلطات طلبت من مجمع النقابات الطبية تشكيل وفد للتوجه الى العراق. وأفيد أمس ان تونس التي تشغل مقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن، أبلغت لجنة العقوبات بالرحلة وطلبت أذونات بالتحليق من البلدان التي عبرت الطائرة أجواءها. وتابعت جمعيات المحامين وأحزاب سياسية تونسية جهوداً لإرسال "طائرة شعبية" الى بغداد، تحمل أدوية ومواد طبية. وتتوجه اليوم الى بغداد طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، وأفادت مصادر رسمية ان الرحلة تضم 160 شخصية من فعاليات سياسية وإعلامية وبرلمانية، وأطباء ومثقفين، وقررها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، وتولت وزارة الشؤون الخارجية تنظيم الترتيبات التقنية، لكنها حرصت على تفادي اعطاء الرحلة طابعاً رسمياً. وكان لافتاً في تصريحات لمشاركين في رحلة الطائرة الجزائرية حرصهم على تأكيد أن الرحلة تضامنية مع الشعب العراقي ولا تهدف الى الخروج عن الشرعية الدولية أو الدخول في مواجهة مع أميركا أو دول عربية. واعلنت وزارة الخارجية التركية امس ان شركة "اركاس" حصلت على موافقة لنقل مواد طبية الى العراق جواً. وأكدت الخارجية أنها قد تعين قريباً سفيراً في بغداد، مشيرة إلى أن قراراً بهذا الصدد اتخذ قبل فترة، وليس رداً على اعتراف لجنة نيابية أميركية ب"الابادة الجماعية" للأرمن على أيدي الاتراك بين عامي 1915 و1923.