أفادت مصادر تركية أن رئيس الوزراء بولند أجاويد سيبحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين اتفاق تعاون مشترك ضد "المنظمات الارهابية والانفصالية" في المنطقة، تستهدف تأكيد تركيا قطع دعمها للقوات الشيشانية. وكان مساعد وزير الداخلية الروسي ايغور زوبوف اتهم تركيا بإيواء بعض العناصر الشيشانية المسلحة وتشكيل جسر للمجاهدين الذين ينتقلون للشيشان لمحاربة القوات الروسية، مذكراً بالتصاريح الرسمية التركية القديمة التي دعمت الموقف الشيشاني في الحرب الماضية قبل ثلاث سنوات. إلا أن أنقرة تنفي هذه الادعاءات حالياً، فيما يناقش أجاويد مع بوتين الأمر مجدداً خلال زيارته لموسكو في الخامس من الشهر المقبل. كما ان التعاون الاقتصادي بين البلدين ومستقبل جمهوريات آسيا الوسطى سيكونان من المواضيع الأساسية على جدول أعمال الزيارة. وفي وقت تلتزم الحكومة التركية الصمت ازاء ما يحدث في الشيشان فإن مصادر سياسية تركية أشارت إلى ضرورة التزام انقرة سياسة متوازنة حالياً تختلف عن سياستها السابقة تجاه الشيشان، آخذة بالاعتبار علاقاتها الاقتصادية مع موسكو التي ترى في القوقاز حديقتها الخلفية وترى في تركيا امتداداً ليد الاطلسي وأميركا في ظهرها. ولذا أفاد رئيس وزراء روسيا السابق فيكتور تشيرنوميردين "أن تركيا تعمل ما بوسعها للحد من تأثير موسكو على القوقاز"، فيما ترى روسيا منافساً لها على ثروات هذه الجمهوريات التي تصلها بها صلة قرابة وتطلق عليها اسم الجمهوريات التركية. إلا أن توقيت زيارة أجاويد لموسكو يأتي بعد انعقاد القمة الروسية - التركية الاقتصادية المشتركة، يشير إلى اتفاق الطرفين على ترجيح التعاون الاقتصادي على خلافاتهما الناجمة عن تنافسهما على خيرات المنطقة، إذ تعلق تركيا آمالها على موسكو لإمدادها بالغاز الطبيعي والبترول خلال الأعوام العشرين المقبلة، كما انها عانت بما فيه الكفاية من مشاكل الانفصاليين الأكراد وشكت في السابق في دعم موسكو لهم. كما أن المؤسسة الاقتصادية التركية تحذر من أن عدم الاستقرار في القوقاز سيدفع إلى هروب المستثمرين الأجانب من المنطقة التي تخطط تركيا لنقل بترولها عبر أراضيها، ولذلك فإن أنقرة تنظر إلى الشيشان حالياً نظرة تختلف عن سابقتها قبل ثلاث سنوات، وان اغضب ذلك بعض الأوساط المحلية الإسلامية والقومية التي ترى في الشيشان امتداداً للعرق التركي في المنطقة.