أسمرا، أديس أبابا، القاهرة - "الحياة"، أ ف ب - رفض الرئيس الاريتري أساياس أفورقي دعوة اثيوبيا بلاده الى سحب قواتها من مناطق النزاع الحدودي قبل بدء مفاوضات. وقال ان انسحاب القوات الاريترية "أمر غير مسموح أخلاقياً، ولن يحصل أبداً". فيما أعلنت اسمرا ان القوات الاثيوبية شنت هجوماً امس على أراض اريترية. لكن حكومة رئيس الوزراء ملس زيناوي ردت فوراً على اعلان الحكومة الاريترية، مؤكدة ان اسمرا كانت البادئة بالهجوم. وشددت على ان السلطات الاريترية باتت تتبع استراتيجية جديدة تركز على "محاولة فرض حقائق جديدة على الأرض ومحاولة اظهار اثيوبيا بمظهر المعتدي". وقال أفورقي في تصريحات نشرت في اسمرا امس: "سندافع عن سيادتنا بأي ثمن"، مضيفاً "ان الطلب منا الانسحاب من أراضينا هو بمثابة طلب من أمة وشعب بالهجرة الى دولة اخرى"، معتبراً ان الحدود بين اثيوبيا واريتريا محددة بوضوح بموجب معاهدات ثنائية وثلاثية موقعة بين ايطاليا وبريطانيا واثيوبيا في العاشر من تموز يوليو 1900 و15 ايار مايو 1902 و26 ايار 1906. وأضاف أفورقي ان "الحدود بين اريتريا واثيوبيا هي واحدة من الحدود المرسومة بأكبر دقة في المنطقة لأنها ناجمة عن معاهدات دولية معروفة جيداً"، معتبراً ان مناطق باديمي وتسورونا وعليتينا التي تطالب بها اريتريا "ادمجت في منطقة تيغري الادارية". وأضاف ان "قوات اثيوبية لا تزال تحتل منطقة بادا الاريترية"، محذراً من ان "النزاع الحدودي سيخلف جرحاً في العلاقات بين البلدين سيحتاج الى وقت ليلتئم". الموقف الاريتري وعن الوضع على الحدود بين البلدين قالت وزارة الخارجية الاريترية في بيان امس ان القوات الاثيوبية استخدمت الدبابات والمدفعية الثقيلة في الهجوم الذي نفذته فجر امس انطلاقاً من أراض تعتبرها اريتريا ضمن حدودها الجغرافية واحتلتها اثيوبيا في بداية النزاع. واعتبر البيان ان الهجوم الجديد يمثل "تصعيداً خطيراً" للأزمة الحدودية التي دخلت اسبوعها الثالث. واشار الى ان القوات الاثيوبية شنت أربعة هجمات داخل اريتريا في الاسبوع الأخير من ايار الماضي في منطقة ستيت جنوب غربي اريتريا وفي منطقة ايفات عليتينا، جنوباً. وذكر البيان ان الحكومة الاريترية "أبلغت الوسطاء بهذا التصعيد الذي يعوق المساعي الحميدة المبذولة حالياً ويؤدي الى توسيع رقعة المواجهة". وأكد البيان "حق اريتريا في الدفاع عن نفسها ازاء العمليات العدوانية الاثيوبية المتكررة". وجدد في الوقت ذاته تأكيد دعوة أسمرا الى نزع السلاح من المناطق الحدودية "لأن الفشل في تحقيق ذلك الهدف لن يؤدي إلا الى مزيد من المواجهات الخطيرة التي ستترتب عليها خسائر في الأرواح والممتلكات". ودعا البيان الحكومة الاثيوبية الى احترام الحدود الدولية المعترف بها. وعقد مسؤول دائرة أوروبا واميركا في وزارة الخارجية الاريترية عندي ميكائيل كحساي مؤتمراً صحافياً امس تحدث فيه عن تطورات الموقف. وقال أن ليست لديه معلومات أو تفاصيل عن الخسائر في الأرواح والممتلكات من الجانبين. ودعا الى استمرار الوسطاء في أداء مهمتهم وإزالة حدة التناقضات بين اريتريا واثيوبيا، الا انه اعتبر ان "اشتراط اثيوبيا، انسحابنا من دون شروط من أراض تدخل ضمن الحدود الجغرافية الاريترية يعوق هذه الوساطات". وقال المسؤول الاريتري انه ليس لديه إلمام باقتراح أعلن تجمع "دول الساحل والصحراء" انه تقدم به أخيراً، وقضى بإرسال قوات افريقية لفض النزاع. الى ذلك أبلغت مصادر مطلعة "الحياة" ان الوساطة الاميركية لم تحرز أي تقدم يذكر. واشارت المصادر الى ان الحكومة الاريترية أوضحت لمساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية سوزان رايس اثناء زيارتها الثانية لأسمرا أول من امس ان أسمرا متمسكة بضرورة اخلاء المنطقة من السلاح والاحتكام الى طرف ثالث باللجوء الى الخرائط والوثائق للفصل في النزاع عبر الوسائل القانونية. الموقف الاثيوبي في أديس ابابا أكدت وزارة الخارجية الاثيوبية في بيان أصدرته امس ان "العالم يعرف الأزمة المتفاقمة بين اثيوبيا واريتريا منذ اعتدت اريتريا على اثيوبيا في 12 ايار الماضي واحتلت نتيجة لذلك منطقتي باديمي وشيراور". وأضاف ان اديس ابابا "ردت على هذا العدوان بالاستنكار ودعوة اريتريا الى الانسحاب من الأراضي الاثيوبية. ان الأولوية لدينا كانت دائماً حل النزاع سلماً وبطريقة قانونية ومتحضرة، وهذا هو السبب وراء استمرار اثيوبيا في التعاون الى أقصى درجة ممكنة مع الوسطاء". وأضاف البيان: "لكن اريتريا رفضت وقف الاعمال العدوانية، حتى خلال عمل الوسطاء، أو تكرار محاولات فرض حقائق جديدة على الأرض. وهذا يوضح المحاولة الاريترية الجديدة للاستيلاء على بلدتي عيجا وعليتينا. لكنها لم تنجح في هذا الجهد. ان العدوان الاريتري الجديد بات معروفاً ايضاً، لكن اثيوبيا لم تنصرف نتيجة لذلك عن رغبتها في السماح بنجاح جهود الوسطاء ولذلك امتنعت عن زيادة التصعيد. وفي الحقيقة طلبت اثيوبيا من المراسلين الصحافيين مغادرة منطقة النزاع حتى لا يواجه عمل الوسطاء أي تعقيدات اضافية". وزاد: "لكن يبدو ان الحكومة الاريترية كانت عازمة على الاستمرار في نهجها العدواني مقتنعة بأنه لن يكون هناك شهود على عدوانها، فأطلقت هجوماً جديداً صباح اليوم الاربعاء في منطقة عيجا وعليتين، لكن جهودها باءت بالفشل مجدداً". وأوضح "واعتقدت اريتريا انها تستطيع القاء اللوم على اثيوبيا في ظل غياب الشهود الذين يستطيعون تأكيد حقيقة ما حصل. ولذلك تحدث البيان الاريتري الأربعاء عن عدوان اثيوبي". وأفاد ان "اريتريا تحاول فرض حقائق جديدة على الأرض وعندما تفشل تحاول اظهار اثيوبيا بمظهر المعتدي. هذه الطريقة باتت استراتيجية جديدة. ولعله من الصعب على اثيوبيا التي رفضت الرد على العدوان الاريتري منتصف الشهر الماضي وواصلت بذل أقصى جهدها لمساعدة الوسطاء ان تبدأ الآن نشاطاً يضر بهذه الجهود".