نابلس الضفة الغربية، القاهرة - "الحياة" أ ف ب - اعلنت مصر امس ان من المقرر ان يتوجه المنسق الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط دنيس روس الى القاهرة اليوم لاطلاع الرئيس حسني مبارك على نتائج جولته الحالية لدفع عملية السلام بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. ومن المقرر ان يعود روس الى القدس مساء اليوم نفسه ليواصل محادثاته مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وقال مسؤولون فلسطينيون ان المهمة التي بدأها روس منذ اربعة ايام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، لم تحقق أي تقدم حتى الان، وان الخلافات ما تزال كبيرة. وأوضحوا ان روس يقوم الآن بمهمة "استطلاعية" للوقوف على اوجه الخلاف بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في شأن العناصر الواردة في المبادرة الاميركية. والتقى روس امس الرئيس ياسر عرفات في مقره في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، ورفض الادلاء بأي تصريحات. وكان مقررا امس ان يلتقي روس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس قبل ان يعود مجددا للاجتماع مع عرفات مساء. واعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات في ختام لقاء عرفات - روس ان ما يجري حتى الان هو "اتصالات اميركية - فلسطينية بهدف اجراء مراجعة شمولية للمبادرة الاميركية لتحديد النقاط التي تحتاج الى آليات تنفيذ". وقال عريقات: "لقد أكد عرفات لپوزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت قبل اربعة ايام خلال المكالمة الهاتفية بينهما ان اي نقاش يجب ان يستند الى المبادرة الاميركية بعناصرها الستة". واضاف: "عقدنا اجتماعات للبحث في قضية الاسرى ونحن الان نعد قوائم بأسماء المعتقلين والتفاصيل المتعلقة بهم، اضافة لقضايا اعادة الانتشار والمرحلة الانتقالية". وأوضح انه تم خلال اجتماع امس مواصلة البحث في هذه القضايا وصولاً الى وضع تصور شامل لعناصر المبادرة الاميركية، لافتا الى ان "روس سيتحدث مع الاسرائيليين ونأمل في ان يحضر منهم نعم واضحة وكاملة على القضايا كافة". ووصف نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني في تصريح لوكالة "فرانس برس" الجهود التي بذلها روس حتى الان بأنها "استطلاعية للوقوف على اوجه الخلاف بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في شأن العناصر الواردة في المبادرة الاميركية"، مؤكدا في الوقت نفسه ان "الخلافات ما تزال كبيرة". وقال ابو ردينة: "من المبكر الان اعطاء تقويم للجهود التي بذلها روس لانها ما تزال ذات طابع استطلاعي، والامر الاساسي ان الاسرائيليين لم يعطوا موافقتهم على المبادرة الاميركية والفجوة في المواقف ما تزال كبيرة". وكان روس عقد منذ مساء الخميس الماضي سلسلة من الاجتماعات مع عدد من المفاوضين والمسؤولين الفلسطينيين للبحث في "العناصر التي تتكون منها المبادرة الاميركية والوقوف بالتفصيل على الموقف الفلسطيني منها والخلافات مع الاسرائيليين عليها" حسب ما ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة. وذكرت المصادر الفلسطينية ان "روس ابلغ الجانب الفلسطيني انه سيبدأ مساء السبت امس خلال محادثاته مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو بالتركيز على طرح قضايا الخلاف سعيا للوصول الى مقترحات اسرائيلية قد تؤدي الى تضييق الهوة بين الجانبين". وكان مقرراً ان يعقد روس مساء امس اجتماعا مع نتانياهو هو الثالث بينهما منذ بدء مهمته، وذلك قبل ان يعود الى الاجتماع مع عرفات. وكان روس التقى اول من امس نتانياهو واعضاء الطاقم الحكومي المصغر الذي يضم وزراء الدفاع اسحق موردخاي والبنى التحتية ارييل شارون والصناعة ناتان شارانسكي. وأشارت الاذاعة الاسرائيلية بعد هذا اللقاء الى "تراجع في مهمة روس" وعزت ذلك الى "تراجع الفلسطينيين عن مسائل كانوا قبلوا بها سابقا". وقال احد معاوني نتانياهو المقربين امس لوكالة "فرانس برس" ان "قريع وافق على تسوية في شأن اعادة الانتشار الاسرائيلي خلال لقاءات مع مسؤولين اسرائيليين، لكن السلطة الفلسطينية غيرت رأيها في وقت لاحق". وحسب الاوساط المقربة من رئيس الحكومة الاسرائيلي، فإن قريع الذي قالت انه التقى نتانياهو وافق على تسوية تضمنت تحويل 3 من اصل ال 13 في المئة الى محميات طبيعية تبقى المسائل الامنية بايدي السلطات الاسرائيلية.