لا تزال قضية سفاح جامعة صنعاء تسجل جديداً كل يوم عن جرائمه، ما يدل إلى أن التحقيقات مستمرة على رغم مثول المتهم السوداني محمد آدم عمر اسحاق أمام المحكمة في جلستين. وفي بيروت، نفى أكثر من عشرة محررين من معتقلي الخيام كانوا اعتقلوا منذ العام 1985، وحتى الذين اطلقوا الأسبوع الماضي، ان يكون دخل هذا المعتقل أي مواطن سوداني، خصوصاً باسم المتهم في صنعاء. وأجمع هؤلاء على ان الشخص الوحيد من غير اللبنانيين والفلسطينيين، الذي اعتقل هو من جنسية مغاربية وتحديداً من الجزائر، وان اسمه موسى أبو دهان. وأكدت مصادر مطلعة ل"الحياة"، أمس، ان الضحية الأخيرة للسفاح اسمها نورالعين محمد، وليس كما ادعى المتهم بأن اسمها ياسمين محمد محمد، وبأنها كانت صديقته منذ سنوات. وكشفت ان الضحية الرقم 11 التي ورد ذكرها في قائمة الأدلة والاثبات من جانب النيابة، وفقاً لاعترافات المتهم، اسمها ندى ياسين محمد سعيد، وهي طالبة طب في السنة الثالثة، ولم يكن السفاح أورد اسمها، بل قال في اعترافاته إنه رآها واقفة أمام مركز للتصوير في الكلية بالقرب من المشرحة فباغتها من الخلف قابضاً على رقبتها وسحبها إلى المشرحة فأغمي عليها، وأنه اغتصبها ثم قتلها وقطّعها، وذلك يوم 18 تشرين الأول اكتوبر عام 1998. وكانت شقيقة الضحية واسمها عائشة عرضت على السفاح أمام المحكمة صورة اختها فتعرف إليها فوراً، وقال بكل برود: "نعم، هذه التي اغتصبتها وقتلتها". وعلمت "الحياة" أن رجال الشرطة احتجزوا أمس امرأة بعد القبض عليها في منزلها في أحد أحياء العاصمة، وهي رهن التحقيق على ذمة القضية، ما يؤكد ان معطيات جديدة تتكشف على رغم سير المحاكمة. واتهمت عائشة شقيقة الضحية ندى ياسين أجهزة الأمن والنيابة بالتقصير في متابعة حادث اختفاء ملف شقيقتها من قسم شؤون الطلاب في الجامعة وكلية الطب أثناء البحث والتحري بعد غيابها. وقالت في تصريحات "إن عناصر يعملون في الجامعة تعمدوا اخفاء ملف شقيقتها، مما يثير الشكوك في تورط أشخاص آخرين" في جرائم السفاح. وأكدت ان شقيقتها ندى كانت "مثالية ومتزنة وملتزمة دينياً وهي اخت لخمس فتيات وأخ وحيد يعيشون في دولة الإمارات العربية المتحدة". وأضافت ان ندى "جاءت إلى اليمن للدراسة في كلية الطب، غير ان الاتصال معها انقطع منذ تشرين الأول اكتوبر 1998، ولم تتسلم آخر حوالة بنكية لها من والدها، وعلى رغم البحث عنها منذ ذلك التاريخ لم نجدها، واعتقدنا بأنها ماتت في ظروف غامضة حتى اتصل بنا العقيد عبدالعزيز الكميم مدير مباحث محافظة صنعاء بعد كشف السفاح محمد آدم". وطالبت عائشة بمحاكمة المتورطين في القضية. إلى ذلك، أعلن الدكتور أحمد الحداد، عميد كلية الطب "الموقوف"، أنه وهيئة التدريس يتحملون مسؤولية ما حدث في مشرحة الكلية، وقال في تصريحات نشرتها أمس صحيفة "الثورة" الرسمية: "إن جريمة كلية الطب بشعة ونحن كهيئة تدريس نعتبر انفسنا مسؤولين بشكل أو بآخر". وأكد ان غرفة التشريح غير مؤهلة لعمليات نقل الأعضاء البشرية وحفظها، وأن جثتين من جثث الضحايا كانتا باعضائهما واحشائهما كاملة، وان باقي الجثث تابعة لكلية الطب. واعتبر ان "السفاح" مجرم، لكنه مبالغ في اعترافاته، وان وزيري الداخلية والصحة شكلا لجنة للتحقيق في ادعاءاته.