هلسنكي، موسكو - "الحياة"، رويترز - أعلنت الولاياتالمتحدةوروسيا أمس الخميس ان سبع ساعات من المفاوضات المكثفة أسفرت عن اقترابهما من التوصل إلى اتفاق بشأن مشاركة روسية في قوة حفظ السلام في كوسوفو. وقال وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين، بعد الجولة الأولى من محادثاته مع وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف: "كان يوماً مثمراً للغاية. سعدت بالمناخ السائد". ويعتقد ان الطرفين اتفقا على قيادة مشتركة. وما زال الخلاف قائماً في شأن اعطاء روسيا قطاعاً تشرف عليه. وقال سيرغييف: "لم نضع وقتاً". واتفق مع كوهين في ان تقدماً حصل وأن المحادثات ستستأنف. وأحجم الاثنان عن كشف طبيعة هذا التقدم بشأن طلب روسيا الخاص بسيطرة قواتها على قطاع بعينه في اقليم كوسوفو الصربي، ورفضها وضع قواتها تحت قيادة الحلف الأطلسي. وقال سيرغييف بعد المحادثات التي دعا إليها الرئيسان الأميركي بيل كلينتون والروسي بوريس يلتسن: "كل هذه القضايا معقدة للغاية ولا يمكن حسمها بسرعة... لكنني اعتقد ان الكل متفق على اننا نتحرك في الاتجاه الصحيح". وانضمت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت ووزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف إلى محادثات هلسنكي أمس الخميس، لكن كوهين أوضح أنه حتى في حالة التوصل إلى اتفاق سيتعين على الحلف الأطلسي الموافقة عليه أولاً. ووضعت روسيا شروطاً لمشاركتها في قوة حفظ سلام كوسوفو، وأصبح التوصل إلى اتفاق في محادثات هلسنكي ضرورة بعدما نشرت روسيا نحو 200 من قواتها في مطار بريشتينا عاصمة كوسوفو قبل ساعات من وصول قوات الحلف إلى الاقليم السبت الماضي. وفي موسكو، شكا يلتسن من ان الغرب "لا يريد اعطاء روسيا قطاعاً" في كوسوفو وأكد ان بلاده "ستتصدى" لذلك، ولكن مؤشرات كثيرة اظهرت ان مفاضات هلسنكي يمكن ان تسفر عن حلول مقبولة لدى الطرفين. وأكد يلتسن عند لقائه سكرتير مجلس الأمن القومي فلاديمير بوتين ان سيرغييف ابلغه هاتفياً من هلسنكي ان المفاوض الغربي يرفض ان تكون لروسيا مسؤولية عن قطاع خاص بها في كوسوفو. وأضاف ان "روسيا لا توافق قطعياً … وستبحث عن سبل للتصدي" لكنه لم يستبعد امكان التوصل الى تفاهم عبر مفاوضات رباعية بين وزراء الدفاع والخارجية من روسياوالولاياتالمتحدة. وفي تهديد مُبطّن حذر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف من ان بلاده قد تنسحب من عملية التسوية. وذكر قبل اجتماعه بنظيرته الاميركية مادلين اولبرايت ان روسيا تطالب بمعاملة "الند للند واحترام الكرامة" وفي خلاف ذلك فانها لن تشارك في عملية التسوية "ما قد يخلق مشاكل". وأوضح الوزير ان تحديد قطاع مسؤولية روسيا هو "القضية المعقدة" في المفاوضات اذ ان الولاياتالمتحدة عرضت على موسكو المشاركة في واحد من قطاعات خمسة تسيطر عليها الدول الأعضاء في حلف الاطلسي. ومن جانبه أكد المبعوث الخاص فيكتور تشيرنوميردين ان روسيا متمسكة بقرارها رفض العمل تحت قيادة الحلف الأطلسي ولمح الى انه قد يجتمع نائب وزير الخارجية الاميركي ستروب تالبوت والرئيس الفنلندي ماركي اهتيساري لمتابعة الاتفاق الذي وضعته "الترويكا" ووافقت عليه بلغراد. الا ان تشيرنوميردين ذكر ان "العمل اللاحق سيجري من دون مشاركتي".