غزة، القدسالمحتلة، رام الله - "الحياة"، أ ف ب - قالوزير العدل الفلسطيني فريح أبو مدين أمس ان الفلسطينيين مستعدون لتحمل آلاف الضحايا اذا ما اندلعت اعمال العنف مع اسرائيل في ظل غياب اتفاق سلام نهائي. وأبلغ ابو مدين الاذاعة الاسرائيلية: "اننا واثقون ان بامكاننا دفع ثمن غال.. دعهم يقتلون ثلاثة أو أربعة آلاف شهيد". وكانت تصريحات ابو مدين المنطوية على تحد هي أحدث رد فلسطيني على تصريحات نسبت الى رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال شاؤول موفاز بأن اسرائيل مستعدة لاستخدام الدبابات وطائرات الهليكوبتر اذا تطلب الامر لقمع عنف فلسطيني متوقع. واعلنت القيادة الفلسطينية بعد اجتماعها مساء اول من امس ان الفلسطينيين لن يترددوا في الدفاع عن ارضهم وحقوقهم. الحكومة المصغرة قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية أمس استناداً الى تسريبات لمضمون اجتماع الحكومة الأمنية الاسرائيلية المصغرة ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات شدد مواقفه الى حد كبير بشأن ترتيبات الاتفاق النهائي، تحديداً بسبب سابقة انسحاب اسرائيل من جنوبلبنان في الرابع والعشرين من الشهر الماضي. وصرح وزراء اسرائيليون للصحافيين بعد اجتماع الحكومة المصغرة بأن كبار المسؤولين الامنيين، وهم رئيس الاركان ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية موساد ورئيس جهاز الامن الداخلي ومدير الاستخبارات العسكرية وغيرهم، ابلغوا اعضاء الحكومة المصغرة ان "عرفات رفض حتى الآن كل اقتراح قدمته اسرائيل ويطالب بانسحاب من مئة في المئة من الضفة الغربية، كما رفض أي حل وسط بشأن القدس او حق اللاجئين في العودة". وقالت "يديعوت احرونوت" إن "مسؤولي الأمن شرحوا للحكومة المصغرة ان عرفات لا يرى من منظوره أي مجال لحلول وسط في اعقاب قرار اسرائيل التقيد التام بقرار مجلس الامن الخاص بالانسحاب من لبنان. وعرفات يعتقد بأن مصير الاراضي الفلسطينيةالمحتلة يجب ان يكون مطابقاً لمصير جنوبلبنان، وهو يطالب بناء على ذلك بانسحاب الى حدود 1967". وزادت الصحيفة ان مسؤولي الأمن الاسرائيليين متفقون على ان الفلسطينيين يمكن ان يختاروا الدخول في مواجهة عنيفة مع اسرائيل اذا لم يتم التوصل الى اتفاق اطار للحل النهائي. وقال ابو مدين متهماً اسرائيل بدق طبول الحرب: "اننا نأمل ان يرسلوا الدبابات وطائرات الهليكوبتر. هذا اختيار جيد بالنسبة الى الشعب الفلسطيني". وقال وزير الخارجية الاسرائيلية ديفيد ليفي للاذاعة الاسرائيل معلقاً على تصريحات ابو مدين: "كنت اعتقد بأن عملية السلام تهدف الى منع قتل حتى شخص واحد. ومن يقول إنه مستعد للتضحية بالألوف... يظهر استهتاراً بالحياة". وأضاف ان اسرائيل تريد السلام وليس المواجهة. وقال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال موفاز خلال زيارة قام بها لمستوطنة اسرائيلية في قطاع غزة الاسبوع الماضي ان "أي شخص يؤذي جندياً اسرائيلياً سيتعرض للأذى". واضاف: "واذا احتجنا لدبابات ستأتي الدبابات. واذا احتجنا طائرات هليكوبتر مقاتلة ستأتي الطائرات الهليكوبتر المقاتلة". وكانت "يديعوت احرونوت" نسبت الجمعة الماضي الى موفاز قوله كذلك: "خلال نصف السنة المقبل من المتوقع وقوع حوادث ساخنة على الساحة الفلسطينية. وعلى رغم اننا نتحرك على مسار المفاوضات فنحن نلتزم جانب الحذر ومستعدون للعنف ايضا". القيادة الفلسطينية وحذرت القيادة الفلسطينية في بيان عقب اجتماعها الاسبوعي في رام الله برئاسة الرئيس الفلسطيني اول من امس الجانب الإٍسرائيلي من الإقدام على أية مغامرة عسكرية ضد الشعب الفلسطيني. وأشارت القيادة الى "انها تنظر بكل خطورة وبكل جدية لهذه التهديدات الإسرائيلية، سواء ما جاء على لسان الجنرال موفاز أو ما تم نشره عن الاجتماع المصغر للحكومة الإسرائيلية". وقالت إن "الحديث الإسرائيلي عن المواجهة العسكرية والأوامر بإطلاق النار وإرسال الدبابات والطائرات العمودية لضرب الشعب الفلسطيني إنما يكشف عن خطة إسرائيلية شاملة ومعدة سلفاً لضرب السلطة الوطنية ولضرب الشعب الفلسطيني، بعد ان فشلت كل المحاولات الإسرائيلية لضرب صمودنا الوطني الراسخ دفاعاً عن أرضنا المقدسة وقدسنا الشريف وحقوقنا الوطنية الثابتة وحق لاجئينا في العودة وأسرانا ومعتقلينا في نيل حريتهم بأسرع ما يمكن، وحق شعبنا في إقامة دولته وتجسيد سيادته على أرضه". وأكدت "ان الشعب الفلسطيني في كل مكان داخل الوطن وخارجه لن يتردد لحظة واحدة في الدفاع عن وجوده وعن أرضه وعن حقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة". وأشارت القيادة الى "انها تدعو الجانب الإسرائيلي بدل إطلاق هذه التهديدات وإعداد خطط العدوان الى أن يلتزم باتفاق السلام وتنفيذ اتفاقات السلام التي كان آخرها مذكرة شرم الشيخ بما فيها مباشرة الانسحاب الثالث من أرضنا الفلسطينية". عرفات والأسد وافتتح عرفات جلسة القيادة بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على "روح المرحوم الرئيس حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية، وقد أبن الرئيس عرفات فقيد سورية الشقيقة وفقيد الأمة العربية، مؤكداً العلاقة المصيرية والاستراتيجية بين سورية وفلسطين عبر مراحل التاريخ والتحديات المصيرية". وتمنى عرفات "للقيادة السورية الجديدة برئاسة الفريق الدكتور بشار الأسد، كل النجاح والتوفيق لتواصل سورية الشقيقة دورها الوطني والقومي في خدمة أمتنا العربية واستعادة وتحرير الأرض العربية المحتلة في سورية وفلسطين واستعادة القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين المستقلة". وقتل ستة فلسطينيين واصيب الف خلال اشتباكات استمرت تسعة ايام الشهر الماضي. وقالت اسرائيل ان اكثر من 60 اسرائيلياً اصيبوا في الاشتباكات التي بدأت بعد تظاهرات فلسطينية للمطالبة باطلاق السجناء الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية.