صدر في مسقط العدد الثاني والعشرون من مجلة "نزوى" الثقافية الفصلية. وافتتح العدد رئيس التحرير الشاعر سيف الرحبي بشهادة شعرية عنوانها "الصيد في الظلام الكاسح، عن الطفولة والشعر والموت والربع الخالي"، ويقول الرحبي: "كالصدفة تماماً، كالصيد في الظلام الكاسح. التجريب بهذا المعنى يشبه عصا الأعمى الباحثة في الزقاق عن مخرج، ان ثمة مخرجاً يوصل الى الطريق العام أو الجماعة. انه ليس خيار العارف بالطريق. تحاول أن نكتب من غير خطط ولا مشاريع، ربما لأن الأعمى يجلي وضوحه وسط ظلامه الخاص، ربما لأن فيض الصحراء وسراب وضوحها الكاسر لا بد من الاستعانة عليه باللغة في هذه المنازلة اللامتكافئة بين كيان جبار باطش ولا نهائي وآخر هشّ، إلا من نزوع رغبة البقاء ومقاومة التلاشي في رمال القطيع الجارفة وقيمه". وفي الدراسات يعلّق الناقد هاشم صالح على ما كتبه محمد أركون عن "معارك من أجل الفلسفة الإنسانية في السياقات الإسلامية"، كمقدمة لكتاب يصدر للمفكر أركون يناضل فيه - كما يقول هاشم صالح - من أجل فرض الرؤيا الإنسانية في السياقات الإسلامية المعاصرة بعد أن هيمنت عليها حركات متطرفة لا تعبأ بالإنسان أو حقوقه أو كرامته. في الدراسة الثانية التي تحمل عنوان التجسد في الفلسفة: استعارات العقل عند موسى بن ميمون نموذجاً، يؤكد الباحث العماني عبدالله الحراصي على منهجه في تقصي آثار التجربة البشرية المادية، عبر تناوله لكتاب الفيلسوف الأندلسي "دلالة الحائرين" واقتصر الحراصي في ورقته على الاستعارات المستخدمة مع مفهوم العقل. ويكتب يحيى بن الوليد عن وجه المثقف في خطاب ابن رشد، ويبدي ملاحظاته حول الفكر الفلسفي في المغرب. ويبرر بن الوليد الاهتمام بابن رشد بمكانة الأخير الخاصة فهو آخر الفلاسفة العرب، وهو الشعاع الأخير، وهناك من يرى بأن موته علامة على موت التفكير الفلسفي عند المسلمين. ويتناول الباحث عمر مهيبل "خطاب التأويل والحقيقة عند الفيلسوف الألماني المعاصر هانز جورج غادامير". ويواصل خليل الشيخ دراسته التطبيقية على أعمال الشاعر محمود درويش فيقرأ "تشكلات البنية في ديوانه: سرير الغريبة". ويهاجم تركي علي الربيعو الخواء الثقافي في "تأملات من عصر العولمة". أما معاوية البلال فيختتم الدراسات بقراءة للمكان في القصة السودانية الحديثة عنوانه "قراءة في استراتيجية المعنى". وتحتفي المجلة بالشاعر أنسي الحاج في ملف كامل، قدمت له سلوى النعيمي وحاورت الشاعر، أما الناقد رشيد يحياوي فتناول أنسي الحاج في مقدمة ديوانه "لن"، وفي "مسامرات الأموات"، الحوارية الساخرة التي كتبها نوري الجراح، يبدو أنسي الحاج أحد أبطال هذه المسامرات مع الشعراء: محمود درويش ونزار قباني وبدر شاكر السيّاب. أما الملف الثاني فهو للروائي ألبير قصيري، المصري المقيم في باريس وترجم له محمد المزديوي، وقدم له بحوار عنوانه "المتسول الرائع"، واختتمه بترجمة أحد فصول أحدث رواياته. في الفن التشكيلي يكتب الروائي عبدالرحمن منيف عن تجربة فريدة في حركة التشكيل المصري، في دراسة عن متحف محمد محمود خليل، أما الرسام والناقد شاكر لعيبي فيعيد اكتشاف مخطوطة نادرة لفنان عربي مجهول، وتلتقي الشاعرة صباح الخراط زوين مع المفكر علي حرب في "حديث النهايات"، حول المثقف والعولمة، وقضايا أخرى. ومن كتّاب العدد وشعرائه: خليل النعيمي، علي مصباح، محمد أسليم، عبدالله خليفة، سحر سليمان، وحيد الطويلة، سالمة الموشي، أسعد جبوري، أحمد زين، ناصر المنجي، زليخة أبو ريشة، نبيل منصر، عياش يحياوي، عبدالله البلوشي، هادي دانيال، جرجس شكري، علي المقري، فيصل أكرم، بدرية الوهيبي، حسين عبداللطيف، فاطمة الشيدي، سعاد الكواري، محمد الصالحي، والهواري الغزالي