بمشاركة أكثر من 70 فناناً وفنانة من رواد المسرح العربي والعالمي انطلقت الدورة السابعة لأيام عمان المسرحية وكان أسسها مسرح الفوانيس الأردني. وتشارك في الدورة فرق من الدول العربية وأوروبا والدول الاسكندنافية والولايات المتحدة الأميركية، إضافة الى المؤسسات الثقافية ومنها: معهد الدراما في السويد، مسرح شانون في أميركا، مسرح الشامات في المغرب، مؤسسة سيدا السويدية، مؤسسة فورد الأميركية، أمانة عمان الكبرى، وزارة الثقافة. ومن الأعمال التي يقدمها المهرجان مسرحية "ثلاث نساء طوال" للمخرجة نضال الأشقر - مسرح المدينة البيروتي العريق، إضافة الى وجود رفيق علي أحمد وروجيه عساف ضمن الوفد اللبناني. أما من سورية فتشارك "فرقة مسرح الرصيف" بمسرحية "ذاكرة الرماد" والحدوتة الحكواتية "عيشة" كعرض ثانِ في المهرجان. المشاركة الفلسطينية لهذه الدورة تمثلها مؤسسة يوم المسرح التي تدعمها وزارة الثقافة الفلسطينية وعدد آخر من البلديات والمؤسسات الاجتماعية، وجرى اختيار مسرحية بعنوان "منطلق الطير" تحمل مؤشراتها الفكرية والفنية، علاقة الإنسان الفلسطيني بأرضه، بعد تحقق حركة التحرير والسلام من هواجس الغربة والهجرات. مسرح فو التونسي يقدم عرضه "المنشار الحائر" ومن العراق، أعدت الفرق الصغيرة التابعة لكلية التربية والفنون الجميلة جامعة بغداد. مسرحية "انسو هيرستروات" كمختبر يكشف حال المسرح العراقي اليوم. وكان شهد العام الفائت نهاية الفنان المسرحي سامي السراج، وهو في قمة مشاركته للأيام التي ودعته ببسمات النهاية المسرحية التي يتمناها المبدع في تظاهرة كهذه بات لها حضورها العربي. وعلى رغم وجود تيارات نقابية في الأردن - أبرزها نقابة الفنانين- تعمل على إحباط تجربة الأيام، ومسرح الفوانيس تحديداً، تحت تهمة التطبيع مع العدو، والاشتباه بوجود مصادر تمويل أجنبية ... في حين، نجحت "الفوانيس" بتجاوز كل تلك الاتهامات. وكان نادر عمران كسب القضية التي رفعها كمدير عام لمسرح الفوانيس، ضد النقابة وانتصرت له محكمة العدل العليا، بعدم فصله من النقابة. وقد تم إسقاط "دعوى التطبيع" لعدم وجود أي أدلة تحرك الدعوى. وتبرز في هذه الدورة مسرحيات عالمية مثل مسرحية "المنبوذ" لمسرح بونير في امستردام، ومسرحية "سمفونية الذباب" للفرقة الفرنسية. ومن ائتلاف الفرق الجادة في سويسرا وألمانيا، جاءت مسرحية "مشعلو الحرائق" وهي رؤية اجتماعية سياسية لما عليه أوروبا اليوم وخصوصاً في ظل التواصل الإنساني العالمي القسري عبر العولمة والإنترنت. ويركز في هذه الدورة على مجموعة من الورش والندوات التي تحرك الحوار والنقاش حول تقنيات العمل في المسرح، كالكتابة وسيناريو النص المسرحي، وتقنية الصوت وحركة الجسد وفن الإيماء وواقعية الأداء. ويشارك في هذه الورش، أصحاب الخبرات العربية ومنها: نهاد صليحة مصر، عزالدين قنون، رجاء بن عمار تونس، محمد بلهيسي وعبدالكريم برشيد المغرب وفاضل خليل وميمون الخالدي وعبدالمرسل الزيدي العراق وأسعد فضة ونائلة الأطرش وبسام كوسا وحاتم علي وخليل صويلح ومهى الصالح سورية، وليد عبدالسلام هنية فلسطين وعبدالله السعداوي البحرين والزياني شريف عياد الجزائر. ومن العالم تبرز مشاركة الخبراء التقنيين: لينا فريدال وجيرت اوستروم وشارلي اوسكالاوسكا وأورلاندا كوك من "معهد الدراما السويدي" وماريان مريبي أميركا. العرض الافتتاحي بانوراما اجتماعية بعنوان "نواصي" وقدّم كإحتفالية مسرحية مشتركة تتلاحم فيها الرؤى الفنية والإبداعية وتشارك فيها مسرح الفوانيس والمسرح العضوي وفضاء الحمراء التونسي... وتعالج المسرحية الجدل المعرفي والثقافي وأثره على مجتمع المعلوماتية... وموقف المسرح - كرد فعل ثقافي. غياب رائد المسرح في الأردن وسورية معاني صنوبر ترك ظلاله على أيام عمان التي قررت لجنتها العليا برئاسة الفنان محمد القباني، إطلاق اسم الراحل صنوبر على أعمال الدورة تكريماً لدوره في تأسيس فن المسرح في الأردن منذ نهاية الخمسينات، إضافة الى أثره العربي في سورية وقطر. وما زالت، العاصمة الأردنية تشهد مجموعة من الانقسامات الفنية في هذا المجال، فقد تزامنت "أيام عمان المسرحية" مع حمى الانتخابات النقابية، مما يدل الى عودة التيارات المضادة لكل ما يمكن أن يثير العلاقة بين "النقابة" و"مسرح الفوانيس" على هامش القضايا "السيادية" بين النقيب من جهة ومجلس النقابة ومسرح الفوانيس، مما يعني فرصة إبراز دور المهرجان على الساحة عبر النشاطات والندوات.