يعقد في موسكو اليوم لقاء قمة لقادة رابطة الدول المستقلة هو الأول من نوعه منذ أن تولى فلاديمير بوتين الرئاسة في روسيا. وعقد أمس اجتماع رباعي ضم الى جانب بوتين رؤساء جورجيا واذربيجان وارمينيا لبحث الوضع في القوقاز وآفاق حل المشكلة الشيشانية التي زاد تعقيدها الصراع بين حلفاء موسكو على اقتسام الموارد المالية. وخلافاً لسلفه بوريس يلتسن فإن الرئيس الروسي الجديد يضع العلاقات مع الكومنولث في مقدم اهتماماته وأجرى مباحثات مطولة قبل انعقاد القمة مع نظيره الكازاخي نور سلطان نزاربايف الذي كان قدم سلسلة اقتراحات لتعزيز الرابطة التي غدت كياناً هلامياً. وفي اجتماع بوتين الى رؤساء دول القوقاز بحث النزاع الارمني الاذربيجاني في قره باخ كما نوقش التنسيق المحتمل بين بلدان المنطقة لمكافحة "الارهاب الدولي". ومعروف ان روسيا تعتبر هذا المصطلح ينطبق بالدرجة الأول على المقاتلين الشيشانيين والمتطوعين الذين يحاربون هناك. وتسعى روسيا الى اقناع دول القوقاز باغلاق الطرق التي يمكن أن يمر عبرها متطوعون أو امدادات الى المسلحين. وذكر وكيل وزارة الداخلية الروسي ايغور زوبوف ان القوات الأساسية للمقاومة محاصرة في مناطق جبلية قرب حدود جورجيا وداغستان. وأضاف ان "طوق الحصار يضيق باستمرار وسنصل الى النهاية". لكنه شدد على أن تصفية بؤر المقاومة لن تكون سهلة وسريعة بسبب كثافة الغابات ووعورة الطرق ولأن السكان المحليين لا يساعدون القوات الفيديرالية". بيد ان وزير الدفاع ايغور سيرغييف نفى بشدة ان أمد الحرب سيطول وقال ان "المرحلة العسكرية انتهت عملياً" لكنه اعترف بأن الجيش يواصل عمليات هدفها "ابادة المجموعات المتبقية ... وتصفية قادتها". وعلى رغم سيطرة القوات الفيديرالية على زهاء 90 في المئة من الأراضي الشيشانية فإن موسكو لم تفلح في ترتيب حكم مدني للجمهورية المتمردة. وجرت أمس محاولة ثانية بعد فشل الأولى الاثنين لتنصيب مفتي الشيشان السابق احمد الحاج قادروف رئيساً للادارة الموقتة في الجمهورية وفق قرار اصدره فلاديمير بوتين واتهم قادروف سلفه نيكولاي كوشمان بتنظيم "حملة لتقويض سمعة" الادارة الجديدة. وأضاف ان كوشمان هو الذي أوعز الى رؤساء 12 ادارة محلية شيشانية برفع رسالة الى بوتين للاحتجاج على تعيين قادروف. وأكد الكرملين امس انه لا ينوي الرضوخ لمطالب "ال12 متمرداً" وعزل قادروف الا ان المراقبين لاحظوا ان البيان الذي صدر في هذا الشأن اشار الى انه "لم تتوفر حتى الآن مبررات لإعادة النظر" في القرار، ما يمكن أن يعني ان قادروف قد يعزل لاحقاً. ويرى المحللون ان الخلاف على منصب حاكم الجمهورية يعكس صدعاً عميقاً بين قوى داخل روسيا وتجمعات شيشانية متحالفة مع موسكو تتصارع في ما بينها للسيطرة على الموارد المالية المخصصة لإعادة إعمار الشيشان. ومعروف ان بلايين الروبلات كانت "اختفت" بعد الحرب الأولى ولم تستخدم لبناء المواقع التي دمرت. ويشير المراقبون في صورة خاصة الى تورط البليونير اليهودي بوريس بيريزوفسكي في الصراعات الشيشانية - الشيشانية وتأييده المجموعات التي يمكن أن تؤمن له حصة من النفط الشيشاني والأهم من ذلك تكفل السيطرة على أنابيب نقل النفط المارة عبر القوقاز.