باريس - ا ف ب - تأمل دول القارة الافريقية بان تسفر اول قمة اوروبية - افريقية مقررة يومي 3 و4 نيسان ابريل المقبل في القاهرة عن زيادة حجم التعاون الاقتصادي بين اوروبا والقارة السوداء التي تضم مليار شخص وادت العولمة الى "تهميشها". كما تأمل البلدان الافريقية ان تقرر القمة تخفيف او حتى الغاء ديونها التي تقدر ب350 بليون دولار. وقبل ايام من القمة، اعرب الرئيس الحالي لمنظمة الوحدة الافريقية الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عن تلك التطلعات حين صرح بأن دول القارة ال53 تعلق "امالاً كبيرة" على لقاء القاهرة. واشار الى ان الافارقة لا يهدفون من تلك القمة الى "التقاط صور جماعية للتاريخ"، مضيفاً ان "تطور العلاقات الافريقية - الاوروبية يأتي في وقت "يزداد فيه تهميش القارة الافريقية نتيجة للعولمة". ويأمل الافارقة، بحسب بوتفليقة، ان يحدد القادة الاوروبيون المشاركون في القمة آليات متابعة لنتائج الاجتماع تبحث في "قضايا ملحة ينبغي ايجاد حلول لها". وتجدر الاشارة الى ان القادة الاوروبيين لم يعتادوا بعد على عقد مثل هذه اللقاءات الدورية مع افريقيا. ويجمع القادة الافارقة على ان من ابرز تلك القضايا الملحة الهم الاقتصادي، وتحديداً مشكلة الديون التي تظل اكبر "عقبة" امام التنمية. وعلى رأس قائمة الدول الافريقية التي تعاني هذه المشكلة، تأتي مالي وموريتانيا والرأس الاخضر والسنغال وغامبيا وغينيا وغينيا - بيساو. وفي تصريح لوكالة "فرانس برس" اكد دوين اوكوبيه، الناطق باسم الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسانجو الذي يقود اكبر دولة افريقية من حيث تعداد السكان 120 مليون نسمة: "للمرة الاولى تكون علاقاتنا مع اوروبا علاقة شراكة وليست علاقة سيد بتابعه. لذلك فاننا نتوجه الى القاهرة ويملؤنا التفاؤل ان تلك القمة ستدعم الصلات بين القارتين الاوروبية والافريقية". وكان الرئيس النيجيري طالب من جهته بعقد "مؤتمر برلين جديد" على غرار ذلك الذي عقد في 1885 من اجل اعادة صياغة العلاقة بين اوروبا وافريقيا التي كانت غالبية دولها مستعمرات غربية. وتعتزم جنوب افريقيا ان تطالب القمة بزيادة المساعدات الانسانية لافريقيا وان تثير قضايا الصراعات وحقوق الانسان ونزع السلاح التي تؤرق القارة. وستثير ايضاً جمهورية الكونغو الديمقراطية زائير سابقاً قضايا الصراعات حيث من المنتظر ان تطالب من جديد الدول الافريقية والاتحاد الاوروبي بان تدين صراحة "اعتداء" رواندا واوغندا على اراضيها ومساندتهما للمتمردين وبان تطالب ب"الانسحاب الفوري" لقوات كيغالي وكمبالا من الاراضي الكونغولية. واكد ناطق باسم رئاسة جمهورية بوتسوانا ان بلاده تنتظر من قمة القاهرة ان تناقش قضايا "التنمية والتجارة، اضافة الى الغاء الديون والتعاون المشترك". واذا كانت غامبيا ترى ان قمة القاهرة "تمثل حدثاً تاريخياً يعطي لافريقيا فرصة التحاور مع اوروبا" فان تشاد والغابون وغينيا الاستوائية تنوي اثارة القضايا التي تهم منطقة وسط افريقيا بصورة عامة. اما المغرب الذي لا يشارك في اي اجتماعات افريقية منذ ان قررت منظمة الوحدة في 1984 قبول عضوية "الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية" المعلنة من جانب واحد، فستكون هذه المرة حاضرة في مؤتمر القاهرة بعدما استطاعت الجزائر ان تثني جبهة "بوليساريو" عن المشاركة في الاجتماع نفسه. ويرى المراقبون ان المغرب يمهد الطريق تدريجاً بدءاً من تلك المشاركة للعودة الى المنظمة الافريقية. وكان رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي قال اخيراً ان "افريقيا لم تعرف كيف تبرز مزاياها" مقارنة ببقية المناطق في العالم ودعا الى اقامة "اندماج اقليمي حقيقي". من جهتها، تعتزم ساحل العاج المنتج الاول للكاكاو في العالم، ان تطرح مرة اخرى مطالبها بالحصول على تعويضات اثر قرارالبرلمان الاوروبي استخدام مواد دهنية نباتية في صناعة الشوكولاتة بدل زبدة الكاكاو. واخيرا، ستطالب توغو، من دون ان تأمل كثيرا في الحصول على رد ايجابي، باستئناف التعاون مع الاتحاد الاوروبي والذي اوقف في1993، اثر اعمال العنف السياسي في البلاد التي صاحبت بداية عملية ادخال الديمقراطية واوقعت عشرات القتلى.