يرأس الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الامارات وفد الامارات الى القمة الخليجية التشاورية الثانية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي ستعقد السبت المقبل في مسقط. ولفتت مصادر مطلعة الى ان اختيار الشيخ خليفة بن زايد لهذه المهمة نيابة عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات كان متوقعاً نظراً للتحركات والاتصالات التي اجراها ولي عهد أبو ظبي هذا الاسبوع، وكان في مقدمها زيارته لجدة ولقاؤه مع السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الثلثاء في مدينة العين الظبيانية. وتؤكد تسمية الإمارات الشيخ خليفة بن زايد لرئاسة وفدها للقمة التشاورية ان قضية الجزر الاماراتية ومهمة اللجنة الثلاثية التي شكلها مجلس التعاون لدول الخليج العربية للتعامل مع قضية الجزر والعلاقات الأمنية الخليجية - الايرانية والتعاون الاقليمي في المنطقة ستكون بين القضايا الرئيسية التي تناقشها القمة. ولفتت المصادر الى ان هذه القضايا شكلت المحاور الرئيسية في محادثات الشيخ خليفة بن زايد مع القادة السعوديين في جدة يومي السبت والأحد الماضيين ومع السلطان قابوس يومي الاثنين والثلثاء. وتؤكد ان الامارات حصلت على تأييد لموقفها من هذه القضايا. وتطالب الإمارات دول مجلس التعاون بإدارج قضية الجزر في أي لقاء خليجي - ايراني، وتقديم اللجنة الثلاثية التي تضم السعودية وسلطنة عمان وقطر تقريراً بنتائج اتصالاتها مع ايران بشأن ايجاد حل سلمي لقضية الجزر. وتشعر أبو ظبي بارتياح نتيجة الاتصالات التي اجرتها خلال هذا الاسبوع في شأن الموضوعات الخليجية المطروحة على القمة التشاورية. وترى في الاشارات التي صدرت عن السعودية وسلطنة عمان في شأن قضية الجزر الاماراتية موقفاً مؤيداً بشكل قوي لموقفها. وتبددت مخاوفها من توقيع اتفاقات أمنية بين دول خليجية وايران بالقفز فوق قضية الجزر، اذ استقبلت الامارات بارتياح كبير تصريحات القادة السعوديين بأن اي تقارب مع ايران لن يكون على حساب قضية الجزر الاماراتيةالمحتلة، وأبرزت في عناوين صحافتها المحلية ان السعودية أبلغت ايران عبر وزير دفاعها استحالة التوصل الى أي اتفاق دفاعي بينها وبين دول مجلس التعاون قبل ان تحل مسألة الجزر الاماراتية التي تحتلها ايران. كما أبرزت تشديد الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران السعودي على حل القضية بين الاماراتوايران بالطرق السلمية والايجابية، وقوله ان السعودية لا تتوسط بين ايرانوالامارات "فنحن جزء لا يتجزأ من مجلس التعاون". وأعربت الامارات عن تقديرها للموقف السعودي الذي أبلغ لوزير الدفاع الايراني رسمياً ان السعودية ترى ان اقامة اي تحالف دفاعي مع ايران غير ممكن حتى تحل طهران نزاعها مع الامارات بشأن الجزر. كما حصلت الامارات خلال زيارة السلطان قابوس لأبو ظبي والعين على تأكيدات عمانية بأن مسقط لم توقع اتفاقات دفاعية أو أمنية مع طهران الأمر الذي سيكون له تأثيرات ايجابية على نجاح القمة التشاورية في مسقط. واكدت مصادر خليجية ان السلطان قابوس والشيخ خليفة بن زايد تبادلا وجهات النظر حول أعمال القمة التشاورية الخليجية. وأكد السلطان قابوس عمق العلاقات بين الامارات وسلطنة عمان، وقال انها وصلت الى آفاق أرحب بما يخدم مصلحة البلدين. وأعلنت سلطنة عمان ان اللجنة الثلاثية ستقدم تقريراً الى القمة عن نتائج مهمتها في وضع آلية لبدء مفاوضات ثنائية أو احالة القضية على محكمة العدل الدولية. وتؤكد مصادر اماراتية ان التحركات التي اجراها الشيخ خليفة بن زايد والمواقف السعودية والخليجية الاخرى المؤيدة لموقف الامارات من قضية الجزر هيأت بشكل كبير لنجاح القمة التشاورية ودفع العمل الخليجي المشترك بشكل كبير.