بحث وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى وقيادات المعارضة السودانية في سبل عقد مؤتمر في القاهرة يضم الحكومة والمعارضة بحثاً عن حل سياسي للمشكلة السودانية ويحفظ للسودان حقوقه وسلامة أراضيه. والتقى موسى امس رئيس التجمع الوطني الديموقراطي زعيم الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني ورئيس وزراء السودان السابق زعيم حزب الامة الصادق المهدي، وجرى بحث آفاق الحل السياسي بعد موافقة الخرطوم على انعقاد مؤتمر القاهرة من دون اي شروط مسبقة من الجانبين. وأبلغ المسؤول المصري الميرغني والمهدي بنتائج محادثاته مع وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل على هامش مشاركتهما في اجتماعات الجزائر الافريقية، وبموافقة اسماعيل على المبادرة المصرية لعقد مؤتمر القاهرة. وكانت الخرطوم تضع اعتراف المعارضة بالدستور السوداني الجديد شرطاً للقاء المعارضة السودانية التجمع، فيما تطالب المعارضة حكومة السودان باتخاذ إجراءات لبناء الثقة منها إعادة الممتلكات المصادرة والغاء القوانين التي تقيد الحريات السياسية. وتستند المبادرة المصرية الى اقناع الجانبين باجتماع القاهرة على ان يطرح كل طرف وجهة نظره في شأن الحل السياسي، ويتولى الوسيط المصري مهمة التقريب بينهما بهدف إنجاح المؤتمر. وقالت مصادر سياسية مصرية ل"الحياة": "لن نقامر بالدعوة الى المؤتمر ما لم تتوافر له ضمانات النجاح". وامتنع الميرغني والمهدي عن الادلاء بأي تصريحات للصحافيين عما دار خلال اللقاء، فيما قالت مصادر في المعارضة إن لقاءهما موسى يأتي في اطار الاعداد لاجتماعات اللجنة الخماسية لجهة تنسيق المواقف مع مصر. وتضم اللجنة الخماسية الميرغني والمهدي والناطق باسم التجمع فاروق ابو عيسى ورئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق وزعيم الحزب الفيديرالي احمد ابراهيم دريج. وجاء لقاء موسى والمعارضة غداة لقائه سفير السودان لدى مصر احمد عبدالحليم مساء اول من امس. وقال الاخير: "بحثنا في مقترحات المعارضة للمصالحة والدور المصري لعقد المؤتمر القومي الجامع". وتابع: "مصر مؤهلة لثقلها وثقة الجميع فيها ان ترعى المصالحة السودانية"، لافتاً الى ان الاجواء المصرية - السودانية "مهيأة حالياً لتبادل الزيارات بين البلدين على اعلى المستويات".