تستمر الشخصيات الرسمية والسياسية والحزبية والاجتماعية والثقافية والطالبية في التوافد على المناطق الجنوبية اللبنانية، مهنئة بتحريرها من الاحتلال الاسرائيلي. وعقد اهالي قرية الوزاني في قضاء مرجعيون مؤتمراً صحافياً على مقربة من نبع الوزاني، في حضور محافظ النبطية محمود المولى. وتحدثوا عن سرقة اسرائيل مياه النبع "التي لا تزال مستمرة". وطالبوا رئيس الحكومة سليم الحص "باطلاع الاممالمتحدة على ما تقوم به من اجل وقف سرقة هذه المياه". وأعدت لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية بناء على طلب من الحكومة اللبنانية ملفاً شاملاً بجثث 59 شهيداً تحتفظ اسرائيل بها، ولائحة اخرى بأسماء نحو مئة مفقود يعتقد انهم موجودون لديها. ودعت اللجنة كل الاحزاب والهيئات الى "تزويدها اسماء الشهداء والمفقودين لأن الملف سيسلم ايضاً الى الموفد الدولي تيري رود لارسن". وكذل دعت الاسرى المحررين كافة وعائلات الرهائن المعتقلين في السجون الاسرائيلية وكل الفئات المدنية والاجتماعية والنقابية والحزبية والطالبية الى المشاركة في اعتصام "امهات الخميس" ظهر اليوم في ما كان يسمى بمعتقل الخيام لاعلان هذا السجن "مزاراً للحرية...". واعلنت منظمة العفو الدولية ان وفداً منها زار الاثنين الماضي معتقل الخيام برفقة بعض المعتقلين السابقين "الذين اطلعونا على غرف التعذيب والاساليب والوسائل التي اتبعت". وقالت في بيان: "كان هذا المعتقل مكاناً مخيفاً تدور خلف جدرانه قصص مروعة، من تعذيب وامتهان لكرامة الانسان". واعتبرت "ان الجرائم التي ارتكبت في المعتقل من اخطر الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان، انها جرائم حرب". واضافت: "قبض على المئات من "جيش لبنان الجنوبي" ولعل بينهم اشخاص ضالعون في الجرائم التي ارتكبت في الخيام، ولئن كان من حق لبنان ان يبدي بعض اللين في معاملة هؤلاء الاشخاص الذين حملوا السلاح الى جانب اسرائيل او حتى ان يعفو عنهم، فلا يجوز لسلطاته ان تصدر عفواً شاملاً عن اي انتهاك من الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت، ويجب تقديم المسؤولين عن التعذيب وغيره من الانتهاكات الجسيمة الى العدالة في محاكمات عادلة، شرط ألا يعاقب أي منهم بالاعدام". وقالت: "ان اسرائيل تتحمل هي الاخرى مسؤولية كاملة عن عمليات الاحتجاز القسري والتعذيب وغير ذلك من الانتهاكات في سجن الخيام. نحن نسلم بضرورة معرفة مصير الجنود الاسرائيليين المفقودين في لبنان وبأن المسؤولين عن اي انتهاكات ضدهم يجب ان يحاسبوا على فعلهم، ويبدو ان واحداً من هؤلاء واسمه رون اراد احتجز، ولكن هذا لا يعطي اسرائيل اي مبرر لارتكاب انتهاكات". وبناء على الدعوات الى العودة التي وجهت الى الفارين من "جيش لبنان الجنوبي" وعائلاتهم الى اسرائىل والعاملين فيها، عاد ظهر امس الى لبنان الياس مارون خريش ومارون خليل خريش، وهما من بلدة عين ابل، وكانا يعملان في احد الفنادق داخل اسرائيل وقد تسلمتهما الاجهزة الامنية اللبنانية على الحدود عند بوابة الناقورة. وجال وفد من نقابة اطباء لبنان برئاسة النقيب غطاس خوري على القرى المحررة يرافقه وفدان من نقابتي اطباء الاسنان والصيادلة في لبنان. ووضع امكانات النقابة في تصرف اطباء الجنوب ووزارة الصحة لمواكبة عملية التحرير، واستمع بعد زيارته معتقل الخيام الى عذابات المعتقلين على ايدي قوات الاحتلال.