طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب - أفادت مواقع معارضة أمس، بأن قمع السلطات إحياء الإيرانيين «عيد النار» الثلثاء الماضي، أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص واعتقال حوالى 500. وتحدى مواطنون تحذير السلطات من الاحتقال بالعيد الذي يعود إلى ما قبل الإسلام، ويحييه الإيرانيون مساء آخر ثلثاء من السنة الإيرانية التي تنتهي في 20 آذار (مارس). لكن مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي انتقد الاحتفال به، معتبراً أنه يفتقر إلى «أي أساس ديني»، فيما حذرت السلطات من محاولة «أعداء الثورة» استغلاله. ووسط انتشار أمني كثيف ل «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري)، أظهرت شرائط فيديو بُثّت على موقع «يوتيوب»، أشخاصاً يحتفلون ب «عيد النار»، في طهران ومدن أخرى، مرددين هتافات مناهضة للنظام، مثل «الموت للديكتاتور» و»الموت لخامنئي»، كما أحرقوا صوراً للمرشد والرئيس محمود أحمدي نجاد، مرددين شعارات مؤيدة لزعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي. وأكد العقيد علي كريمي نائب قائد العمليات الأمنية في طهران، اعتقال 467 شخصاً في العاصمة، فيما خفّض قائد الشرطة الجنرال أحمد رضا رادان العدد إلى أقل من عشرة، معلناً مقتل شخص في مدينة شيراز، «بسبب تفجير ألعاب نارية». وأشار كريمي إلى جرح 64 شخصاً، متهماً المشاركين في الاحتفالات بالإهمال. لكن المعارضة أكدت مقتل شخصين في شيراز وشخص في طهران، واعتقال حوالى 500 في العاصمة. وبين القتلى بهنود رمضاني (19 سنة) الذي اتهمت مواقع المعارضة «الباسيج» بقتله في طهران لدى عودته مع آخرين بعد إحيائهم «عيد النار». في غضون ذلك، قال محمد تقي كروبي نجل زعيم المعارضة، أن «رجل دين عزيزاً» تثق به عائلته والنظام على حد سواء، أبلغه أنه التقى كروبي وزوجته فاطمة المحتجزيْن قيد الإقامة الجبرية في مكان مجهول، مشيراً إلى أنهما في صحة جيدة. إلى ذلك، دافع نجاد عن النظام الإيراني، مؤكداً انه لم يقمع المحتجين. وقال للتلفزيون الإسباني: «لم نقمع مطلقاً المعارضة. نظّمنا 30 انتخابات ديموقراطية في السنوات الثلاثين الماضية». وإذ سألته المذيعة الإسبانية آنا باستور عن زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي، أجاب: «لمَ يجب أن تعلمي عن ذلك؟ هل أنت محاميتهما؟ ثمة معارضة في كلّ بلد، لكن ثمة قانوناً أيضاً، ولا يمكن للمعارضة انتهاكه. هل تسمحون في إسبانيا للمعارضة والانفصاليين الباسك بإحراق مبانٍ وممتلكات حكومية، وضرب الناس؟». من جهة أخرى، أوردت وسائل إعلام إيرانية أن 14 سجيناً قُتلوا وجُرح 33 آخرون، خلال محاولتهم الهروب من سجن في مدينة كراج التي تبعد نحو 30 كلم غرب طهران. وأشارت إلى أن محاولة الهروب التي نفّذها سجناء غالبيتهم من المحكومين بالإعدام في قضايا تهريب مخدرات، تواجهوا مع الحراس وقاموا بأعمال تخريب وحريق متعمد فشلت «بفضل الوجود القوي (للشرطة) وتعاون سجناء آخرين يعارضون المشروع». على صعيد آخر، أعلنت زوجة أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي، استعداد الأخير لزيارة طهران لضمان إطلاق الأميركييْن شاين باور وجوش فتّال المعتقليْن منذ تموز (يوليو) 2009، بتهمة التجسس بعد دخولهم الأراضي الإيرانية في شكل غير شرعي من كردستان العراق. وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، أفرجت إيران عن الأميركية سارة شورد التي اعتُقلت مع باور وفتّال. أتى ذلك بعدما بعث كلاي برسالة إلى خامنئي، يناشده بوصفه «أخاً في الإسلام»، «الرأفة» بالأميركييْن والإفراج عنهما. وقالت لوني علي: «إذا رأينا إنهما سيُطلقان، وأن وجود محمد سيحدث بعض الأثر في هذا الشأن، حينها سنحاول جهدنا لضمان ذهاب محمد» إلى طهران. لكنها استدركت مشيرة إلى أن الرحلة «تعتمد على صحة محمد» الذي يعاني مرض الباركسنون.