أكد مسؤول اميركي بارز ان الادارة الاميركية برئاسة بيل كلينتون لن تذهب الى الحرب لإرغام صدام حسين على تنفيذ القرار 1284 ولا تتوقع ان يقبل صدام حسين تنفيذ ذلك القرار، لذلك فإن الادارة الاميركية، التي لا تشك اطلاقاً بأثر الحظر الدولي على العراق وعلى الوضع الانساني، تسعى جاهدة، عبر سبل عدة، لرفع تأثير هذا الحظر عن الشعب العراقي. وشدد المسؤول على أهمية تنفيذ برنامج "النفط مقابل الغذاء" كاملاً، واكد ان هذا التنفيذ الكامل لم يبدأ قبل تشرين الأول اكتوبر الماضي لأسباب عدة، وان تأثير هذا التنفيذ سيظهر عبر تخفيف معاناة الشعب العراقي تدريجاً. ودافع المسؤول البارز عن سياسة الاحتواء التي تتبعها الادارة الاميركية بالنسبة الى العراق، قائلاً ان تاريخ النظام العراقي يشير الى ان الرئيس صدام حسين يقوم بغزو أحد جيرانه كل عشر سنوات، وهواليوم لم يفعل ذلك نتيجة لسياسة الاحتواء هذه. وأضاف المسؤول ان الادارة الاميركية والرئيس كلينتون لديهما خيارات سياسية وعسكرية عدة في حال التأكد من عودة العراق الى بناء أسلحة الدمار الشامل. واعترف ان عدم وجود مفتشين على الأرض في العراق يجعل التأكد من هذا الأمر أصعب، لكنه أضاف ان هذه العملية لا بد ان تتم بشكل جيد لتكون فاعلة وإلا فلا فائدة حقيقية منها. واعتبر المسؤول ان العراق "نقطة سوداء في سماء العالم العربي بدلاً من ان يكون نجماً ساطعاً" بوجود صدام حسين على رأس النظام، واعتبر ان الخطر الأمني من العراق على جيرانه سيبقى ما بقي صدام حسين. وقال ان لسياسة الادارة الاميركية تجاه العراق هدفين رئيسيين أولهما احتواء صدام كي لا يهدد مصالحها القومية في المنطقة بتهديده جيرانه، والثاني التخلص منه وذلك لردع هذا الخطر ايضاً. وزاد ان الادارة الاميركية لا تملك قائمة بأسماء من يمكنهم ملء فراغ الحكم في العراق. من ناحية اخرى نفى المسؤول الاميركي ان تكون لدى الادارة الاميركية خطط لضرب العراق في حال لم ينفذ القرار 1284، مضيفاً ان العراق لا بد ان يرى ويفهم فوائد هذا القرار الذي يسمح بتعليق الحظر وإلغائه في حال تنفيذ العراق جميع بنوده، مؤكداً ان هذا القرار لن يعدل أو يغير وان العقوبات باقية الى ان يقرر العراق تنفيذه. ونفى المسؤول ان تكون الادارة الاميركية تنوي اطلاقاً تغيير سياستها تجاه العراق كما حصل مع ايران، واعتبر ان اساس العلاقتين مختلف وكذلك ظروف هذه العلاقة. وفي مجال حديثه عن العلاقات الايرانية - الاميركية اكد المسؤول الأميركي ان هذه العلاقات ما تزال على مستوى بسيط ومحدود ولا تزال تنتظر ردوداً ايرانية و"لكننا لا نزال نريد اقامة حوار مع ايران". من جهة اخرى، اكد المسؤول ان الادارة الاميركية ما زالت قلقة من امكان امتلاك ايران اسلحة دمار شامل وما يشكله هذا من خطر على أمن المنطقة. ووصف المسؤول زيارة وزير الدفاع العراقي الى روسيا بأنها "غريبة"، لكنه قال ان روسيا تتقيد بتنفيذ الحظر على العراق "وهذه الزيارة شأن الحكومة الروسية". وفي مجال محاولات الإدارة الاميركية لتخفيف وقع آثارالحظر على الشعب العراقي، اشار المسؤول الى ان الادارة تدرس تخفيف عمليات وقف تصدير العديد من المواد الى العراق، لكنه أحد ان هذه العملية "ستأخذ وقتاً لدقتها وأهميتها". واكد ان واشنطن تسمح للعراق باستيراد المعدات وقطع الغيار لتصليح منشآته النفطية وان ذلك سيفسح في المجال أمام استيراد العراق مزيداً من المواد التي يحتاجها من الأدوية والادوات الصحية وقطع الغيار للمولدات الكهربائية. واكد المسؤول قلق الإدارة الاميركية على الوضع الأمني في لبنان والمنطقة، وقال: "إننا نستغرب عدم وجود ترحيب بالانسحاب الاسرائيلي من لبنان على اساس القرار 425". وأضاف ان الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي مستعدان لمساعدة لبنان في حماية أمنه بعد الانسحاب الاسرائيلي، معتبراً ان لبنان مسؤول عن عدم السماح للاجئين الفلسطينيين باستعمال أرضه لضرب شمال اسرائيل، واضاف ان الادارة الاميركية تفعل كل ما تستطيع لتحريك المسار السوري - الاسرائيلي.