امتدت المعارك الاثيوبية - الاريترية الى جبهة جديدة في اتجاه ميناء عصب الاستراتيجي وأكد البلدان وقوع معارك في منطقة بوري التي تبعد نحو 70 كيلومتراً من المنطقة. واعترفت أديس أبابا باسقاط الدفاعات الاريترية طائرة هليكوبتر اثيوبية. وأعلن في أديس أبابا ان مواجهة عنيفة اندلعت فجر أمس بين القوات الاثيوبية والاريترية في منطقة بوري، استخدمت فيها أديس أبابا طائرات "انتونوف" وعدداً من الطائرات المروحية. وأوضح بيان أصدرته الناطقة الرسمية باسم الحكومة سلومي تاديسي ان القوات الاثيوبية دمرت دبابتين اريتريتين وخزان مياه للشرب وألحقت أضراراً كبيرة بالجانب الاريتري. وأشار البيان الى ان الدفاعات الأرضية الاريترية اسقطت طائرة هيليكوبتر اثيوبية وأن بقية الطائرات التي شاركت في الهجوم "عادت الى قواعدها سالمة بعدما أكملت مهمتها بنجاح". وقالت الناطقة ان وزارة الدفاع الاثيوبية سمحت للصحافيين أمس بالتوجه الى جبهات القتال للاطلاع على سير المعارك. وكانت اثيوبيا منعت جميع الصحافيين من التوجه الى منطقة النزاع بين البلدين منذ تجدد القتال بينهما في السادس من شباط فبراير الجاري من دون اعطاء أسباب. وأفادت مصادر اثيوبية مستقلة ان الحكومة الاثيوبية طلبت مجدداً من قوات نظام الرئيس السابق منغستو هايلي ماريام الانضمام الى صفوف الجيش لمواجهة القوات الاريترية. وأضافت المصادر ان اجتماعات طارئة عدة عقدت في الأحياء الشعبية في أديس أبابا خلال الأيام الماضية لجمع التبرعات المالية لدعم المجهود الحربي ضد اريتريا. وأوضحت المصادر ان المصابين من القوات الاثيوبية يتوافدون الى العاصمة الاثيوبية، خصوصاً أولئك الذين يعانون من اصابات خطرة، على رغم وجود نحو ألف طبيب على جبهات القتال. وجددت صحيفة "ريبورتر" المستقلة أمس اتهامها لليبيا بتقديم سبعين مليون دولار أميركي لاريتريا لمساندتها في المجهود الحربي ضد اثيوبيا وامدادها بالنفط مجاناً وتدريب القوات الاريترية وارسال مستشارين وخبراء الى اسمرا منذ اندلاع الأزمة بين أديس أبابا واسمرا في أيار مايو الماضي. وأضافت الصحيفة ان "موقف ليبيا المعادي لاثيوبيا يأتي في الوقت الذي تدافع فيه اثيوبيا عن الحق الليبي في المحافل الدولية والاقليمية لرفع الحظر الجوي المفروض عليها". وفي أسمرا أكد بيان للخارجية الاريترية ان القوات الاثيوبية بدأت الهجوم على جبهة عصب. وأوضح البيان ان القوات الاثيوبية دعمت الهجوم بقصف جوي على طول الجبهة الحدودية الجنوبية. وأكد البيان اسقاط قوات الدفاع الاريترية مروحية اثيوبية أثناء قصفها مواقع اريترية وأن جميع أفراد طاقمها لقوا حتفهم. وأكد البيان استمرار قصف القوات الاثيوبية مناطق آهلة بالسكان في ضواحي جبهة عصب. وأشار الى القصف في جبهتي مرب - ستيت ومرب - عليتنا الاسبوع الماضي الذي أدى الى وفاة 16 مدنياً واصابة 20 آخرين. ولم يوضح بيان الخارجية الاريترية حجم الخسائر الأخرى في جبهة عصب، واكتفى بالقول ان حصرها ما يزال جارياً. وفي صنعاء، جدد اليمن دعوته الحكومتين الاثيوبية - والاريترية الى اجتماع يعقد في العاصمة اليمنية لاجراء حوار يهدف الى وقف الحرب والتوصل الى حل سلمي بينهما. وقال السيد عبدالقادر باجمال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني "ان الحكومة اليمنية تناشد الحكومتين الصديقتين بأن يحتكما الى منطق الحوار والحلول السلمية والودية. ولهذا توجه الدعوة الى ممثلين عن الحكومتين للقاء في صنعاء لاجراء حوار ودي ودخول محادثات سلمية جادة وصادقة وبحث في كل المبادرات المطروحة من الأطراف الدولية والاقليمية".