} اتهمت الحكومة الاريترية اثيوبيا بشن حرب شاملة على كل الجبهات، وذلك بعد ساعات على اعلان أسمرا موافقتها على خطة السلام الجديدة التي عرضتها منظمة الوحدة الافريقية على وزيري خارجية البلدين اللذين يجريان مفاوضات غير مباشرة في الجزائر منذ نحو عشرة أيام. واعترفت الحكومة الاثيوبية باشتداد حدة المعارك، لكنها ذكرت بأن قواتها كانت ترد على "استفزازات" عسكرية من القوات الاريترية، وأنها ردت بقوة عليها. أكد مسؤول اريتري ان المعارك بين قوات بلاده والقوات الاثيوبية ازدادت حدتها أمس على كل الجبهات، بعد اعلان حكومة أسمرا مساء الجمعة موافقتها على اقتراحات السلام الجديدة التي عرضتها الجزائر، رئيسة الدورة الحالية لمنظمة الوحدة الافريقية، على طرفي النزاع. وقال الناطق باسم الرئاسة الاريترية يماني غبري مسكل ل"الحياة" في أسمرا، "ان المعارك استعرت أمس على كل جبهات القتال، وصارت الحرب شاملة ومشتعلة على طول الحدود المشتركة" بين البلدين، والتي تبلغ أكثر من ألف كلم. ووصف معارك أمس بأنها "رد عملي من اثيوبيا على اقتراحات السلام"، وشدد على عدم ثقة حكومة بلاده في الجانب الاثيوبي. وأوضح غبري مسكل: "ان قتالاً عنيفاً اندلع على جبهة سنعفي، الى الجنوب من اريتريا، وفي منطقة أم حجر في الغرب منها قرب الحدود المشتركة للبلدين مع السودان". وأضاف، ان المعارك الضارية تواصلت على جبهة عصب أيضاً. وقال: "ان ذلك يعتبر رداً اثيوبياً على اقتراحات السلام الافريقية الجديدة التي وافقت عليها اريتريا مساء أول من أمس". وكان ناطق باسم قوات الدفاع الاريتري ذكر ان قواته صدت هجمات اثيوبية، وصفها بأنها "انتحارية" في جبهة بوري غرب البحر الأحمر على بعد 37 كيلومتراً من مرفأ عصب وقال: "ان محاولات القوات الاثيوبية للاستيلاء على عصب ما زالت مستمرة، وأن القوات الاريترية ظلت تلحق بها خسائر فادحة". ولم يشر الى حجم الخسائر التي تحدث عنها. الى ذلك برزت أزمة ثقة تهدد بنسف أي اتفاق قد يتم التوصل اليه في الجزائر حيث أكد وزير الخارجية الاريتري هايلي ولد تنسائي "انعدام الثقة في اثيوبيا، وشكك في امكان قبولها اقتراحات منظمة الوحدة الافريقية للسلام. وقال في تصريحات صحافية نشرتها أمس الصحف الاريترية الرسمية وبثتها أجهزة الاعلام في أسمرا: "ان اثيوبيا ستواصل القتال حتى لو وافقت على اتفاق لوقف النار الى حين دخول قوات حفظ السلام". وأضاف: "أجبرنا اثيوبيا على الجلوس الى طاولة المفاوضات بتصدينا وصمودنا، فإن تصدينا يعتبر حاسماً لتحقيق السلام الشامل". وكانت وزارة الخارجية الاريترية اعلنت مساء أول من أمس قبولها وقف العمليات العدائية بين البلدين فوراً، وقبولها كل الاقتراحات الافريقية. واتهمت اثيوبيا "بوضع العقبات بطريقة غير مبررة"، وطالبت "المجتمع الدولي باعطاء السلام فرصة، واتخاذ خطوات حاسمة إذا ماطلت اثيوبيا وتمادت في اعلان الحرب". وفي اديس ابابا، ذكرت الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية سولومي تاديسي في بيان صدر أمس ان قوات بلادها "تتصدى بقوة لاستفزازات القوات الاريترية المستمرة منذ اسبوع على جبهة بوري. وصدت هجوماً مضاداً على القوات الاريترية التي بادرت بشن هجمات منذ ليل الخميس - الجمعة، وكبدتها خسائر فادحة. وأضاف البيان "ان القوات الاريترية واصلت هجومها مساء أمس بعدما هدأت حدة القتال أثناء النهار على جبهة بوري حيث كبدت القوات الاريترية خسائر فادحة". وأوضح البيان "ان القوات الاريترية استفزت القوات الاثيوبية في مواقعها في جبهة سنعفي صباح أمس في منطقة جبل ايمباسيرا وتصدت لها قواتنا. وفي الجبهة الغربية بادرت القوات الاريترية بالهجوم على منطقة قولوج حيث دار قتال محدود لم يستمر طويلاً". واعتبر البيان "ان هذه الاستفزازات الاريترية تتماشى مع إصرار اريتريا بأن الحرب ما زالت مستمرة وتتناقض مع اعلان اثيوبيا ان الحرب توقفت منذ تحرير جميع الأراضي الاثيوبية". الى ذلك، أشارت تاديسي في بيان آخر أمس الى أن القوات الاثيوبية ردت على هجوم القوات الاريترية فجر أمس في قولوج وتسنأي على الجبهة الغربية. الى ذلك، أوضح يماني كيداني مستشار وزير الخارجية الاثيوبي ان بلاده ليس لديها أي مطامع للاستيلاء على ميناء عصب، موضحاً "ان اثيوبيا يمكنها استخدام الميناء فقط في ظل وجود الأمن والاستقرار بين البلدين". وقال كيداني في تصريح ل"الحياة": "ان اريتريا تسعى الى اقناع المجتمع الدولي بأن اثيوبيا لديها مطامع توسعية ورغبة في اسقاط النظام في أسمرا. هذا غير صحيح لأن اثيوبيا تؤمن باستقلال اريتريا ولا تريد إهانة الشعب الاريتري الشقيق بالبقاء داخل أراضيه، لكننا مجبرون على ذلك الى أن نضمن بأن حكومة أسمرا لن تكرر احتلال أراضينا مرة أخرى". واعتبر ان "النظام الاريتري انهزم عسكرياً وسياسياً أمام قواته وشعبه. وإذا استمر في عناده ستكون هزيمته أكبر، وليس لديه أي بديل آخر غير الموافقة على السلام".