أكدت جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي أمس رفضهما الكامل للعدوان الاسرائيلي على لبنان وبنيته الأساسية. وطالبا بضرورة وقف هذه الاعتداءات والعودة الى التزام تفاهم نيسان ابريل 1996، في حين أكدت مصر مجدداً ان استمرار الاحتلال الاسرائيلي للبنان يؤدي الى استمرار المقاومة. جاءت هذه المواقف عقب محادثات اجراها مبعوث الاتحاد الأوروبي لعملية السلام ميغيل انخل موراتينوس في القاهرة مع وزير الخارجية المصري عمرو موسى مساء أول من أمس، ومع الأمين العام للجامعة العربية عصمت عبدالمجيد أمس، ومن المقرر ان يلتقي اليوم موراتينوس في بيروت رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس الحكومة سليم الحص. وصرح عبدالمجيد انه طلب من موراتينوس بذل مزيد من الجهود للضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان، مشيراً الى انه ابلغ المبعوث الأوروبي قرار مجلس الجامعة في اجتماعه الطارئ السبت الماضي في شأن التضامن مع لبنان في مواجهة العدوان الاسرائيلي. وأكد موراتينوس مجدداً موقف الاتحاد الأوروبي القائم على ضرورة الانسحاب الاسرائيلي غير المشروط من جنوبلبنان، وفق قرار مجلس الأمن الرقم 425. وقال ان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اصدروا بياناً عبروا فيه عن رغبتهم في وقف اي تصعيد عسكري في المنطقة ورفض الاعتداءات العسكرية وإقرار صيغة تفاهم نيسان ابريل ووقف الخسائر المدنية التي تقع من جراء هذه الاعتداءات. وأشار المبعوث الأوروبي الى "معلومات" لديه، لم يكشف عنها، تؤكد ان الموقف على الحدود اللبنانية سيهدأ في ما يتعلق بتجدد الاشتباكات، ما يعني اتاحة الفرصة من جديد امام المفاوضات. وأوضح ان الاتحاد الأوروبي يبذل الآن مساعي وجهوداً ديبلوماسية لضمان عدم التصعيد العسكري في لبنان. وقال ان تصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك عن وقف اي اعتداء، مؤشر الى دخول الأوضاع مرحلة طبيعية استعداداً لاستئناف مفاوضات السلام على مختلف المسارات، وستسنح الفرصة لممارسة جهود ديبلوماسية دولية نشطة لإقرار السلام على هذه المسارات. وأعرب عن اعتقاده ان تحسين العلاقات العربية الاسرائيلية يعتمد على اقامة سلام عادل واستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأكد ان الاتحاد الأوروبي مرتبط بعملية السلام في المنطقة، وسيبذل كل الجهود لإزالة كل العوائق التي تعترض هذه العملية. وكان موراتينوس اجتمع مع موسى الذي لاحظ "تناقضاً" في التصريحات الاسرائيلية في ما يتعلق بالرغبة في احراز السلام والنهج التفاوضي. وأكد ان التطبيع "يتعرض لتجميد كبير من جانب الشعب ورجال الاعمال نتيجة لما يراه الرأي العام من سلبيات اسرائيلية حيال السلام". ولمح الى امكان عدم توجيه دعوات الى المؤتمر الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال افريقيا الذي تستضيفه بلاده. ورأى "ان حدوث الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان الى حدود العام 1923 المعترف بها دولياً، من دون ابطاء او مماطلة، او ابقاء اي مكان او خزان مياه او مزرعة او غيرها، يعد خطوة كبيرة".