نيويورك - رويترز - تحولت الشابة ندا أغا سلطان إلى رمز لأعمال العنف التي اندلعت في إيران احتجاجاً على الانتخابات الرئاسية الإيرانية المتنازع عليها التي أجريت في حزيران (يونيو) 2009 عندما وصل تصوير صادم بالفيديو للحظات وفاتها إلى الملايين من مستخدمي الإنترنت في أنحاء العالم. ويغوص الفيلم التسجيلي الجديد «من أجل ندا» في حياة المحتجة الايرانية وفي نهايتها الدامية، ويعرض للمرة الأولى مقابلات مع أسرتها صورت داخل طهران. ويعرض الفيلم هذا الأسبوع على قناة «اتش.بي.او» التلفزيونية الأمريكية بعد سنة من وفاتها. ويأمل صناع الفيلم أن يعرض أيضاً في فرنسا وبريطانيا ودول أخرى خلال الأسابيع والأشهر المقبلة. وقال أنطوني توماس المخرج البريطاني للفيلم «وفاتها التي سجلت بهذا الشكل التصويري الحي كان لها أثر هائل على الناس. لقد أصبحت وبحق رمزاً لهذه الحركة. لم تكن شخصاً يسعى وراء السلطة السياسية أو أي شيء كهذا. لقد أرادت فقط أن تتحقق الحرية». وقتلت ندا (26 سنة) التي كانت تدرس الموسيقى بالرصاص في 20 حزيران العام الماضي عندما خرجت إلى الشارع محتجة على الانتخابات المتنازع عليها والتي منحت الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ولاية رئاسية جديدة واشتبكت قوات الأمن مع المتظاهرين. وانتشر تصوير بالفيديو لمقتلها على الإنترنت ووصل إلى الملايين الذين رأوا عينيها تتسعان هلعاً بينما الدماء تنزف من أنفها وفمها. وأدى هذا المشهد إلى إثارة المحتجين في داخل وخارج إيران الذين زعموا أنها ضحية بريئة. واعلنت السلطات الإيرانية ان ندا أصيبت برصاصة من نوع يختلف عن النوع الذي تستخدمه قوات الأمن الإيرانية، مما يعني أن الحادث كان مدبراً لتشويه سمعة المؤسسة الدينية وإثارة المعارضة السياسية. لكن الفيلم التسجيلي يفضح زيف هذه المزاعم ويصور ندا في صورة المحتجة الشابة الشجاعة من خلال مقابلات مع أسرتها وأشخاص كانوا يقفون إلى جوارها عندما أصيبت بالرصاصة القاتلة. كما يفند فيلم «من أجل ندا» مزاعم أخرى أطلقتها السلطات الإيرانية من بينها ما زعمه السفير الإيراني في المكسيك الذي قال لقناة «سي.ان.ان» إن ندا على الأرجح قتلت بأيدي جماعات متشددة أو ربما الاستخبارات الأميركية.