سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عريقات طالب بمحاكمة البريغادير أورين وقريع عاد الى ستوكهولم لمواصلة المفاوضات . تهديد قائد عسكري اسرائيلي بقصف مقر عرفات يؤخر البحث في سبل نقل الصلاحيات في القرى ال3
طالب الفلسطينيون امس بمحاكمة ضابط اسرائيلي رفيع الرتبة لتهديده خلال اجتماع مع مسؤولين أمنيين فلسطينيين ليل الاثنين - الثلثاء بقصف مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بطائرات هليكوبتر طراز "كوبرا" اذا لم يتوقف اطلاق النار على مقر قيادته. وفي الوقت ذاته توجه رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع أبو علاء في سيارة رسمية امس، بعد جلسة للمجلس في رام الله ظهر امس، الى المطار في طريقه الى ستوكهولم لمواصلة المفاوضات السرية التي تدور في العاصمة السويدية مع وفد اسرائيلي يرأسه وزير الأمن الداخلي، شلومو بن عامي. والأخير سبق قريع الى السويد بساعات بعد ان نفى ما واصلت الصحافة العبرية نشره عن اتفاق قيد التبلور يقضي، وفق ما نشرته صحيفة "معاريف" أول من امس وصحيفة "هآرتس" امس الخميس "بمنح الفلسطينيين سيطرة على 90 في المئة من مساحة الضفة الغربية كميدان جغرافي للدولة المستقلة منها 70 في المئة تنقل فوراً للسيطرة الحصرية الفلسطينية، و20 في المئة هي منطقة الاغوار المحاذية لنهر الأردن التي ستستأجرها اسرائيل لمدة 10 - 20 عاماً فيما تضم اسرائيل 10 في المئة، وهي المساحة المتبقية التي يقوم على معظمها 6 في المئة مستوطنات يهودية والبقية مواقع استراتيجية عسكرياً. وفي ما يتعلق بمدينة القدس تتسم الاتفاقات، وفق ما أعلنه الوزير الاسرائيلي يوسي سريد بطابع انتقالي مدته بين خمس وعشر سنوات، وتقضي ببناء ممر أو جسر علوي أو نفق بين قرية أبو ديس والحرم القدسي يمكن الفلسطينيين من الوصول اليه من دون المرور بالحواجز العسكرية الاسرائيلية. كما يقضي الاتفاق بإقامة ادارة ذاتية للاحياء العربية في القدس ذات طابع بلدي أو مدني، ولكن مع بقائها خاضعة للسيادة الاسرائيلية أمنياً وسياسياً، الى ان يتوصل الجانبان الى حل نهائي لقضيتي القدس واللاجئين في مفاوضات هادئة ومن دون ضغوط الرأي العام والاستحقاقات الانتقالية. ونفى الفلسطينيون ان يكونوا وافقوا على مثل هذا الحل رغم المؤشرات المختلفة الدالة على ان "طبخة" كهذه يجري اعدادها الآن وستقدم خلال أسابيع. ولم يعد سراً ان المفاوضات الجارية في السويد أصبحت القناة الاساسية للتفاوض الفلسطيني - الاسرائيلي، وهو ما أقر به رئيس الطاقم المستقيل، ياسر عبدربه الذي اعتبر من بين مبررات استقالته "اتاحة المجال امام هذه القناة للنجاح عن طريق تركيز الجهود الفلسطينية فيها وعدم الانجرار وراء الخطة الاسرائيلية بتعدد القنوات". وحسب مصادر فلسطينية، فان قناة ستوكهولم تبحث كذلك في قضية الاسرى والمعتقلين التي اشعلت مواجهات دموية مع الاسرائيليين وانتهت بسقوط ستة فلسطينيين وما يزيد على ستمئة جريح بالرصاص والغاز، وكادت تفجّر مواجهات عسكرية بين قوات الطرفين، خصوصاً في مدينتي رام الله وجنين في الضفة الغربية. وكشفت مصادر فلسطينية واسرائيلية امس ان القائد العسكري الاسرائيلي لمنطقة الضفة الغربية البريغادير شلومو اورين هدد بقصف مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله اذا لم تتوقف المواجهات واطلاق الفلسطينيين الرصاص على مقر قيادته، وذلك خلال اجتماع مع مسؤولين امنيين فلسطينيين ليل الاثنين - الثلثاء مما دفع هذا الجانب الفلسطيني الى المطالبة بمحاكمة اورين، حسب كبير المفاوضين للمرحلة الانتقالية، صائب عريقات. وقال عريقات امس: "لقد اتخذنا قراراً برفض اي اجتماع امني مع الاسرائيليين اذا ضم وفدهم الضابط اورين الذي يجب ان يُحاكم علناً". واضاف ان الفلسطينيين قدموا احتجاجاً شديد اللهجة على تهديدات هذا الضابط الى الاسرائيليين والاميركيين والامم المتحدة. وكشف عريقات ان اجتماعاً عقد مساء امس الاول وضم الى جانبه عن الفلسطينيين قائد قوات الامن الوطني الحاج اسماعيل جبر، وعن الاسرائيليين رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية موشيه يعلون والمفاوض عوديد عيران. وبحثت في الاجتماع قضايا انتقالية مثل قضية الاسرى. واكد عريقات: "شددنا امام الاسرائيليين على رفضنا عقد اي اجتماع في المسار الانتقالي قبل ان نحصل على اجوبة حول الاسرى تتعلق بالافراج عن الدفعة المقررة، وقدمنا احتجاجاً على تهديدات اورين". وعن ما اوردته الصحافة العربية من اتفاق محتمل في ستوكهولم ازاء القدس رد المفاوض الفلسطيني: "هذه بالونات اختبار اعتاد الاسرائيليون على اطلاقها لبلبلة الموقف الفلسطيني القائم على رفض اي حل لقضية القدس لا يقوم على الانسحاب الاسرائيلي الشامل وفق القرار 242 لبسط السيادة الفلسطينية على القدس ولن نناقش تقاسم صلاحيات مدنية او غير مدنية فيها". وسئل عريقات عن القناة السرية فأوضح ان الموقف الاسرائيلي لا يتغير مهما تغيرت قنوات التفاوض والاتصال. وتشير المصادر الفلسطينية الى ان اللقاء السري بحث في كيفية الحيلولة دون تكرار الصدام العسكري وضبط كل جانب لقواته الميدانية. وتضيف ان تهديدات اورين بقصف مقر عرفات، كانت وراء عدم الاتفاق على بحث سبل نقل الصلاحيات الفلسطينية الكاملة في ابو ديس والعيزرية، والسواحرة الشرقية، والذي يريد رئيس الوزراء الاسرائيلي ان يتم قبل لقائه المقرر مع الرئيس الاميركي بيل كلينتون في واشنطن الثلثاء المقبل. وهذا ما تجري الاتصالات في شأنه ومن المرجح ان يتم نقل الصلاحيات بعد غد الاحد او الاثنين.