أعلن رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي صراحة أمس، وللمرة الأولى، أن هدف المعارك التي تقودها قواته داخل الأراضي الاريترية منذ العاشر من الشهر الجاري هو "تدمير القدرات الاريترية العسكرية"، فيما أكدت أسمرا أمس ان القوات الاثيوبية فتحت أخيراً جبهة بوري القريبة من ميناء عصب على البحر الأحمر. وفيما استمر القتال على الجبهة الجنوبية الغربية، بدأ أمس مبعوثون من منظمة الوحدة الافريقية واميركا والاتحاد الأوروبي جولات مكوكية بين أديس ابابا وأسمرا في محاولة لاقناع الطرفين وقف النار والعودة إلى المفاوضات. قال رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي أمس في اجتماع عقده مع الديبلوماسيين الأفارقة المعتمدين في أديس ابابا إن هدف بلاده في الحرب الجارية مع اريتريا يتمثل في "تدمير القدرات الاريترية العسكرية حتى لا تمثل أي تهديد لاثيوبيا مرة أخرى". وأكد في الوقت نفسه ان بلاده ما زالت حريصة ومتمسكة بحل الأزمة من خلال المفاوضات إذا أمكن ذلك، أو عسكرياً، وقال: "نحن لا نغلق الباب أمام أي محادثات سلمية". وأشار زيناوي إلى "أن الخسائر الاثيوبية محدودة مقارنة بالخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات الاريترية". وقال إن حجم الوحدات الاريترية المتمركزة في المناطق التي استولت عليها القوات الاثيوبية أخيراً تقدر ب56 في المئة من الرقم الاجمالي للقوات الاريترية، وان القوات الاثيوبية دمرت 60 في المئة من القوات الاريترية في تلك المناطق. وقال زيناوي إن اريتريا تبالغ في بث عدد اللاجئين الاريتريين الذين فروا إلى السودان من المناطق الاريترية التي استولت عليها القوات الاثيوبية. واستمرت المعارك أمس على الجبهات الجنوبية الغربية والوسطى والشرقية. وعلمت "الحياة" من مصدر ديبلوماسي مطلع أن القوات الاثيوبية حاولت الاستيلاء على منطقة مندفرا في هجوم عنيف شنته هذه القوات براً وجواً في تلك المنطقة منذ منتصف الأسبوع الماضي. ومعروف أن مدينة مندفرا من أهم المناطق الاستراتيجية للقوات الاريترية وتبعد 50 كلم من العاصمة أسمرا. ويرى مراقبون في أديس ابابا ان سقوط مندفرا سيكون نهاية النظام الاريتري عسكرياً، وان هذا ما تخطط له اثيوبيا منذ تجدد القتال بين البلدين، بهدف استرداد المناطق التي تدعي اثيوبيا أنها تابعة لها. وذكر بيان صادر من مكتب الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية سولومي تاديسي أمس ان القوات الاريترية فرت من معسكر تدريب ساوا الاريتري الذي قصفته القوات الجوية الاثيوبية خلال الأيام الماضية. وأوضح البيان ان القوات الاريترية المتمركزة في الحدود الغربية فرت في اتجاه السودان. إلى ذلك، أعلنت اريتريا أن قواتها تصدت لهجوم اثيوبي على أراضيها، وأنها قتلت 1570 اثيوبياً وجرحت 184 وأسرت 22 آخرين، ودمرت دبابة واحدة خلال معارك جرت خلال اليومين الماضيين. وذكر بيان رسمي صدر في أسمرا ان القوات الاريترية صدت الهجوم الذي استهدف منطقة أم حجر في اقليم القاش غرب اريتريا ومنطقة بوري الواقع في جنوبالبحر الأحمر. ولم يشر البيان إلى خسائر الطرف الاريتري. وفي إطار الجهود الديبلوماسية، وصل إلى أسمرا أمس مبعوث الاتحاد الأوروبي رينو سيري وأجرى محادثات مع المسؤولين الاريتريين وغادر إلى أديس ابابا. ويتوقع ان يصل اليوم إلى العاصمة الاريترية من أديس ابابا كل من أمين اللجنة الشعبية الليبية العامة للوحدة الافريقية عبدالسلام التريكي، والمبعوث الخاص لرئيس الدورة الحالية لمنظمة الوحدة الافريقية الجزائري أحمد أويحيى. وكان التريكي وأويحيى أجريا محادثات في أديس ابابا مع زيناوي تركزت على إمكان وقف النار وانهاء النزاع. لكن مصدراً في المنظمة قال ل"الحياة" إن المحادثات تناولت أقرب إلى لقاءات المجاملة في ضوء تشدد طرفي النزاع في مواقفهما الثابتة على رغم إعلانهما المتكرر استعدادهما للتفاوض.