اديس ابابا - رويترز - تجددت المعارك بين الجيشين الاثيوبي والاريتري امس بعد "هدنة" استمرت اسبوعين، وتبادلت قوات البلدين قصفاً مكثفاً بالمدفعية لفترة قصيرة على طول الحدود المشتركة. واعلنت الحكومة الاثيوبية ان القتال اندلع على جبهة زلامبيسا وقالت الناطقة باسم الحكومة سيلومي تاديسي للصحافيين في اديس ابابا: "ان الاريتريين بدأوا اطلاق قذائف المدفعية الثقيلة على مواقع اثيوبية" صباح امس. واضافت: "ردنا كان بالمدفعية الثقيلة لفترة قصيرة جداً"، ولم يصدر تعلىق فوري من الحكومة الاريترية. وتحول النزاع الحدودي بين الحليفين السابقين الى قتال في السادس من ايار مايو. وقتل مئات في الصراع الذي دار على ثلاث جبهات. وتحتل القوات الاريترية مدينة زلامبيسا 750 كيلومتراً شمال اديس ابابا الحدودية منذ العاشر من حزيران يونيو. وفشلت محاولة للوساطة قامت بها منظمة الوحدة الافريقية الجمعة الماضي بعدما عارض الرئيس الاريتري اساياس أفورقي خطة اميركية - رواندية لانهاء النزاع. ورفضت اريتريا قبول بند في الخطة الاميركية يطالبها بالانسحاب الى مواقع ما قبل السادس من ايار والسماح لأثيوبيا بإدارة المنطقة المتنازع علىها حتى يتم التحقيق في الامر. وقال ديبلوماسي غربي في العاصمة الاثيوبية انه ليست هناك محاولات اخرى للوساطة بعد فشل جهود منظمة الوحدة. وكان رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي اكد الثلثاء ان حكومته "ستلقن اريتريا درساً اذا لم تسحب قواتها من الاراضي الاثيوبية". وابلغ وكالة "رويترز" انه مستعد "للذهاب الى أبعد مدى" من اجل انجاح الوساطة لحل الصراع بين الدولتين المتجاورتين في القرن الافريقي، لكنه قال ان حكومته مستعدة كذلك للحرب. وتابع "ما سنحاول عمله اذا لم ينسحبوا هو ان نخرج جيشهم الغازي من أراضينا وان نتأكد من تلقينهم درساً". وتبادل البلدان اتهامات بإساءة معاملة رعايا كل منهما في بلد الآخر. ورفضت اثيوبيا اول من امس اتهامات اسمرا بأنها طردت مدنيين اريتريين يعيشون في اراضيها. واعلنت وزارة الخارجية الاثيوبية ان 1045 شخصاً فقط من 130 الف اريتري يعيشون في اثيوبيا أُعيدوا الى بلادهم وذكرت انهم لقوا "أفضل رعاية من اجل راحتهم وسلامتهم وأمنهم". ونشرت الصحف الاريترية روايات عن اشخاص أجبروا على ترك ممتلكاتهم وأسرهم بعد طردهم من اثيوبيا لأنهم يمثلون "مخاطر أمنية". واوضحت وكالة الانباء الاريترية الاثنين ان 50 شخصاً احتجزوا "اسابيع في اماكن ضيقة وحاويات ليس فيها تهوية مما تسبب في ايذاء خطر لهم". ونقلت مجلة "ريبورتر" الاثيوبية عن زيناوي قوله امس "علينا ان نلقن افورقي ان العدوان لا يفضي الى نتيجة". وتستعد المنظمات الانسانية لتفاقم النزاع وخزنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر والمنظمات غير الحكومية مثل منظمة "اطباء بلا حدود" كميات من الادوية واستنفرت الاطباء. وافادت صحيفة "اثيوبيان هيرالد" الحكومية ان الاثيوبيين جمعوا اكثر من ستة ملايين دولار لدعم المجهود الحربي.