قال مسؤول اريتري رفيع المستوى ل"الحياة" امس ان اثيوبيا تسعى الى معاودة احتلال اريتريا، وان أهدافها من الحرب التي تجددت بين البلدين قبل اسبوع، "تتخطى المشكلة الحدودية لقلب نظام الحكم في اسمرا". ورحبت الحكومة الاريترية امس بقرار واشنطن السماح لأعضاء بعثتها الديبلوماسية بالعودة الى اسمرا. وعلى الصعيد العسكري اكدت الحكومة الاثيوبية استمرار القتال قرب نهر ميريب، في حين قال المسؤول الاريتري نفسه، ان هدوءاً نسبياً يسود كل الجبهات. } أديس أبابا - أفراح محمد } اسمرا - "الحياة" أكد الناطق باسم الرئاسة الاريترية يماني غبري مسكل في تصريح ل"الحياة" امس في اسمرا، ان بلاده استطاعت "صد الهجوم الاثيوبي بعد خمسة أيام من القتال الضاري الذي أدى الى مقتل 18 ألف جندي اثيوبي وتدمير مقاتلتين اثيوبيتين من طراز "ميغ - 23" ومروحية "ام - اي - 35" وخمسة دبابات". يذكر ان أي مصدر مستقل لم يؤكد حتى الآن الأرقام عن عدد الضحايا التي يصدرها الجانبان. إذ أعلنت اثيوبيا امس رقماً جديداً عن عدد الضحايا الاريتريين في المعارك الأخيرة، وهو 21 ألفاً بين قتيل وجريح. وقال عبري مسكل ان هدف الاثيوبيين من الهجوم الأخير كان "تحقيق مكاسب على الأرض تعيق مساعي الحل السلمي التي تقودها الاممالمتحدة ومنظمة الوحدة الافريقية وأطراف اخرى. لكن الأهداف البعيدة المدى تتعدى المشكلة الحدودية في مثلث يادمى الى أطماع في الأراضي الاريترية وقلب نظام الحكم في اسمرا". وأضاف الناطق الرئاسي الاريتري "ان اثيوبيا تريد من خلال هذه الحرب ضرب الإرادة الاريترية، وطمس هوية الشعب الاريتري وإعادة احتلال اريتريا عبر دعم بعض التنظيمات الكرتونية" الاريترية المعارضة. وزاد: "إذا أرادت اثيوبيا تحقيق السلام، فإن اتفاق اطار العمل الافريقي ينص على وقف النار فوراً بعد قبول طرفي النزاع للاتفاق الذي أعلنت اديس ابابا موافقتها عليه ... في تشرين الثاني نوفمبر الماضي ثم شنت الهجمات العسكرية المكثفة منذ شباط فبراير الماضي، في حين ظلت اريتريا تطالب بوقف النار فوراً وانسحاب الطرفين من المناطق المتنازع عليها وترسيم الحدود وفق الاتفاقات الدولية الموقعة بين ايطالياواثيوبيا في الاعوام 1902 و1906 و1908 والتي بموجبها تم تحديد الخريطة السياسية الاريترية الحالية". وجدد مطالبة اريتريا "بوقف النار فوراً والدخول مباشرة في مفاوضات تنفيذاً لاتفاق اطار العمل الافريقي، واذا رفضت اثيوبيا ذلك، فلا خيار أمام اريتريا الا الدفاع عن أراضيها وحماية سيادتها". على صعيد آخر، أعلنت الإدارة الاميركية سماحها بعودة كاملة لأعضاء بعثتها الديبلوماسية الى اسمرا. ورحب مسؤولون في الحكومة الاريترية بهذه الخطوة. وكانت الحكومة الاريترية اعتبرت خفض واشنطن لعدد اعضاء بعثتها في اريتريا "خطوة غير صحيحة، لأن اريتريا عموماً واسمرا خصوصاً تتمتع بالأمن والسلام أكثر من دول عدة في المنطقة". وفي أديس ابابا، أصدر المكتب الصحافي للحكومة الاريترية امس بياناً أكد فيه استمرار المعارك على الحدود الاثيوبية - الاريترية. وذكر ان القوات الاثيوبية صدت هجوماً اريترياً على جبهة ميريب - ستيت قرب نهر ميريب. واضاف البيان "ان القوات الاثيوبية استطاعت خلال يومي 12 و13 من الشهر الجاري قتل وإصابة وأسر 12733 جندياً اريتريا، وبذلك يرتفع عدد الضحايا الاريتريين خلال المعارك من 9 الى 13 من الشهر نفسه الى اكثر من 21 ألفاً".