اتخذت الحرب الاثيوبية - الاريترية امس منحى تصعيد شامل باعلان اديس ابابا تقدم قواتها على كل جبهات القتال، وسيطرتها على موقع استراتيجي اريتري قرب ميناء عصب المطل على البحر الاحمر راجع ص5. واعلنت اسمرا ان القوات الاثيوبية تشن "حرباً شاملة" اتسعت رقعتها خصوصاً على جبهة بوري القريبة من عصب، بعد ساعات على موافقة اريتريا على خطة افريقية جديدة للسلام، اعتبرت اديس ابابا انها "تحتاج الى وقت لدرسها بعمق"، فيما اكدت منظمة الوحدة الافريقية ان اثيوبيا اعطت "موافقتها المبدئية" لوقف العمليات العسكرية. واكد السيد الامين حسن مستشار الرئيس الاريتري اساياس افورقي في اتصال هاتفي مع "الحياة" من اسمرا امس ان "كل الجبهات مشتعلة، لكن وطأة المعارك تشتد خصوصاً على عصب". معروف ان اسمرا اتهمت اديس ابابامرات بالسعي الى اسقاط نظام افورقي واحتلال ميناء عصب للحصول على منفذ بحري، لكن الحكومة الاثيوبية نفت مجدداً امس ان يكون لديها أي مطامع توسعية داخل اريتريا، خصوصاً في عصب. وكان وزير الخارجية الاريتري هايلي ولد تنسائي اعلن اول من امس في الجزائر، التي ترعى مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين، ان بلاده وافقت على كل الاقتراحات الجديدة للسلام التي عرضتها منظمة الوحدة الافريقية ترأسها الجزائر وتتضمن الاقتراحات وقف النار فوراً واعادة نشر قوات الطرفين في المناطق الحدودية التي كانت تتمركز فيها قبل 6 ايار مايو 1998 لدى بدء النزاع، وانشاء منطقة عازلة تنتشر فيها قوات دولية لحفظ السلام. لكن وزير الخارجية الاثيوبي سيوم مسفن اكد في بيان امس ان "الاقتراحات الجديدة سترسل الى الحكومة في اديس ابابا لدرسها في شكل عاجل". واعلنت الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية سولومي تاديسي ان قوات بلادها "اضطرت للرد على استفزازات القوات الاريترية على كل الجبهات، وصدّت بفاعلية هجمات وتتقدم على الجبهة الغربية في تسناي وقولوج، وعلى الجبهة الشرقية في سنعفي وامباسيرا". واكدت احتلال موقع ايموكير العسكري الاستراتيجي داخل الاراضي الاريترية على جبهة بوري قرب ميناء عصب. واعتبرت اريتريا الهجمات الاثيوبية "رداً عملياً من اديس ابابا على اقتراحات السلام"، وجددت اتهامها اثيوبيا بالسعي الى الاستيلاء على الميناء.