طهران، نيويورك، مسقط – «الحياة»، أ ب، رويترز – تحدى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خصومه في التيار المحافظ، مؤكداً مساندته في شكل «أكثر من تام»، مدير مكتبه اسفنديار رحيم مشائي الذي يتهمه المتشددون بتزعم «تيار منحرف». كما شدد على وقوفه «إلى جانب» المحتجين على إعادة انتخابه عام 2009، لكنه اعتبر أن المتظاهرة ندا آغا سلطان قُتلت في «مسرح جريمة أُعدّ مسبقاً». وأشار نجاد الى ان الاحتجاجات اسفرت عن مقتل 33 شخصاً فقط، «أكثر من ثلثيهم من أجهزة الأمن، وعابرين أبرياء. وأقل من ثلثهم، كانوا ممن اشتبكوا مع الشرطة. لذلك كانوا أقلية ضئيلة جداً». واعتبر في حديث لصحيفة «نيويورك تايمز»، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مقتل ندا آغا سلطان، خلال صدام بين متظاهرين وأجهزة الأمن في 20 حزيران (يونيو) 2009، «أمراً حزيناً جداً»، لكنه اشار الى أن السلطات «تملك دليلاً يثبت ان مسرح الجريمة أُعدّ مسبقاً، وقُتلت (ندا) لاحقاً، في مكان آخر». وأضاف: «حدث سابقاً مشهد شبه مطابق لذلك، في دولة أميركية لاتينية. وهم يبلغون المشاركين بأنهم يشاركون في فيلم قصير. وبعد مشاركتهم، يأخذونهم الى مكان ما ويقتلونهم». وفي حديث الى الشبكة العامة الأميركية «بي بي اس»، سأل المذيع تشارلي روز، نجاد هل كان «الى جانب» المحتجين على إعادة انتخابه، فأجاب: «أجل، كنت كذلك». وذكّر المذيع نجاد بأن هؤلاء كانوا «يتحدّون إعادة انتخابه»، فقال: «صحيح. ما الخطأ في ذلك؟ كانوا يتظاهرون. لمَ لا؟ تظاهروا، وأوضحوا موقفهم. القضاء سلك القنوات المناسبة ليوضحوا مواقفهم». وأضاف: «نحب جميع مواطنينا في شكل متساو، ونساند شعبنا». وأكد ان «لا سجناء سياسيين» في ايران. سأل روز نجاد هل ما زال يساند مشائي، فأشاد به، معتبراً أن قدراته تفوق تلك التي يتمتع بها منتقدوه. وسأل المذيع نجاد: «هل يحظى بمساندة تامة منك؟»، فأجابه الرئيس الايراني بالانكليزية: «أكثر من تامة». وخلال لقائه أساتذة وطلاباً في جامعات أميركية، قال نجاد: «الادارة الاميركية قد تحاول مصادرة الحركات الشعبية في المنطقة، لكن لا شك ثمة حركة عاصفة آتية في الطريق، والأحداث مؤشر لها». وشدد على «ضرورة إيجاد علاقات ديبلوماسية بين ايران وأميركا». في غضون ذلك، نظمت ايران عرضاً عسكرياً في طهران امس، إحياءً للذكرى ال31 لاندلاع الحرب مع العراق، عرضت خلاله صواريخ باليستية متوسطة المدى من طراز «شهاب» و «سجيل». وأوردت وسائل إعلام ايرانية ان العرض العسكري الذي نُظم قرب مرقد الإمام الخميني، في بداية «أسبوع الدفاع المقدس»، شهد ايضاً عرض صواريخ «قدر» و «زلزال» وقاذفات صواريخ ومقاتلات لا يرصدها الرادار وطائرات من دون طيار ودبابات من طراز «ذو الفقار» وأجهزة للحرب الإلكترونية، اضافة الى نماذج مصغرة من السفن الحربية والغواصات. واعتبر وزير الدفاع الايراني الجنرال أحمد وحيدي ان «تهديدات الأعداء خاوية»، مشيراً الى ان الرادار الذي سينصبه حلف شمال الأطلسي في تركيا، في إطار درع صاروخية أميركية لمواجهة الصواريخ الباليستية الايرانية، «يستهدف الدفاع عن الكيان الصهيوني، لأنه آيل الى زوال». وأكد أن بلاده رفعت دعوى ضد روسيا أمام محكمة دولية، بسبب عدم تنفيذها صفقة تسليم ايران صواريخ «أس-300» المضادة للطائرات. أما رئيس الأركان الجنرال حسن فيروزآبادي فأكد أن ايران «سترد على أي عدوان، رداً صاعقاً ومدمراً». من جهة أخرى، حظي الأميركيان شاين باور وجوش فتال، في مسقط امس، بيومهما الأول في الحرية بعدما أطلقتهما ايران الأربعاء، إثر الحكم بسجنهما ثماني سنوات، لإدانتهما بالتجسس. وأمضى الأميركيان يومهما مع عائلتيهما، اضافة الى ساره شورد التي اعتقلت معهما في 31 تموز (يوليو) 2009، لكنها أُطلقت بكفالة قبل سنة. وقال باور لدى وصوله الى مسقط: «إننا سعيدان جداً بالإفراج عنا. سنتان في السجن وقت طويل. نأمل بإطلاق سجناء سياسيين آخرين، ومعتقلين محتجزين في شكل جائر، في اميركا وإيران».