أعلنت الحكومة الاثيوبية امس ان قواتها توغلت داخل الأراضي الاريترية ووصلت الى مسافة 150 كيلومتراً من العاصمة أسمرا، الأمر الذي لم تؤكده او تنفيه اريتريا التي اشارت الى اسقاط مقاتلتين من طراز "سوخوي -25" وطائرتي هليكوبتر حربيتين امس واول من امس. وتحدث الجانبان عن سقوط آلاف من القتلى، وذكرت مصادر غير رسمية في اديس ابابا وأسمرا ان عدد القتلى والجرحى والأسرى تجاوز 70 الفاً من الجانبين، خصوصاً من الاثيوبيين الذين يستخدمون اسلوب هجمات بأمواج بشرية. وقال مصدر في وزارة الخارجية الاريترية ل"الحياة" في اتصال هاتفي من أسمرا، ان المعارك التي استؤنفت الجمعة الماضي في المناطق الحدودية المتنازع عليها "تواصلت امس بضراوة على جبهة مرب - ستيت حيث تكبد الجيش الاثيوبي آلافاً من القتلى". ولم يؤكد المصدر ما أعلنته اثيوبيا أمس من ان قواتها استولت على مناطق استراتيجية داخل الأراضي الاريترية، كما لم ينف ذلك. لكنه قال: "نعرف انهم الاثيوبيين اعتدوا على مناطقنا الحدودية ويقاتلون داخل حدودنا، لذلك دعونا مجلس الأمن إلى اتخاذ الاجراءات المناسبة". وكانت الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية سولومي تاديسي قالت ل"الحياة" في اديس ابابا أمس إن القوات الاثيوبية استولت على منطقة شمبكو الواقعة على مسافة 150 كيلومتراً من أسمرا. وأكدت مصادر مستقلة ما ذكرته تاديسي واضافت ان الاثيوبيين يواصلون الزحف في اتجاه منطقة ماديما 100 كيلومتر من اسمرا وانهم في حال استمروا في الاتجاه نفسه، ستكون الخطوة التالية محاولة السيطرة على كومبيا ثم اريز منديفرا اللتين تبعدان 75 و50 كيلومتراً على التوالي من العاصمة الاريترية. وسخر المسؤول الاريتري الذي تحدث الى "الحياة" امس من التصريحات الاثيوبية، وقال "إن الجيش الاثيوبي كان يخطط لإنهاء الحرب في غضون ثلاثة أيام يصل بعدها الى أسمرا". وعبر عن انزعاج حكومة بلاده من "فشل مجلس الامن في القيام بواجباته بعدما استأنفت اثيوبيا اعتداءاتها التي تهدد السلام العالمي". وكان المجلس أنذر اثيوبيا واريتريا الجمعة بعقوبات اذا لم توقفا المعارك خلال 72 ساعة، وأعلنت أسمرا مساء اول من امس موافقتها على وقف النار، لكن الحكومة الاثيوبية رفضت ذلك قبل البدء بمفاوضات سلام.