سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لحود يتبلّغ من عبدالمجيد دعم الجامعة ... ورئيس الحكومة يعدّد نشاطاته الديبلوماسية . إنزعاج لبناني - سوري "شديد" من الموقف الأميركي والحص لا يستبعد عدواناً إسرائيلياً في أي وقت
} أعربت سورية ولبنان عن "الانزعاج الشديد" من تحميل مسؤولين أميركيين "حزب الله" مسؤولية التصعيد الاخير في جنوبلبنان، في وقت لم يستبعد رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص عدواناً إسرائيلياً في أي وقت. تلقى رئيس الجمهورية إميل لحود امس اتصالاً من الأمين العام لجامعة الدول العربية عصمت عبدالمجيد، عبّر فيه عن "تضامنه الكامل مع لبنان في مواجهة العدوان الاسرائيلي". وأكد لحود لعبدالمجيد "ان لبنان يقدّر بالغ التقدير مواقفه الاخيرة ويعتبرها سنداً في مواجهة الاحتلال ودعما من اجل تحرير الارض وتحقيق السلام العادل والشامل". واتصل الرئيس الحص امس بوزير الخارجية السورية السيد فاروق الشرع، وبحثا، بحسب مصادر سورية، في "التطورات في جنوبلبنان في ضوء مقاطعة اسرائيل" اجتماع لجنة مراقبة وقف اطلاق النار المنبثقة من "تفاهم نيسان" ابريل الذي كان مقرراً اول من امس. وأضافت "ان وجهات النظر كانت متفقة بين البلدين على طريقة التصدي لمحاولات اسرائيل الالتفاف على التفاهم". وتابعت ان الحص والشرع "اعربا عن استغرابهما وانزعاجهما الشديدين من تصريحات صادرة عن بعض المسؤولين الأميركيين صوّرت الذين يدافعون عن شعبهم ويقاتلون فوق ارضهم معتدين، واعتبرت المعتدين الذين يواصلون قصفهم اراضي الآخرين، ضحايا للعدوان". وكان الشرع تلقى مساء اول من امس اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية البريطانية روبن كوك عرضا الوضع في جنوبلبنان. وقالت مصادر رسمية سورية ان كوك "اعرب عن امله بأن يمارس جميع الاطراف ضبط النفس للحؤول دون المزيد من التصعيد وإحياء عملية السلام على المسارين السوري واللبناني"، وأن الشرع "حمّل اسرائيل المسؤولية الكاملة عن التصعيد العسكري خصوصاً لضربها اخيراً البنية التحتية في لبنان وعدم مشاركتها في اجتماع لجنة المراقبة، على رغم حضور جميع الاطراف الآخرين كذريعة لتوتير الاجواء في المنطقة بدلاً من تهدئتها". ونقلت عن الشرع تأكيده "ان استمرار اسرائيل في ممارسة غطرسة القوة لن تؤدي الى نتيجة وإنما ستؤدي الى المزيد من الخسائر البشرية والمادية وقتل اي فرصة ممكنة للسلام". وكان الحص تابع اجتماعاته مع سفراء الدول المعتمدين في لبنان، والتقى السفير البريطاني ديفيد روس ماكلينان الذي وضعه في اجواء الاتصال بين كوك والشرع. وشدد ماكلينان على "اهمية تفاهم نيسان للحفاظ على الاستقرار ومنع اي تصعيد". ورأى "ان الاحداث الاخيرة يجب ألاّ تعترض الجهود المبذولة لإطلاق عملية السلام". وأمل "بالعثور على طريقة لإعادة الجميع الى طاولة اجتماعات لجنة التفاهم في الناقورة، لحل كل القضايا، وبممارسة الجميع ضبط النفس في هذا الوقت الدقيق للعودة الى العمل الأساسي، وهو تحقيق السلام في المنطقة وتأمين انسحاب اسرائيل من الجنوب". وأكد "اهتمام بريطانيا المستمر بإيجاد آلية لإعادة اطلاق المفاوضات على المسار السوري، وبالتالي اللبناني". وقابل الحص سفراء آسيا للغاية نفسها، ثم السفير الإيراني محمد علي سبحاني الذي رأى ان انسحاب الوفد الاسرائيلي من اجتماع لجنة المراقبة "اسلوب جديد يتطابق مع عادة اسرائيل في اختلاق الأعذار غير المنطقية، وغير الواقعية". وأضاف ان "ليس هناك مبرر منطقي لهذا التصرف الاسرائيلي"، لافتاً الى "اهمية ان ترفع الدول العربية والإسلامية والدول كافة وتيرة الضغط على اسرائيل كي تكف يد الاجرام والاعتداءات التي تمارسها على لبنان". وانتقد "الحماية الاميركية لاسرائيل وتشجيعها بطريقة ما على ما ترتكبه من عدوان". ولاحظ "عدم تطابق بين اقوال الادارة الاميركية وأفعالها". وتحدث عن وصول خبراء إيرانيين الى بيروت امس للكشف على الاضرار في محطات الكهرباء. وتمنى "ألاّ تقدم اسرائيل على ارتكاب اعتداءات جديدة على لبنان، ولكن ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة تقوم بمثل هذه الأعمال"، آملاً "بأن يتمكن المجتمع الدولي من خلال الضغوط التي يمكن ان يمارسها على اسرائيل، من ردعها عن تجديد هذا العدوان". ودعا الحص اللبنانيين الذين يملكون عقارات وأراضي في فلسطين وفي حوزتهم الوثائق التي تثبت ذلك ان يزودوا السفير جيلبر عون اياها في وزارة الخارجية، كونه المكلف اعداد ملف هذه القضية التي توليها الحكومة كامل اهتمامها، وجاء هذا الطلب بعد اجتماعه امس مع وفد من اصحاب الأملاك برئاسة الوزير السابق بيار الخوري. واتصل الحص بالأمين العام للجامعة العربية وشكر له "مواقفه المميزة في ادانة العدوان الاخير"، متمنياً عليه "مواكبة الشأن اللبناني عربياً ودولياً". وتلقى اتصالاً من رئيس مجلس الادارة المدير العام للصندوق العربي للإتحاد الاقتصادي والاجتماعي في الكويت عبداللطيف الحمد، ابلغه فيه وضع مقدرات الصندوق في تصرف لبنان لإعادة اعمار ما دمّره العدوان. ورداً على سؤال عن بعض الانتقادات للنشاط الديبلوماسي الذي قامت به الحكومة منذ وقوع العدوان، قال الرئيس الحص "منذ اللحظة الاولى انطلقت الديبلوماسية اللبنانية في كل اتجاه، فوجّهت رسالة الى الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وطلبت توزيعها على اعضاء مجلس الامن، واستدعيت سفير الولاياتالمتحدة الاميركية ديفيد ساترفيلد والقائم بأعمال السفارة الفرنسية في لبنان فرنسوا سينيمو باعتبارهما الدولتين اللتين تتناوبان على رئاسة لجنة تفاهم نيسان، واستدعيت جميع سفراء الدول العربية في بيروت، وجمعت ممثلي الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي في لقاء مشترك، ثم ممثلي دول اوروبا وأميركا اللاتينية، والتقيت مجموعة الدول الآسيوية، وتحدثت هاتفياً مع وزير خارجية فرنسا هوبير فيدرين والتقيت على انفراد سفيري بريطانيا وإيران، ووجهت رسالة الى وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت واتصلت بالأمين العام لجامعة الدول العربية، وبوزير الخارجية السورية، فضلاً عن النشاط الاعلامي الواسع الذي قمنا به إذ أدليت بأحاديث الى شبكات تلفزة وإذاعة عالمية، وعقدت ندوة متلفزة في لبنان شرحت فيها موقف لبنان من مختلف جوانبه". وأضاف الحص "عمّمت على سفاراتنا في الخارج جميعاً وجوب القيام بالاتصالات اللازمة مع الجهات الرسمية، كل في الدولة المعتمد فيها، ثم عممت على سفاراتنا في دول الاغتراب وجوب العمل على تعبئة الرأي العام الاغترابي في مختلف البلدان المضيفة في خدمة القضية اللبنانية". وأكد "الاستمرار في هذا النشاط على كل المستويات في مواجهة التحديات الكبيرة المترتبة على العدوان الاسرائيلي المستمر، ولن ندّخر وسيلة إلاّ ونستخدمها في خدمة قضية لبنان في مواجهة العدوان". ولم يستبعد الحص، في حديث الى اذاعة "مونتي كارلو" امس، عدواناً اسرائيلياً على لبنان. وقال "ان اسرائيل عوّدتنا الغدر والعدوان في كل الاوقات". وأضاف "ان اي عدوان تشنّه علينا، وخصوصاً على اهداف مدنية وبنى تحتية، سافر وغير مبرر على الاطلاق، ومرفوض من المجتمع الدولي، ويتناقض مع القوانين الدولية والمعاهدات". وأوضح "ان لبنان يحاول تعبئة المجتمع الدولي ضد ما تقوم به اسرائيل من اعتداءات". وقد طلب من الدول الكبرى بذل كل جهد لمنعها من متابعتها". وقوّم الوضع المالي مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي أكد "ان الاسواق المالية حافظت على هدوئها، على رغم العدوان، ولم يتغير سعر صرف الدولار". واشار الى "الاقبال اللافت على سندات الخزينة"، موضحاً "ان الاستثمارات لم تتأثر كثيراً بالعدوان، لأن المستثمرين يعرفون الوضع الأمني في شكل جيد". وفي ردود الفعل، قال السكرتير الاول في السفارة الفرنسية في لبنان جان مارك غروغوران أن بلاده تحركت بعد القصف الاسرائيلي وما تبعه "وقامت بخطوات عملية لعقد اجتماع لجنة المراقبة، وبالتنسيق مع اعضائها، لأنه يساعد في تخفيف العنف في المنطقة وتجنب الهجمات". وأضاف، في حديث صحافي، "ان اللجنة يجب ان تجتمع". وعن تهديد وزير الخارجية الاسرائيلية ديفيد ليفي بحرق تراب لبنان، قال "المهم في التصريحات ألاّ تتسبّب بالمزيد من الضغوط او الهجمات، والمهم ان تستأنف عملية السلام وتعود الى طريقها المرسومة في عمل اللجنة، وألاّ يتعرض المدنيون للأذى، وأن يعود الوضع في الجنوب الى طبيعته". واشار الى "ان أسس تفاهم نيسان حددت كل النقاط بموافقة الدول الخمس الأعضاء فيه. من هنا فإن أي تغيير، إذا حصل، يجب ان يحظى بموافقة كل الاطراف. نحن نخلط بين الموضوعين. اليوم يجب ان تجتمع لجنة المراقبة على أسس العام 1996 وليس هناك اي طلب لتغيير هذه الأسس. وهناك عملية السلام التي ستسفر عن انسحاب للقوات الاسرائيلية من جنوبلبنان، وفي حال حصول تدابير امنية فإن فرنسا جاهزة للمشاركة اذا دعيت". وتمنى "ان يتطور الوضع الراهن في اتجاه الانسحابات"، نافياً ان تكون بلاده تلقت اي طلب خاص لتغيير تفاهم نيسان. وأشار الى "وجود مخاطر وضغوط" وإلى وصول مسؤولين تقنيين فرنسيين اليوم للمساعدة على تصليح اعطال الكهرباء. وكان الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله بلغ رئيس اتحاد الصحافيين العرب ابراهيم نافع الذي زاره على رأس وفد من "مؤسسة الاهرام للدراسات السياسية" ان المقاومة "كسرت المعادلة الجديدة التي سعى العدو الاسرائيلي الى تكريسها من دون جدوى، لأن قصف البنى التحتية في لبنان لن يحمي جنود الاحتلال، بل ان ذلك سيعرّضهم لمزيد من الضربات والعمليات الموجعة وسيدفع بالمقاومة الإسلامية الى بذل جهد اضافي لتحقيق اكبر مقدار من الاصابات القاتلة في صفوف جنود العدو وعملائه، بعدما تمكنت من تحطيم اجراءات رئيس الاركان الصهيوني شاول موفاز الذي كان يتبجح علناً بنجاحها قبل ان تلحق به الخيبة التي لحقت بأسلافه". وأضاف "ان استمرار عمليات المقاومة الاسلامية ليس خاضعاً للمساومة والتهديد أياً يكن الثمن، بل انها ستستمر بالزخم والقوة نفسيهما، حتى إلحاق الهزيمة بالعدو ودفعه الى الانسحاب من لبنان من دون قيد او شرط". ونصح "قوات الاحتلال بالرحيل الفوري عن لبنان وإلاّ فإن الخيار الوحيد المتاح امام الجنود الصهاينة هو الموت الزؤام في ميدان المواجهة في الجنوب والبقاع الغربي". وفي احتفال في بعلبك في ذكرى الثورة الإيرانية، قال النائب السيد عمّار الموسوي "ان سلاح الكاتيوشا قيد الاستخدام من المعادلة، وهو جزء منها، ولكن لا يمكن احداً ان يملي على المقاومة كيف ومتى تستخدمه، ولا يزال عامل ربح حقيقي". واعتبر ان تهديدات باراك بضرب العمق اللبناني رداً على مقتل جندي اسرائيلي في قلعة الشقيف "يضع احتمال الردّ بالكاتيوشا موضع التنفيذ، الأمر الكافي لإحداث مشكلة جديدة للعدو لأن المستوطنين لن ينزلوا الى الملاجئ كما فعلوا اخيراً، بل سيحملون امتعتهم ويرحلون الى الوسط والجنوب".