لندن - رويترز - مني رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بخسائر كبيرة في الانتخابات المحلية امس وتلقى صفعة كبيرة بانتصار اليساري كين ليفنغستون الذي سيصبح اول رئيس بلدية منتخب للعاصمة البريطانية. وقال بلير لمراسلين خلال رحلة الى بلفاست في ايرلندا الشمالية امس انه يتقبل النتائج السيئة والطيبة معاً. واضاف انه سيتحدث مع ليفنغستون، مشيراً الى انه سيتعين عليهما العمل معاً. من جانبه، سعى ليفنغستون الى فتح صفحة جديدة في العلاقة المتوترة مع بلير، الذي طرده من حزب العمال، متمنياً له الفوز في الانتخابات العامة المقبلة. وبلغت نسبة المشاركة في العملية الانتخابية 6،33 في المئة من الناخبين المقدر عددهم بحوالى 09،5 مليون نسمة يقيمون في لندن. وقال ويليام هيغ زعيم حزب المحافظين المعارض ان الانتخابات تمثل افضل نتائج منذ "فترة طويلة للغاية". كما ان الوزيرة العمالية مارغريت بيكت اعترفت بأن الناخبين بعثوا الى حزب العمال "برسالة تطلب منه ضرورة تحسين الاداء". وكان محللون اعتبروا ان المحافظين سيحتاجون الى الفوز ب 400 الى 500 مقعد اذا ارداوا اثبات انهم معارضة فاعلة بعد الهزيمة الساحقة التي تلقوها بفوز بلير الساحق في الانتخابات العامة في 1997... واظهرت النتائج انهم تمكنوا في الواقع من كسب 593 مقعداً، بينما خسر حزب العمال 568 مقعداً. لكن فرحة انتصار المحافظين في الانتخابات المحلية لم تكتمل بسبب فوز الديموقراطيين الاحرار بالمقعد الوحيد في البرلمان الذي جرى التنافس عليه في دائرة رامزي الانتخابية في جنوب غربي لندن التي كانت في السابق احد معاقل حزب المحافظين. ولم يحصل مرشح حزب العمال سوى على اقل من خمسة في المئة فقط من الاصوات في هذه الدائرة. وتأجل الاعلان الرسمي لفوز ليفنغستون 54 عاماً الملقب ب"الاحمر" بسبب انتمائه اليساري برئاسة بلدية لندن بسبب مشاكل في اجهزة الكومبيوتر التي تقوم باحصاء الاصوات. لكنه تأكد من الفوز بعد حصوله على 38 في المئة من الاصوات في الانتخابات التي تنافس فيها 11 مرشحاً. وفاز ليفنغستون ب776427 صوتا مقابل 564137 لمنافسه المباشر المحافظ ستيفن نوريس. وتشكل هذه النتائج الخيار الثاني للناخبين اذ ان اي مرشح لم يحصل على 50 في المئة من الاصوات بعد فرز بطاقات الخيار الاول. وقال ارشي نورمان الناطق باسم المحافظين انه "تغيير كبير يمثل فرصة لفوزنا في الانتخابات المقبلة". اما اكبر ضربة رمزية لبلير فتمثلت في تأكد خسارته للقيادة السياسية في لندن مقر اكبر بورصة للاوراق المالية في اوروبا واكبر سوق للعملات في العالم. وتفوق ليفنغستون، الذي طرده حزب العمال قبل شهرين لرغبته في دخول السباق مستقلاً، بفارق 12 في المئة على مرشح المحافظين نوريس. وجاء مرشح حزب العمال فرانك دوبسون وزير الصحة السابق في المركز الثالث 13 في المئة في الانتخابات. اما العزاء الوحيد لبلير فهو انه على المستوى القومي لا يزال يتمتع بغالبية كبيرة في البرلمان، كما يتفوق في استطلاعات الرأي بفارق 20 في المئة على المحافظين. ونبه انطوني كينغ الاستاذ في جامعة اسيكس الى ان اتجاه الناخبين في الانتخابات المحلية تحكمه امور محلية بحتة. وقال: "علينا تحليل نتائج الانتخابات المحلية بشكل مختلف تماماً عن الانتخابات على الصعيد الوطني". وكان مرشح حزب العمال دوبسون ركز حملته الانتخابية على وقف "كين الاحمر" الذي قال انه "أظهر انه ليس موضع ثقة في ما يتعلق بمستقبل لندن". وركزت صحف حزب المحافظين على ماضي ليفنغستون السياسي عندما تزعم مجلس مدينة لندن الكبرى المنحل حالياً وكان يرعى قضايا اليسار المتطرف. وتوقع أعداء ليفنغستون ان يدفع ثمناً لاعمال الشغب المناهضة للرأسمالية في لندن في عيد العمال.