حذر الجنرال فلاديمير شامانوف قائد "المجموعة الغربية" في الشيشان من احتمال اندلاع حرب أهلية في روسيا إذا قررت القيادة السياسية وقف القتال في القوقاز، فيما اتهم محافظ موسكو يوري لوجكوف الرئيس بوريس يلتسن بأنه "لم يعد يتولى إدارة الدولة". ويعد تصريح شامانوف أول تحدّ صريح من القيادة العسكرية للسلطة السياسية. وكان الجنرال قاد في الحرب الشيشانية الماضية هجوماً واسعاً أعلن أثره أنه يوشك عن "تصفية العصابات"، إلا أن قواته توقفت بأوامر من موسكو. وفي حديث إلى صحيفة "تيزفيسيمايا غازيتا" أمس، ذكر شامانوف ان أمراً جديداً بوقف التحرك العسكري سيكون "صفعة لن تقبلها القوات المسلحة". وتوقع في هذه الحال "استقالات بالجملة" من جنرالات وضباط كبار. وأضاف ان "هناك من يرى ان هذه الخطوة ستضع روسيا على حافة حرب أهلية". وتوقع خبير عسكري تحدثت إليه "الحياة" ان يكون اعلان شامانوف بمثابة "رسالة" إلى الكرملين الذي قد يضطر ازاء الضغط الخارجي إلى وقف زحف القوات الفيديرالية على الأراضي الشيشانية وإصدار أوامر بمنع اقتحام غروزني. وأضاف الخبير ان القيادات العسكرية تعتبر رئيس الوزراء فلاديمير بوتين "نصيراً لها"، ولكنها تخشى ان يتخذ الرئيس بوريس يلتسن قراراً بإعفائه أو تقليص صلاحياته بتأثير من مدير الديوان الرئاسي الكسندر فولوشين الطامح إلى رئاسة الحكومة. ولفت الأنظار ان محافظ العاصمة المتحالف مع رئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف أكد أمس ان يلتسن الذي قطع اجازته وعاد إلى موسكو "لم يعد ضمن إطار الدستور ... فهو لا يدير الدولة". وأضاف انه "كلما ازداد تفسخ الشخصية لدى يلتسن والضعف البدني الناجم عن المرض، زاد دور المحيطين" برئيس الدولة. والتهديدات المزدوجة، العسكرية والسياسية، تضع الكرملين في موقع حرج وتجعله أمام خيارين أحلاهما مر، فإما إقالة بوتين ووقف القتال، أو إصدار أمر بتسريع التحرك نحو غروزني. وتمكنت القوات الروسية من الاقتراب من ضواحي العاصمة الشيشانية أمس وتطويقها من ثلاث جهات. وذكرت هيئة الأركان الروسية أنها تواجه هناك 22 ألف مقاتل لديهم 28 دبابة و61 مدرعة ومدافع ثقيلة وهاونات وحوالى 70 صاروخ ستينغر. إلا أن قائد سلاح الجو أناتولي كورنوكوف نفى وجود "ستينغر" لدى المقاتلين الشيشانيين، وقال إنها لو كانت في حوزتهم "لاستخدموها على نطاق واسع"، وأوقعوا خسائر بالطيران الفيديرالي. وفي تناقض آخر، أثارت وزارة الدفاع إلى ان الشبان والرجال الشيشانيين "يلتحقون بالجملة" بصفوف المقاومة، في حين ان قائد قوات القوقاز فيكتور كازانتسيف أكد أن أعداداً كبيرة من الشيشانيين بدأت "التعاون" مع الوحدات الروسية، خصوصاً في منطقة غوديرميس. ونقلت وكالة "ايتار تاس" عن مصادر عسكرية أن قتالاً ضارياً جرى في هذه المدينة المطوقة بين أنصار المفتي أحمد الحاج قادر ومجموعات من "السلفيين والمرتزقة العرب". ومن جانبه، أعلن رئيس "حكومة المنفى" التي شكلتها موسكو سعيد عبداللايف أن لديه قوات من "المتطوعين" المستعدين لعبور الحدود الشيشانية والاشتباك مع "العصابات التي تحتل الجمهورية". وتوقع ان ينضم إليه عدد كبير من الشيشانيين المتمردين على حكومة غروزني. وما يؤكد احتمال تصعيد الضغط العسكري الفيديرالي ان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين طلب أمس من وزارة الخارجية مفاتحة جورجيا واذربيجان باحتمال وقف العمل بنظام عبور الحدود من دون سمات دخول. وهذا الاجراء سيكون محاولة لمنع أي تحرك عبر الحدود وقطع أي منافذ يمكن أن تصل عبرها إمدادات إلى الشيشانيين.