} اعلنت الحكومة الاثيوبية ان قواتها استولت على مدينة أم حجر الاريترية وتواصل قصفها مواقع أخرى قرب مندفرا الاستراتيجية، فيما نفت أسمرا احتلال القوات الاثيوبية لأي أراض جديدة منذ انسحاب الجيش الاريتري من بارنتو الجمعة الماضي. في غضون ذلك تحركت المساعي الديبلوماسية لوقف الحرب الحدودية التي استأنفت منذ العاشر من الشهر الجاري وتخطت الحدود الى المدن الاريترية. واضافة الى وجود مسؤول ليبي في المنطقة، يتوقع وصول مبعوث اوروبي اليوم الى أسمرا، وذلك في ضوء تأثيرات الحرب على المدنيين الاريتريين الذين يعيشون حوالى مليون منهم في أوضاع انسانية كارثية بعدما فروا من مناطق العمليات العسكرية. أعلن بيان أصدرته الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية سولومي تاديسي ان القوات الاثيوبية استولت على مدينة أم حجر بعد هجوم عنيف على القوات الاريترية التي حاولت الانسحاب من تلك المدينة الواقعة في غرب اريتريا و"ألحقت بها أضراراً بالغة". وأضاف البيان ان القوات الاثيوبية قصفت ودمرت موقعاً مضاداً للصواريخ قرب مندفرا، وأن المقاتلات الاثيوبية "قصفت معسكر تدريب ساوا الاريتري مرات وألحقت به خسائر جسيمة". وفي أسمرا، نفى مسؤول اريتري في تصريح ل"الحياة" امس سيطرة القوات الاثيوبية على أي أراض جديدة. ووصف التصريحات الاثيوبية في هذا الشأن بأنها "مزاعم وأكاذيب". وأكد ان القوات الاثيوبية التي احتلت مدينة بارنتو الاسبوع الماضي، "أصبحت في وضع حرج لأنها لا تستطيع التقدم الى الأمام، ولا الانسحاب الى مواقعها في اثيوبيا لوجود القوات الاريترية من خلفها". الوضع الانساني وعلى الصعيد الانساني وتأثيرات الحرب على المدنيين، تواصلت موجات النازحين الاريتريين من المدن والقرى الغربية في اتجاه العاصمة أسمرا وكارن القريبة من المنطقة الغربية. ويواجه أكثر من مليون اريتري ظروفاً انسانية مأساوية بسبب غياب المساعدات الانسانية. وقالت مصادر عاملة في مجال الاغاثة في أسمرا ان هذا الوضع يُنذر بحدوث كارثة انسانية كبيرة، خصوصاً أن منطقة القاش التي هجرها هؤلاء المواطنون تعتبر من أخصب الأراضي الزراعية في اريتريا، وأن معظم سكانها هم من المزارعين والرعاة. الى ذلك، دعت مفوضية الاغاثة واللاجئين الاريترية المجتمع الدولي الى تقديم "اغاثة عاجلة الى 550 ألف نزحوا من مناطقهم". الوساطات وعلى صعيد الوساطات الخارجية، في أول خطوة للتوسط بين البلدين لحل الأزمة، وصل الى أديس أبابا الدكتور عبدالسلام التريكي أمين اللجنة الشعبية العامة للوحدة الافريقية أمس حاملاً رسالة خطية من الزعيم الليبي معمر القذافي الى رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي. والتقى التريكي وزير خارجية اثيوبيا سيوم مسفن أمس وبحث معه في امكان وقف القتال وحل الأزمة الحدودية بالطرق السلمية والالتزام باقتراحات خطة العمل الافريقية. ويتوقع ان يغادر المسؤول الليبي اليوم الى أسمرا. الى ذلك، يتوقع وصول مبعوث الاتحاد الأوروبي نينو سيري الى أسمرا اليوم أو غداً في اطار مساعي الاتحاد لوقف الحرب بين البلدين. كما يتوقع وصول المبعوث الشخصي للرئيس الأميركي انطوني ليك الى العاصمة الاريترية خلال الاسبوع. أسمرا تطالب بدور مصري الى ذلك، تسلم الرئيس المصري حسني مبارك أمس رسالة خطية من الرئيس الاريتري اساياس افورقي نقلها سفير اريتريا في القاهرة السفير محمد عمر محمود الذي صرح عقب المقابلة بأن الرسالة تتعلق ب"الغزو الاثيوبي الجديد لاريتريا والاستيلاء على مناطق واسعة في غربها وتشريد آلاف المواطنين الاريتريين من قراهم ومدنهم". وقال ان الرسالة تطلب من مصر اتخاذ موقف وأن تقوم بدور في هذه الظروف وادانة "الغزو وتقديم المساعدات الانسانية للاريتريين المهجرين من قراهم ومدنهم".