ثمة حركة تصوير نشطة لأعمال تلفزيونية مشتركة على الساحة اللبناينة: مسلسل مصري يضم وجوهاً لبنانية وعمل لبناني يضم ممثلين من المملكة العربية السعودية، اضافة الى مسلسل للفنانة الكبيرة فاتن حمامة. العمل اللبناني الذي يكاد ينتهي العمل من تصويره عنوانه "اللقاء الآخر" قصة وسيناريو وحوار الممثل والناقد اللبناني جان قسيس الذي سبق له الكتابة للتلفزيون لكنه في هذا العمل يخوض تجربة كتابة المسلسل وليس التلفيلم. ويقوم بالتمثيل في هذا المسلسل مجموعة من الفنانين اللبنانيين منهم: عماد فريد، وليد العلايلي، باتريك مبارك، مي صايغ، يورغو شلهوب، ندى أبو فرحات، علي منيمنة وفيكتور دويهي اضافة الى جان قسيس، وممثلين آخرين. ويشارك في هذا العمل من السعودية الممثلان فؤاد بخش وهاني حرازي. والاخراج لميلاد هاشم. وانتجت العمل "شركة الرموز" بالتعاون مع شركة "أون لاين برودكشن". في أحد أماكن التصوير التقينا بالممثلين السعوديين اضافة الى المؤلف جان قسيس. الفنان فؤاد بخش من الرعيل الأول للممثلين السعوديين يخوض غمار التمثيل منذ أكثر من 30 سنة وكان اشترك في أعمال كثيرة تلفزيونية ومسرحية في المملكة. ولا ينسى مسلسل "الى أين" قبل 25 سنة "وكان أول مسلسل أقوم ببطولته كما كانت بداية انطلاق التلفزيون في السعودية". وتولى الفنان بخش مسؤوليات فنية عدة. اطلالاته العربية في السينما والتلفزيون كثيرة، في مصر وفي الاردن وفي سورية. وعن اشتراكه في هذا العمل يقول: "فوجئت بأن الكاتب هو زميل لنا في التمثيل. هذا العمل هو أول عمل أشارك فيه مع فنانين من لبنان واعتبره نقطة تحول بالنسبة إلي. وفوجئت أكثر بأن النبض المميز لا يزال موجوداً في فنيات الانسان اللبناني. انه شعب مكافح، يعاني لكنه يعمل بعزة نفس وكرامة لافتة. وأتمنى أن يعود هذا البلد أفضل وهو حتماً سيعود". وعن دوره في المسلسل يقول "أنا ضيف في العمل. رجل أعمال من السعودية يحل ضيفاً من خلال علاقات شخصية وتجارية تربطني برجل أعمال لبناني، وتتحول هذه العلاقة الى علاقة قربى بعد أن يقع ولدي في حب ابنة صديقي اللبناني. ان هذا يعني اننا أمة عربية واحدة مهما حصل. قمة التواصل والتقارب نصل اليها ونحققها كما يشير موضوع المسلسل وأحداثه". ويتحدث الفنان فؤاد بخش عن بعض الصعوبات التي تواجه الفن السعودي ويلخصها "بغياب النص وخصوصاً كتاب السيناريو وثمة نقص في المخرجين وكذلك لدينا ثغرة كبيرة تتمثل بالوجود النسائي. المرأة السعودية عموماً غائبة عن ساحة التمثيل ومن الصعب ان تحل ممثلة اخرى بديلة تحسن النطق باللهجة السعودية. وثمة مشكلة اخرى تتمثل بالانتاج وهنا أتوجه الى معالي الدكتور فؤاد الفارسي لكي يصدر قانوناً يفرض على المنتجين السعوديين تسويق عمل محلي سعودي في المحطات العربية مقابل الأعمال ا لأخرى التي ينتجونها". ويشارك في المسلسل ممثل شاب من السعودية هو هاني محمد الحرازي الذي يؤدي دور ابن رجل الأعمال السعودي فؤاد بخش. وهذه التجربة هي "الأولى لي في لبنان. وسبقتها أعمال عربية في الأردن وفي سورية اضافة الى أعمال في السعودية كثيرة ومنها مسلسل "حكايات بابا فرحات" الذي قدّم خلال شهر رمضان المبارك وأؤدي فيه دور "جدو سرحان"، علماً أنني أشارك في هذا المسلسل منذ 8 سنوات وهو برنامج يلقى اهتماماً من الجميع". ويتابع "انها الزيارة الأولى الى لبنان ودوري هو دور ابن رجل أعمال سعودي أحب فتاة لبنانية لوريت حنينو وأقرر الزواج بها. انها المرة الأولى التي التقي فيها مع الفنان فؤاد بخش امام الكاميرا. العمل جميل ويعطيك خبرة اضافية ويزيد من رصيدك الفني. لكنني أحب أن أقول إن لبنان غني بأماكن التصوير وأعتقد أنه بعد سنوات قليلة ستصل الحركة التصويرية اللبنانية والعربية الى ذروتها، وخصوصاً أن الجو العام أو المناخ الذي يطلبه الفنان من راحة نفسية وحرية وجمال متوافر في لبنان. وأنا أعجبت أيضاً بالحياة الاجتماعية في لبنان فالناس لديهم سعادة في الاستمتاع بالحياة". ما رأيك بالفن اللبناني؟ - لا أملك الخبرة لكي أحكم على مسيرة الفن اللبناني. لبنان بلد له تاريخ في الفن. وصدقني ومن دون أي مجاملة، أنا أحب اللهجة اللبنانية كثيراً وأردد بعض المفردات في حياتي الخاصة. انها لهجة لذيذة. مثلت بلهجات عدة مصرية وأردنية لكنني لا أمثل باللهجة اللبنانية إلا إذا عشت في لبنان أشهراً عدة بصورة متواصلة. دراما اجتماعية كاتب القصة وأحد المشاركين في التمثيل جان قسيس يتحدث عن مسلسله قائلاً: "اللقاء الأخير" دراما اجتماعية عاطفية - بوليسية ذات خطوط متشابكة تفرضها المواضيع المطروحة، القصة حافلة بالأحداث المكثفة والمتلاحقة في إيقاع قصصي سريع ومترابط بإحكام وأسلوب يراعي التسويق العربي. انها دراما حديثة في موضوعها وتحمل هوية لبنانية واضحة. ماذا عن الحضور السعودي في مسلسلك؟ - هذا المسلسل لم يكتب أصلاً تحت هذا السقف ولم تقحم شخصيتا رجل الأعمال السعودي "أبو هاني" وولده إقحاماً، بل ان دوريهما - على رغم محدوديتهما - أساسيان في سياق الأحداث. لأن علاقتهما برجل الأعمال اللبناني "حلمي" هي التي تغير جذرياً في حياة "ماهر" أحد الأبطال الأساسيين في القصة. ما رأيك في الانتاج المشترك؟ - قد لا نستطيع اعتبار هذا العمل انتاجاً مشتركاً وفقاً للشروط المتبعة والمعروفة في الانتاج المشترك ولكنه حتماً يجسد تعاوناً حقيقياً بين طاقات تأتي من بيئات مختلفة. على رغم بعض الكتابات التلفزيونية والمسرحية فإنك تملك تجربة تمثيلية يبدو أنها طاغية على الأمور الأخرى؟ - الى عملي كممثل أتطلع اليوم الى اطلاق نفسي ك اتباً وهذا قرار تطلّب مني تفكيراً عميقاً. فالكتابة عموماً والدراما خصوصاً، عمل صعب وخطر، وأول الدرب أقسى المسالك. وأنا في الانتظار.