ظهر السوداني محمد آدم عمر اسحاق سفاح الطالبات في مشرحة كلية الطب في جامعة صنعاء هادئاً غير مبالٍ أمام محكمة البداية في العاصمة اليمنية أمس، وسط حشد من الناس حضر أول جلسة لمحاكمته. واعترف السفاح بكل برود بما تضمنه قرار الاتهام في شأن خطف 16 امرأة واستدراجهن واغتصابهن ثم قتلهن داخل المشرحة، حيث كان يعمل موظفاً منذ تشرين الثاني نوفمبر 1995 حتى أواخر كانون الثاني يناير الماضي، وبين الضحايا ست طالبات في كلية الطب، أربع منهن مجهولات الهوية، ويمنية وأخرى عراقية. راجع ص 2 واعترف السفاح أمام المحكمة بأنه سجّل عمليات اغتصاب بعض ضحاياه على أشرطة فيديو، وبأنه قتلهن بالطريقة ذاتها، أي الخنق أو الضرب على الرأس بعد اغتصابهن، ثم قطع الرأس وتقطيع باقي أجزاء الجثة وتحليلها واخفائها. واعترض محامي أولياء دم الضحايا على السير في اجراءات المحاكمة، وطلب إعادة ملف القضية إلى النيابة لاستكمال التحقيق وجلب من يُعتقد أنهم متورطون مع السفاح. وأيده محامي محمد آدم الذي قال: "لا يعقل أن يرتكب المتهم كل هذه الجرائم منفرداً". وكان أقارب الضحية الطالبة حُسن عطية طالبوا القاضي بمحاكمة عميد كلية الطب والمسؤولين في الكلية ومسؤولي الأمن وجامعة صنعاء وسط أنباء عن تحقيقات خاصة مع الذين أورد السفاح اسماءهم في اعترافات أقر بها كاملة، على رغم أنها لم تخلُ من تناقضات. ويطاول ذلك دوافع ارتكاب المجازر تارة لممارسة الجنس وأخرى لرغبة محمد آدم في "دخول الجميلات ضحاياه الجنة"، وهو شدد مجدداً على حال فلتان في الكلية وغياب الرقابة على المشرحة وعدم تفتيشها منذ باشر عمله فيها. ولوحظ في المحكمة غياب أولياء الضحية العراقية زينب سعود عزيز، على رغم ان والدتها كانت وراء كشف جرائم السفاح. وأكد والد زينب ان عائلتها لم تحضر المحاكمة احتجاجاً على "استعجال إحالة القضية على القضاء قبل استكمال التحقيق وكشف المتورطين ومن لهم صلة بالقضية. نحن لا نصدق ان المجرم ارتكب وحده كل هذه الجرائم". وخلت محاضر التحقيق مع محمد آدم من إشارة إلى بيع أعضاء الضحايا، ولم تتطرق إلى من قتلهن في السودان ونيجيريا، كما ذكرت مصادر مطلعة. وأكد السفاح أنه سوداني ولد في الخرطوم، وان عمره 52 سنة، متزوج من سودانية مقيمة في اليمن، وكان طلق أخرى في بلاده، وله منها ولد وبنت. ورفع القاضي يحيى الاسلمي جلسة المحكمة أمس قبل استكمال تلاوة اعترافات السفاح، وستعقد جلسة ثانية غداً. وأقر السفاح أمام القاضي بارتكاب جرائمه، وبأنه لم يتعرض لأي ضغط أثناء التحقيق. واعترف بأن أولى ضحاياه في اليمن كانت الصومالية فاطمة التي استدرجها إلى المشرحة من أحد شوارع صنعاء بعد مغازلتها في 11 تشرين الثاني نوفمبر 1995، وآخرهن كانت عشيقته ياسمين في 29 كانون الثاني يناير الماضي.