أفاد استطلاع للرأي أعدته وكالة «مهر» ونشرت نتائجه أمس، بأن نحو ثلث الإيرانيين لن يقترعوا في انتخابات الرئاسة المقررة الصيف المقبل، فيما جدد الرئيس محمود أحمدي نجاد اتهامه «300 أو 400 فرد» بالهيمنة على ثروات البلاد. وأشارت «مهر» إلى أن استطلاعها الذي شمل 1246 فرداً، وأُعدّ في 13 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أفاد بأن 64.9 في المئة من الإيرانيين يعرفون موعد الانتخابات المقررة في 14 حزيران (يونيو) المقبل، في مقابل 33.5 يجهلونه. وبيّن الاستطلاع أن 42.9 في المئة من المواطنين «متحمسون جداً» للتصويت في الانتخابات، فيما أظهر 20.1 في المئة «حماسة ضئيلة»، و19.3 في المئة حماسة «شبه معدومة»، كما أن 15.9 في المئة «ليسوا متحمسين» للاقتراع. وأشار الاستطلاع إلى أن 46.8 في المئة من الإيرانيين سيصوّتون في الاقتراع، في مقابل 31.9 في المئة لن يصوّتوا إطلاقاً، كما أن 13.4 في المئة لم يحسموا أمرهم بعد. واعتبر 57 في المئة من المستطلعين أن الاقتصاد يجب أن يكون أولوية الحكومة المقبلة بعد الانتخابات، في مقابل 15.2 في المئة لتأمين فرص عمل. أما السياسة الخارجية فلم تنلْ سوى 3.6 في المئة. وتعلّق السلطات الإيرانية أهمية قصوى على نسبة الاقتراع في الانتخابات، إذ ترى في ذلك تأكيداً على شرعية النظام ورفضاً لتدخلات «الاستكبار» والعقوبات المفروضة على طهران، بسبب برنامجها النووي. وأعلنت السلطات أن اكثر من 80 في المئة صوّتوا في انتخابات الرئاسة عام 2009، والتي أعقبتها اضطرابات بسبب تشكيك المعارضة الإصلاحية في إعادة انتخاب نجاد. وأشارت طهران إلى أن 64 في المئة اقترعوا في الانتخابات النيابية التي نُظمت في آذار (مارس) 2012، لكن مراقبين شككوا في الرقم. في غضون ذلك، جدد نجاد اتهامه «300 أو 400 شخصية نافذة، بالسيطرة على الاقتصاد الإيراني»، مضيفاً أن الحكومة عاجزة عن ضبطهم، إذ «يرفضون ذلك عبر وسائل الإعلام». ورأى أن «الشعب الإيراني يحصل على 30 في المئة فقط من عائدات النفط، وهذا قليل». وفي إشارة ضمنية كما يبدو إلى «الحرس الثوري»، تحدث نجاد عن «تنظيمات لديها مصارف ومصالح خاصة، ولا تبرّر نفسها»، لافتاً إلى أنها تسعى إلى «خصخصة بلا قواعد». في المقابل، حذر النائب المحافظ البارز أحمد توكلي من أن نجاد ينفذ سياسة «الأرض المحروقة» في الأشهر الأخيرة من ولايته الثانية والأخيرة، ما «يضرّ أكثر باقتصاد إيران». على صعيد آخر، أعلنت إيران أنها أنذرت 30 طائرة استطلاع أجنبية حاولت «التسلل» إلى منطقة مناورات تنفذها في مضيق هرمز وتُختتم اليوم، مشيرة إلى أن مرحلتها الخامسة امس شهدت إطلاق صواريخ واختبار نظام «باور 373» الصاروخي المحلي الصنع، والذي اعتبرته بديلاً من منظومة صواريخ من طراز «أس-300» الروسية الصنع، رفضت موسكو تسليمه إلى طهران. وأشار قائد «مقر خاتم الأنبياء» للدفاع الجوي الإيراني الجنرال فرزاد إسماعيلي إلى «مشاريع عسكرية مدهشة وأكثر ضخامة من نظام باور 373 الصاروخي، سيُكشف عنها في الأشهر المقبلة» .