فلورنسا ايطاليا - رويترز، أ ب، أ ف ب - عادت روسيا إلى حضور اجتماعات وزراء خارجية الحلف الأطلسي، بعد انقطاع دام سنة، احتجاجاً على الغارات الأطلسية على يوغوسلافيا. وحضر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف اجتماعات الحلف التي بدأت أمس في فلورنسا، وسط ترحيب أميركي، فيما اعتبر الأمين العام للحلف جورج روبرتسون ان موسكو غير قادرة على ضمان الأمن في آسيا الوسطى، ودعاها إلى التعاون مع الحلف لمكافحة "الارهاب الإسلامي". ومن جهتها، ناقشت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت مع ايفانوف برنامج زيارة الرئيس بيل كلينتون لموسكو. وطالبت الأوروبيين بمواصلة جهودهم في كوسوفو. وقال روبرتسون في مقابلة مع صحيفة "سيغودنيا" نشرتها أمس، إن روسيا غير قادرة على ضمان الأمن في آسيا الوسطى ودعاها الى التعاون مع الحلف لمكافحة "الارهاب الاسلامي" في هذه المنطقة. وأضاف روبرتسون ان موسكو "التي يفترض أن تلعب دوراً في آسيا الوسطى غير قادرة على مساعدة هذه الدول". وتابع ان روسيا "تشكل قوة مهمة في مواجهة الارهاب الاسلامي. ويمكن ان يكون التعاون في هذا المجال مفيداً لكل العالم، خصوصاً أن الحلف الاطلسي يملك خبرة في مكافحة الارهاب والتطرف". وتأتي تصريحات روبرتسون بعد أيام من زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوزبكستان وتركمانستان، الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين في آسيا الوسطى. وتحاول موسكو منذ أشهر تعزيز التعاون بين دول هذه المنطقة لمكافحة تصاعد الحركات الاصولية الاسلامية. ودعا روبرتسون أيضاً روسيا الى القيام ب"تسوية سياسية" للنزاع الشيشاني، معترفاً في الوقت نفسه ب"سيادة أراضي روسيا وحقها في مكافحة الارهاب". وأكد أن المحادثات خلال الاجتماع الوزاري لحلف شمال الاطلسي في فلورنسا ستتناول العقيدة العسكرية الروسية التي تسهل اللجوء الى الاسلحة النووية و"تثير تساؤلات في الغرب". ورداً على سؤال عن احتمال انضمام روسيا الى الحلف الاطلسي، قال روبرتسون إن موقفه "يتطابق" مع موقف فلاديمير بوتين الذي لم يستبعد في مطلع آذار مارس الانضمام إلى الحلف، شرط ان تعامل بلاده ك"شريك متساوٍ في الحقوق". ودعت أولبرايت الأطلسي إلى مواصلة جهوده في كوسوفو بعد أكثر من سنة على توجيه ضربات عسكرية الى بلغراد، وذلك عبر تعزيز قوة الشرطة المدنية في الاقليم. وقالت خلال اجتماع وزراء خارجية الاطلسي في فلورنسا "علينا التأكد من امتلاك قوة حفظ السلام في كوسوفو كفور ما تحتاجه من جنود للقيام بعملها، ضمن اطار قدراتها، من اجل مساعدة بعثة الأممالمتحدة" في الاقليم. وأضافت وزيرة الخارجية الاميركية: "يتعين علينا بذل المزيد من الجهود لإيجاد سلطة قضائية ذات صلاحية وقوة فاعلة من الشرطة المدنية". وأشادت اولبرايت بإيفاء "الاسرة الدولية بجميع التعهدات على ما يبدو، خصوصاً الاوروبيين" الذين يتهمهم الكونغرس بعدم الالتزام بتعهداتهم حيال كوسوفو. واعتبرت اولبرايت ان مسألة عدد عناصر الشرطة المدنية في كوسوفو هي "استثناء خطير"، وطلبت من الشركاء "القيام بكل ما يمكن لسد الفجوات التي لا تزال قائمة". من جهتها، أعلنت أولبراليت ان الاعداد للقمة بين الرئيسين بيل كلينتون وفلاديمير بوتين والوضع في البلقان والشيشان سيطغيان على المحادثات التي ستجريها مع ايفانوف على هامش الاجتماع الوزاري للحلف. ورحبت اولبرايت بحضور ايفانوف إلى فلورنسا، مما يدل على استئناف العلاقات على مستوى رفيع بين موسكو والحلف بعد قطيعة بدأت في آذار 1999 اثر تدخل الحلف في كوسوفو. وأعربت اولبرايت عن أملها في ان يسمح اجتماع فلورنسا للطرفين ب"ارساء أسس الميثاق التأسيسي للتعاون بين الحلف الاطلسي وروسيا الذي وقع في 1997 في باريس". وأعلنت اولبرايت أيضاً أنها ستبحث التحضير للقمة بين الرئيسين الاميركي والروسي المقرر عقدها في الرابع والخامس من حزيران يونيو في موسكو، وستكون اول لقاء مباشر بين كلينتون وبوتين منذ انتخابه رئيساً لروسيا. وستتناول المحادثات المشروع الاميركي لإقامة نظام دفاعي مضاد للصواريخ يتطلب تعديلا لمعاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ ايه بي ام ترفضه موسكو. وأفادت اولبرايت أيضاً أنها ستجدد انتقادات واشنطن المتعلقة باستمرار النزاع في الشيشان والدعوات التي اطلقتها الولاياتالمتحدة من دون جدوى منذ اشهر للتوصل الى حل سياسي للنزاع. من جهة أخرى، يفترض ان تعلن وزيرة الخارجية الاميركية عن رفع جزئي للقيود المفروضة على تصدير الأسلحة. وسيرد هذا الاقتراح في وثيقة من 17 بنداً تحمل اسم "مبادرة لسلامة تجارة الأسلحة" ستعرضها على نظرائها في الاطلسي.