أديس ابابا، أسمرا - أ ف ب، رويترز - اندلعت مواجهات عنيفة بين الجيشين الاثيوبي والاريتري على جبهتين حدوديتين، وأعلنت اثيوبيا أنها امتدت إلى جبهة ثالثة. وتبادل الجانبان اتهامات بحشد القوات في مناطق النزاع الحدودي المستمر منذ عامين. وقال يماني غيري آب، المتحدث باسم الحكومة الاريترية، إن "الجيش الاثيوبي بدأ أكبر هجوم منذ عشرة أشهر على الجبهة الغربية". ولم تعلم اثيوبيا سوى ان قتالاً عنيفاً يدور حالياً على جبهتين من جبهات الحرب الثلاث في منطقة بادمي على الطرف الغربي من الحدود وقرب بلدة زالامبيسا في الوسط. ولم توضح من أطلق الرصاصة الأولى في أحدث جولة في الصراع الذي أسفر عن مقتل عشرات الألوف من الجنود، لكنها ما زالت تلقي اللوم على اريتريا. وقالت المتحدثة باسم الحكومة الاثيوبية ساللومي تاديسي: "منذ أن غزت اريتريا أراض تتمتع بالسيادة الاثيوبية في السادس من أيار مايو 1998، اضطرت اثيوبيا لخوض حرب فرضت عليها لمدة عامين". وقالت تاديسي لمراسل وكالة "فرانس برس" إن المعارك الحدودية العنيفة بين اثيوبيا واريتريا التي تدور منذ فجر أمس على الجبهتين الوسطى والغربية "امتدت لتشمل جبهة بوريي الشرقية". وأضافت ظهر أمس ان "معلوماتنا الأخيرة تشير إلى ان المعارك امتدت لتشمل جبهة بوريي" 785 كيلومتراً شمال شرقي اديس ابابا. وكانت اديس ابابا أشارت صباحاً إلى وقوع معارك ضارية على الجبهتين الوسطى في زلامبيسا والغربية قرب نهر ميريب. واتهمت اسمرا اديس ابابا بشن هجوم ليل الخميس - الجمعة على القوات الاريترية على جبهة ميريب - سيتيت على طول الحدود بين البلدين 800 كيلومتراً شمال اديس ابابا. وقام وفد من سفراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بجولات مكوكية بين اثيوبيا واريتريا في وقت سابق من الأسبوع في محاولة لاقناع البلدين بعدم خرق وقف القتال المستمر منذ فترة طويلة. لكن فريق الأممالمتحدة لم ينجح في حضهما على استئناف المفاوضات، وغادر المنطقة الأربعاء في حال من القلق من احتمال اندلاع القتال مجدداً. وقال السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة ريتشارد هولبروك إن "الخلافات بين الجانبين حقيقية، لكنها صغيرة ويمكن حلها بالسبل الديبلوماسية". وأضاف: "البديل هو حرب غير منطقية من شأنها قتل عشرات الألوف، إضافة إلى مئات الألوف ستقتلهم المجاعات بسبب توجيه الموارد للحرب". وقال ديبلوماسيون إن مجلس الأمن سيرد على تجدد القتال وربما يبحث في فرض عقوبات. وتم تصعيد عملية اغاثة دولية ضخمة في أكثر المناطق تضرراً في جنوب شرقي اثيوبيا. لكن رئيس الوزراء ملس زيناوي أغضب الحكومات الأوروبية برفضه السماح بنقل شحنات المعونات الغذائية عبر ميناء اريتريا الرئيسي، قائلاً إنها يجب أن تنقل عبر جيبوتي. من جهة أخرى، أعربت وزارة الخارجية الفرنسية أمس عن أسف فرنسا لتجدد المعارك بين اثيوبيا واريتريا. وقال مساعد المتحدث باسم الوزارة فرنسوا ريفاسو: "إن فرنسا تأسف بشدة لعودة المعارك التي تتزامن مع وقت أكد فيه البلدان أمام وفد من مجلس الأمن عزمهما مواصلة الجهود السلمية واستئناف المفاوضات".