أديس أبابا، أسمرا، جدة - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - استمرت أمس المواجهات بين القوات الاثيوبية والاريترية على الحدود بين البلدين. وفي وقت أعلنت أسمرا أن الجيش الاريتري صد هجوماً للقوات الأثيوبية، أكدت أديس أبابا ان الاريتريين هم الذين بدأوا الهجوم، واعلنت في بيان ان قواتها استولت على "المعقل الاريتري المهم" جهزة غيرلاسي والحقت خسائر فادحة بالاريتريين. واعلنت حكومتا البلدين ان الاشتباكات بدأت قرابة السادسة صباحاً الثالثة بتوقيت غرينتش في منطقة بادمي التي شهدت قتالاً خلال الحرب البرية والجوية القصيرة بين البلدين في العام الماضي. وقالت سالومي تاديسي الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية ان المواقع العسكرية الاثيوبية في بادمي تعرضت لهجوم فجراً وان القوات الأثيوبية "تخوض معركة شرسة مع الجيش الاريتري المهاجم لصد هذا الهجوم". غير ان وزارة الخارجية الاريترية ردت باتهام اثيوبيا بانها شنت فجراً هجوماً واسعا على الجبهة الشمالية الغربية لاثيوبيا وجنوب غربي اريتريا. وأضاف بيان للوزارة ان النظام الاثيوبي هو "من شن الحرب"، وان حكومة اديس ابابا "رفضت باستمرار النداءات لوقف المعارك وهددت بشن حرب في اي وقت وهذا ما قامت به اليوم". واعلنت الاذاعة الوطنية الاريترية بعد ظهر أمس ان المعارك مستمرة على جبهة بادمي شمال غرب اثيوبيا. وجددت اتهامها الاثيوبيين بأنهم من بدأ الهجوم، مشيرة الى ان الحكومة الاريترية "ترحب بكل من يريد الاطلاع على سيرالمعارك". وقال مسؤول في الرئاسة الاريترية ان الاثيوبيين تكبّدوا خسائر فادحة في المعارك أمس. في المقابل، منعت الحكومة الاثيوبية غير المقيمين والسياح من التوجه الى شمال البلاد كما منعت الصحافيين من التوجه الى منطقة تيغري. وزعمت اثيوبيا الجمعة ان اريتريا قصفت بلدة اديغرات الحدودية. لكن اريتريا نفت نفياً قاطعاً هذه المزاعم. وقالت ان جارتها تحاول تبرير هجوم عسكري على قواتها المسلحة. وتحول النزاع الحدودي القديم بين البلدين الواقعين في القرن الافريقي الى حرب برية وجوية قصيرة في ايار مايو الماضي. وزاد التوتر بين البلدين في الاسابيع الاخيرة على رغم سلسلة من الجهود الديبلوماسية لحل القضية. وقتل مئات الجنود وعشرات المدنيين في الاشتباكات قبل ان يتوقف القتال في منتصف حزيران يونيو الماضي. واتفق الجانبان على وقف الهجمات الجوية عبر الحدود. ومن نيروبي، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر ديبلوماسي غربي في أسمرا ان اي طلعة جوية لم تتم انطلاقاً من مطار العاصمة الاريترية الجمعة، في نفي لمعلومات أثيوبية عن قيام الطيران الاريتري بقصف مدينة اديغرات شمال اثيوبيا في اليوم نفسه. واضاف المصدر ان "كل الشهادات المستقاة تعلن مجتمعة ان طائرات الميغ التابعة للطيران الاريتري بقيت في مكانها الجمعة ... الانطباع السائد لدى المجموعة الغربية في اسمرا ان القصف المزعوم على اديغرات هو عملية مدبرة من اديس ابابا لتبرير هجومها على قطاع بادمي شمال - غربي اثيوبيا". وكانت اثيوبيا اتهمت الجمعة مقاتلتين اريتريتين بقصف محيط مخزن للوقود في اديغرات. ونفت اريتريا فوراً قصف اديغرات واعتبرت الاتهامات الاثيوبية "محض افتراءات" تهدف الى تبرير هجوم مستقبلي. "خسائر فادحة" وفي جدة، كتب مجدي وعدو ان مسؤولاً اريترياً نفى ان تكون بلاده مسؤولة عن بدء الحرب مع اثيوبيا. وطالب احمد سعيد شينتي القنصل العام الاريتري في جدة في اتصال هاتفي مع "الحياة" بتشكيل لجنة محايدة من اي جهة دولية لمعرفة البادئ بتجدد الاعمال العسكرية بين البلدين. واشار الى "ان جثث الجنود الاثيوبيين الموجودة امام الدفاعات الاريترية هي التي تؤكد ان اثيوبيا هي التي بدأت بالحرب".وقال ان "المعلومات الواردة عن سير المعارك تشير الى ان خسائر الجيش الاثيوبي فادحة، وعلى رغم ذلك فإن اثيوبيا مستمرة في المحاولات الهجومية على اريتريا على جبهة مرب ستيت". وذكر المسؤول الاريتري ان بلاده صدت فجراً هجوماً واسع النطاق شنته القوات الاثيوبية، نافيا ان تكون بلاده هاجمت مساء امس بلدة اديغرات الحدودية.