كامب زايست هولندا - رويترز، أ ف ب - بدأ الدفاع عن الليبي الأمين خليفة فحيمة، أحد المتهمين في قضية لوكربي، مرافعته أمس أمام محكمة كامب زايست وسط هولندا، مطالباً باسقاط الإتهامات الموجّهة، وهي التآمر للقتل والقتل وانتهاك قانون الأمن الجوي. ويعطي قضاة المحكمة ردهم على الطلب اليوم الأربعاء. وافتتح ريتشارد كين، محامي فحيمة، مرافعته صباحاً قائلاً: "أقول نيابة عن المدعى عليه الثاني ان ليس هناك أساس للقضية ضده". ويزعم الادعاء ان فحيمة وعبدالباسط المقرحي تورطا في زرع قنبلة على متن طائرة "بان أميركان" سنة 1988 مما أسفر عن مقتل 270 شخصاً. وينفي المدعى عليهما ذلك. وجلس فحيمة صامتاً كما كان يفعل دائماً منذ بدء المحاكمة وعلى يساره شرطي اسكتلندي وعلى يمينه المقرحي. وخاض كين في القوانين المعقدة المتعلقة بالبينة الاستنتاجية والادلة الجنائية والتآمر، مشدداً على عدم وجود أي دليل مباشر على مشاركة موكله في الاعتداء. وقال للقضاة: "الحقيقة التي يجب ان تنظروا فيها هي: هل كان المدعى عليه الثاني يدرك ان هناك نية لاستخدام اداة تفجير لتدمير الطائرة المدنية وقتل من عليها. اذا لم يكن المدعى عليه الثاني يعلم ذلك فمن ثم لا يمكن ادانته بالتآمر ولا يمكن ان يدان بالقتل ولا الخرق المزعوم للبند الثاني من قانون الامن الجوي الصادر عام 1982". وساق كين مثالا لدعم حجته قائلاً انه اذا هاجم رجل يرتدي معطفاً ازرق اللون أحد المتنزهين في الشارع وتم بعد ذلك توقيف رجل يلبس معطفاً أزرق في الشارع نفسه لكن احداً لم يشاهده بأم العين يرتكب الاعتداء، لا يعقل الاستنتاج بانه هو الذي نفذ فعلا الاعتداء. واكد ان فحيمة يواجه تهمة تقوم على عناصر اثبات ظرفية يمكن ان تقود الى الاستنتاج بأنه قد يكون ارتكب الاعتداء لكن لا تؤكد بانه هو الذي نفذه فعلاً. وقال كين ان الادعاء لم يقدّم دليلاً على ان موكله طلب شراء اجهزة توقيت لاستخدامها في القنبلة، أو انه اختبر المتفجرات في ليبيا أو سافر الى مالطا بصحبة حقيبة تحتوي على قنبلة. وقال ان ما كتبه فحيمة في مذكراته عن بطاقات بيانات حقائب من شركة طيران مالطا لا يبرهن على شيء، وان زعم الادعاء بأن فحيمة والمقرحي تظاهرا بأنهما موظفان في شركة الخطوط الجوية الليبية وانهما عضوان في جهاز الاستخبارات الليبي انما ذلك استنتاجات لا تدعمها ادلة. كذلك قال انه لا توجد ادلة تبين ان موكله كان في مالطا في يوم تفجير الطائرة أو ان الادلة التي تبين ان فحيمة احتفظ بمتفجرات في مكتبه في مطار لوقا تربطه بالانفجار. واذا وافقت المحكمة على طلب كين عدم وجود أساس للدعوى، فسيفرج عن فحيمة قريباً. واذا رفض طلبه فإنه سيبقى محتجزاً الى جانب المتهم الليبي الآخر المقرحي. وقال مصدر قضائي ان المحكمة بنظرها في هذا الطلب لا تستند الا الى "معايير كمية" ولا تأخذ في الحسبان في هذه المرحلة من الاجراءات صدقية عناصر الاثبات التي قدمها الاتهام. لكن رفض الطلب لا يعنى البتة فرضية ان فحيمة مذنب. ويتهم الامين خليفة فحيمة وعبدالباسط علي المقرحي بانهما ارسلا من مالطا عبر فرانكفورت وهيثرو القنبلة التي فجرت الطائرة التابعة لشركة بانام فوق قرية لوكربي سنة 1988.