جدد قادة دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم التشاوري الثاني الذي عقد في مسقط امس، مهمة اللجنة الوزارية الثلاثية المكلفة ايجاد آلية للتفاوض المباشر بين الاماراتوايران في شأن النزاع على الجزر الثلاث، اثر تقرير قدمته اللجنة الى القمة. وعلمت "الحياة" من مصدر ديبلوماسي خليجي ان موضوع العلاقات مع ايران طغى على مناقشات قادة دول الخليج. وقلل الأمين العام لمجلس التعاون السيد جميل الحجيلان عقب القمة التي استغرقت نحو ثلاث ساعات ان القادة اعربوا عن أملهم ب"تجاوب الحكومة الايرانية مع الهدف النبيل الذي قامت اللجنة من أجله، مؤكدين حرصهم على اقامة علاقات وثيقة من الثقة المتبادلة، وحسن الجوار، واحترام حقوق الطرفين، وعدم التدخل في شؤون الآخرين والعمل لما فيه خير المنطقة بين دول مجلس التعاون وجمهورية ايران الاسلامية". وفيما تحدثت أوساط عن تحفظ اماراتي عن جهود اللجنة الثلاثية والتقرير الأولي الذي قدمته لاجتماع مسقط، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ محمد بن مبارك ل"الحياة" ان اجواء الاجتماع "كانت ايجابية جداً ويمكن ان نعتبره ناجحاً". وسألته "الحياة" عن التحفظ الاماراتي فأجاب ان "الجميع خرجوا من الاجتماع مرتاحين". وقال ديبلوماسي خليجي ان "كثيرين يعتقدون ان مهمة اللجنة الثلاثية هي الوساطة بين الاماراتوايران حول موضوع الجزر، وهذا ليس وارداً، فمجلس التعاون الذي تنبثق منه اللجنة يقف الى جانب الامارات في تأكيد ملكيتها الجزر، وبالتالي لا يمكن للجنة ان تتوسط وموقفها هو موقف الإمارات ذاته". وزاد ان "مهمة اللجنة هي جمع معلومات عن الموضوع ومحاولة الاتصال بالجانب الايراني تمهيداً لمفاوضات مباشرة" مع أبو ظبي. وكشف ل"الحياة" ان اللجنة ستقدم تقريرها الثاني الى القمة الخليجية المقررة في المنامة في كانون الأول ديسمبر المقبل. وشدد رئيس الوفد الاماراتي ولي عهد أبو ظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لدى وصوله الى مسقط على ان "هذا اللقاء سيشكل اضافة مهمة في ترسيخ مسيرة المجلس على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، انطلاقاً من صلابة الأرضية المشتركة التي نقف عليها، والاهداف السامية التي نسعى الى تحقيقها من أجل مصلحة دولنا وشعوبنا". وتبادل القادة الخليجيون على هامش القمة التشاورية الزيارات في مقر اقامتهم في قصر البستان، فاستقبل أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح الشيخ خليفة بن زايد، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي استقبله أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، واستقبل ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أميري البحرينوقطر والشيخ خليفة بن زايد. وقال الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ان "التجربة اثبتت ان لا بديل ولا غنى عن تعزيز تعاوننا المشترك، وان الوقت حان لتسريع خطواتنا وبلا تردد، في اتجاه حسم الأمور المعلقة بما يمكننا من كسب رهان المرحلة المقبلة". وزاد: "الاقتصاد هو خيارنا الأفضل لتوثيق عرى الروابط بين شعوبنا". واعرب عن تطلعه الى "تحقيق اندماج اقتصادي متين يمكن كل دولنا الاعضاء من الحفاظ على مصالحها المشتركة كتكتل اقتصادي واحد". الى ذلك، اعتبر الحجيلان ان اللقاء التشاوري هو "أحد مظاهر الاخوة الصادقة"، ونقل ارتياح القادة الى "ما الت اليه العلاقات البحرينية - القطرية من تماسك أخوي وثيق". واصفاً الاتفاقات الاقتصادية والحدودية والديبلوماسية الثنائية بين دول مجلس التعاون بأنها "أثرت مسيرة المجلس". ونقلت وكالة "رويترز" عن الحجيلان قوله إن البحرين قدمت اقتراحاً لتعزيز التعاون العسكري بين الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون.