أكد مسؤول في وزارة الخارجية الاثيوبية أمس الاثنين ان الجيش الاثيوبي اثبت تفوقه في الجبهة الغربية على القوات الاريترية بعدما "ابادها" خلال يومين فقط من المعارك. وتزامن هذا التأكيد مع خروج الاف المتظاهرين الى شوارع أديس أبابا منددين بقرارات مجلس الأمن في شأن الأزمة مع أريتريا وبتأييد الولاياتالمتحدة وبريطانيا فرض حظر على تصدير الأسلحة الى الدولتين المتنازعتين. وجدد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أمس مناشدته أثيوبيا واريتريا وقف المعارك بينهما. ومن المقرر ان يكون مجلس الامن عقد مساء أمس اجتماعاً ناقش فيه العقوبات التي يحتمل ان تفرض على اثيوبيا واريتريا لاجبارهما على وقف الحرب القائمة بينهما. ونقلت "فرانس برس" عن ديبلوماسيين في نيويورك ان يُصدر أعضاء مجلس الامن ال 15 قراراً فورياً أمس باتخاد اجراءات بحق هذين البلدين. ورفضت الحكومة الاثيوبية السبت إنذار مجلس الأمن الذي اعطى البلدين 72 ساعة لوقف المعارك. وجاء في القرار الرقم 1297 انه في حال لم تتوقف الاعمال العسكرية فان مجلس الامن "سيجتمع مجدداً بعد 72 ساعة لاتخاذ اجراءات فورية تضمن احترام" قراره. لكن يبدو ان اعضاء مجلس الامن منقسمون ازاء الاجراءات الواجب اتخاذها. إذ تدعو الولاياتالمتحدة وبريطانيا وكندا الى فرض عقوبات فورية بينما تدعو روسيا والصين الى التريث. ولم يوضح القرار 1297 طبيعة الاجراءات التي يمكن ان يتخذها مجلس الامن، مع ان السفير البريطاني لدى الاممالمتحدة جيريمي غرينستوك اشار الى ان الوارد هو فرض حظر على تصدير الاسلحة الى البلدين. تظاهرات أديس أبابا وأُفيد في أديس أبابا ان الآف المتظاهرين، وبينهم عدد كبير من النساء والأولاد، حاولوا إقتحام مبنى السفارة الأميركية في العاصمة الأثيوبية، لكن حراس السفارة تصدّوا لهم وأطلقوا النار في الهواء حتى وصول رجال الشرطة الذين استطاعوا تفريق المتظاهرين بصعوبة. ورشق المتظاهرون رجال الشرطة بالحجارة مما أدى الى إصابة عدد منهم. وحاول المتظاهرون قبل ذلك إقتحام فندق "شيراتون" لإنزال العلمين الأميركي والبريطاني. وأرغموا إدارة الفندق على إنزالهما كشرط لإنسحابهم. وأنزلت الإدارة كل الأعلام عن الفندق باستثناء العلم الأثيوبي. وأوردت "فرانس برس" ان المتظاهرين رشقوا أيضاً مبنى السفارة البريطانية بالحجارة. وردد المتظاهرون هتافات مثل "على أميركا ان تحترم أفريقيا ومنظمتها" وعليها "أن لا تتدخل في شؤوننا الداخلية" و"لا نريد مساعدات حتى لو متنا جوعاً بكرامتنا". كما رددوا هتافات ضد الرئيسين بيل كلينتون وأسياس أفورقي. وتنتقد دول غربية أديس أبابا على إستئنافها المعارك ضد اريتريا في حين ان مئات الآف وربما الملايين من مواطنيها يعانون مجاعة. وترى هذه الدول ان الأجدر بالأثيوبيين تركيز مواردهم على إعانة المتضررين من المجاعة بدل إنفاقها على الحرب مع الأريتريين. "إنتصارات أثيوبية" وعلى صعيد المعارك، نقلت وكالة "فرانس برس" أمس عن مدير مكتب وزير الخارجية الأثيوبي يماني كيداني نفيه إعلان اسمرا، الاحد، مقتل وجرح نحو 25 الف جندي اثيوبي. وقال يماني ان "الحكومة الاريترية لم تفوت في الماضي أي فرصة ولو صغيرة لتظهر للعالم تفوقها. وأتحداهم ان يثبتوا ذلك الآن". واضاف: "اليوم نحن متفوقون". وأكّد ان "الجبهة الغربية ابيدت في يومين من المعارك". وقال يماني ان "الادعاءات الاريترية سخيفة لأن جيشاً منسحباً في شكل غير منظم وفي فوضى كاملة لا يمكنه إحصاء الجرحى والقتلى في الجيش الذي يلاحقه"، مؤكداً ان "القوات الاريترية تفر على الجبهة الغربية قرب نهر ميريب في الشمال الغربي وقواتنا تلاحقها". وتابع ان الجيش الأثيوبي عزز، في اليوم الثالث من المعارك، "أكثر مواقعنا الاستراتيجية وقمنا بعمليات تطهير بعدما سيطرنا على مئة كيلومتر من التحصينات" الاريترية. ونفى الانباء التي بثتها اسمرا عن شن القوات الاثيوبية هجمات اقتحامية واسعة للقوات البرية. واكد انه "لم تحصل اي هجمات اقتحامية ولا اي موجات بشرية". وقال: "في اليوم الاول الجمعة اخرجت قواتنا القوات الاريترية من تحصيناتها. وفي اليوم الثاني هاجمناهم من الخلف بعدما طوقنا تحصيناتهم وحققنا انتصاراً كاملاً". واكدت اديس ابابا مساء الاحد انها استولت على ما لا يقل عن 25 "موقعاً عدواً" في الاراضي المتنازع عليها وان سلاحها الجوي قصف مواقع داخل الاراضي الاريترية. وفي الخرطوم، أعربت الحكومة السودانية عن قلقها من انعكاسات الحرب الاثيوبية - الاريترية على الأمن والاستقرار في المنطقة. واكدت في الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء أول من أمس انها ستبذل جهودها لايقاف القتال بين البلدين. وناشدت الخرطوم حكومتي اديس ابابا واسمرا ضبط النفس ووقف القتال والجلوس الى طاولة المفاوضات لتسوية خلافاتهما سلماً. وفي هذا الإطار، وضعت ولاية كسلا، على الحدود السودانية مع البلدين، خطة طوارئ بالتعاون مع المنظمات الأمنية والمندوب السامي لشؤون اللاجئين لاستقبال عشرة الاف لاجئ اريتري يومياً وايوائهم في الولاية.