دعا الرئيس الأريتري اساياس افورقي الى تنسيق الجهود الدولية والاقليمية التي تقوم بها اطراف عدة لحل النزاع الحدودي بين بلاده وأثيوبيا، في حين جدد رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي تهديده باستخدام القوة ضد اريتريا اذا لم تسحب قواتها من اراض متنازع عليها. جاء ذلك في ظل محاولة وساطة جديدة بدأها الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني اول من امس بلقاء عقده مع افورقي في اسمرا تبعه لقاء امس مع زيناوي في اديس ابابا. في غضون ذلك رويترز، قال وزير الشؤون الخارجية الرواندي اناستاسي حاسانا مساء اول من امس ان بلاده ستواصل سعيها الى حل النزاع، لكن خارج اطار منظمة الوحدة الافريقية. فيما يواصل وزير الخارجية الاثيوبي سيوم مسفن جولته الأوروبية واجتمع امس في باريس مع نظيره الفرنسي اوبير فيدرين. وفي اسمرا، قال افورقي في مؤتمر صحافي مشترك عقده امس مع موسيفيني ان "تنسيق الجهود الدولية والاقليمية الجارية لحل النزاع الحدودي يؤدي الى نتائج ملموسة"، مؤكداً ان حكومته "تنظر الى كل المساعي والجهود المبذولة بأنها تصب في المصلحة الاستراتيجية المشتركة لكل المنطقة". وأضاف "ان الظروف الحالية تحتم على دول الاقليم ان تلعب دوراً رائداً وملموساً في جهود السلام الجارية".وقال موسيفيني ان المحادثات التي عقدها مع افورقي مكنته من فهم طبيعة النزاع وخلفيته، مشيراً الى ان افورقي اطلعه على معلومات جديدة لم يكشفها. وعما اذا كانت زيارته في اطار وساطة جديدة، قال "ان الوقت لا يزال مبكراً لتأكيد ذلك ... الوساطة تتطلب الفهم العميق للأزمة اولاً ومحاولة تقريب وجهات النظر ثانياً". وأكد انه سيدفع بكل الجهود بغية ايجاد حل سلمي "يجنب المنطقة المزيد من ويلات الحروب والدمار". وغادر موسيفيني لاحقاً اسمرا الى اديس ابابا حيث اجتمع فور وصوله مع زيناوي، ثم عقد جلسة محادثات مع مسؤولين في وزارة الخارجية لاطلاعهم على نتائج اجتماعاته في اسمرا، كما استمع منهم الى وجهة النظر الاثيوبية وما توصلت اليه جهود حل النزاع. وعلمت "الحياة" من مصادر افريقية ان زيارة الرئيس الاوغندي التي استغرقت ساعات في اديس ابابا، شملت ايضاً مقابلة الأمين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سالم احمد سالم وأعضاء الوساطة الافريقية سفراء كل من جيبوتي وزيمبابوي وبوركينافاسو الذين سبق وأجروا محادثات مع قادة البلدين. واستبعد مراقبون في العاصمة الاثيوبية حصول انفراج في الازمة الحدودية بعد جولة موسيفيني، لكنهم اعتبروا الزيارة لتلطيف الاجواء بين طرفي النزاع. وكان زيناوي كرر تهديداته باللجوء الى القوة "اذا واصلت اريتريا احتلال" اراض متنازع عليها في شمال غربي اثيوبيا. وقال في كلمة القاها في نهاية اجتماع الدورة الاربعين العادية للبرلمان الاثيوبي، ان حكومته ما زالت متمسكة بحل الازمة الحدودية سلماً، لكنه اكد ان بلاده مستعدة لحسمها بالقوة اذا لم تستجب الحكومة الاريترية للنداءات الدولية والاقليمية التي ناشدت الحكومتين ضبط النفس وحل الازمة سلماً. وأضاف ان "اريتريا تجاوزت الاعراف الدولية باحتلال الأراضي الاثيوبية، ورفضها كل المبادرات الاقليمية والدولية لحل الازمة بالطرق السلمية، ما يدل على نياتها الاستيلاء على اراضي الغير". وأوضح زيناوي، ان البرلمان "وضع جميع خطط الازمة لتمكين القوات الاثيوبية من الانتصار على القوات الاريترية". وقال ان "عشرات الآلاف من الشعب الاثيوبي، ابدوا استعدادهم للانضمام الى صفوف القتال طوعاً لمحاربة العدوان الاريتري". وفي باريس "الحياة" استقبل وزير الخارجية الفرنسي امس نظيره الاثيوبي مسفن وأجرى معه محادثات تركزت على النزاع الاثيوبي - الاريتري. وسبق ذلك اجتماع الضيف الاثيوبي مع وزير التعاون الفرنسي شارل جوسلان. وقال الناطق المساعد باسم وزارة الخارجية الفرنسية ايف دوتريو ان محادثات فيدرين ومسفن تناولت عدداً من القضايا الاقليمية والعلاقات الثنائية اضافة الى النزاع مع اريتريا.