كامب زايست هولندا - أ ب، أ ف ب - تبدأ اليوم في قاعدة كامب زايست المحاكمة التي طال انتظارها للمتهمين الليبيين في قضية لوكربي أمام هيئة محكمة مؤلفة من ثلاثة قضاة إسكتلنديين. ويرى العديد من ذوي الضحايا ان المحاكمة تُمثّل الفرصة الأخيرة للادعاء ليُظهر الجهة التي تقف وراء تفجير طائرة "بان أميركان" فوق قرية لوكربي قبل 12 عاماً. وقالت سوزان كوهين التي فقدت إبنتها ثيودرا 20 سنة في تفجير الطائرة: "لن يبقى أحد في ملف الاتهام إذا قررت المحكمة تبرئة" المتهمين الليبيين عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة. وأضافت: "هذه الفرصة الأخيرة للعدالة ... لا يجب ان يُغفر للذين قاموا بعملية التفجير". وسوزان كوهين واحدة من بين 30-40 من ذوي الضحايا تدفّقوا على هولندا في اليومين الماضيين لحضور جلسات المحاكمة في كامب زايست. وقالت كاثلين فلين التي فقدت إبنها جون باتريك في حادث الطائرة: "إننا نريد الأشخاص المسؤولين حقاً" عن عملية التفجير. ويتوقع ان تعقد المحكمة جلسات يومية حتى 28 تموز يوليو المقبل على ان تُعلّق جلساتها حتى 22 آب أغسطس. ويواجه المتهمان المقرحي 48 عاماً وفحيمة 44 عاماً تهم التآمر للقتل والقتل وانتهاك سلامة الملاحة الجوية. وتشكل هذه المحاكمة التي ستستمع الى اكثر من 1600 شاهد للدفاع والادعاء، سابقة في العالم لأنه لم يسبق ان مارس قضاء بلد مهماته على اراضي بلد آخر. وجاء هذا الوضع الذي لا سابق له بعد تسوية وضعت خطوطها العريضة في صيف 1998 بين بريطانيا وأميركا وليبيا. وبعد وساطة اخيرة قامت بها المملكة العربية السعودية ورئيس جنوب افريقيا نلسون مانديلا، سلّمت طرابلس المتهمين في الخامس من نيسان ابريل 1999 بعد اكثر من عشرة اعوام من الاتصالات الديبلوماسية المعقدة. ويتولى اكثر من مئتي من رجال الشرطة الاسكتلندية حراسة الرجلين في كامب زايست الذي تخلت عنه هولندالبريطانيا حتى نهاية المحاكمة. وتأتي هذه المحاكمة أيضاً ثمرة تحقيقات طويلة استجوب خلالها المحققون الاسكتلنديون حوالي 15 ألف شخص وبحثوا عن ادلة في اكثر من ثلاثين دولة بمساعدة اجهزة الاستخبارات البريطانية والاميركية والالمانية. ورجحت فرضية الاعتداء بسرعة بعد الانفجار الذي وقع فوق قرية لوكربي الاسكتلندية للرحلة رقم 103 التي كانت تقوم بها الطائرة بين لندن ونيويورك. لكن تهمة التورط في الاعتداء لم توجه الى عبد الباسط علي المقرحي والأمين خليفة فحيمة حتى 14 تشرين الثاني نوفمبر 1991. وتوصل المحققون الى قناعة بأن المتهمين اللذين كانا يعملان في شركة الخطوط الجوية الليبية والعضوين المفترضين في اجهزة الاستخبارات الليبية، صنعا القنبلة في مالطا مستخدمين جهاز تسجيل ومادة "السيمتكس" المتفجرة وجهاز توقيت رقمياً ثم اخفوها في حقيبة "سامسونايت" مرسلة الى فرانكفورت المانيا ومنها الى مطار هيثرو في لندن حيث وضعت في الطائرة. وانفجرت القنبلة في 21 كانون الاول ديسمبر 1988 بعيد اقلاع طائرة ال"بوينغ 747" بينما كانت الطائرة التي تحمل اسم "عروس البحر" تحلق فوق لوكربي. وقتل في الاعتداء 243 راكباً على الطائرة وافراد طاقمها البالغ عددهم 16 شخصاً الى جانب 11 من سكان القرية الاسكتلندية.