المملكة رئيساً للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة «الأرابوساي»    "التجارة" تكشف مستودعًا يزور بلد المنشأ للبطانيات ويغش في أوزانها وتضبط 33 ألف قطعة مغشوشة    وفد عراقي في دمشق.. وعملية عسكرية في طرطوس لملاحقة فلول الأسد    مجلس التعاون الخليجي يدعو لاحترام سيادة سوريا واستقرار لبنان    الجمعية العمومية لاتحاد كأس الخليج العربي تعتمد استضافة السعودية لخليجي27    وزير الشؤون الإسلامية يلتقي كبار ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة    الإحصاء: إيرادات القطاع غير الربحي في السعودية بلغت 54.4 مليار ريال لعام 2023م    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    استمرار هطول أمطار رعدية على عدد من مناطق المملكة    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بمنطقة تبوك    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    استشهاد خمسة صحفيين في غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة    السعودية وكأس العالم    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    «الإحصاء»: 12.7% ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    المملكة ترحب بالعالم    رينارد: مواجهة اليمن صعبة وغريبة    وطن الأفراح    حائل.. سلة غذاء بالخيرات    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    نجران: «الإسعاف الجوي» ينقل مصاباً بحادث انقلاب في «سلطانة»    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    5 علامات خطيرة في الرأس والرقبة.. لا تتجاهلها    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مساعد كلينتون لشؤون الشرق الادنى اكد ان اجتماعاً سيعقد بين مسؤولين ليبيين واميركيين وبريطانيين الشهر المقبل رايدل : حان الوقت لمشاركة المعارضة الجزائرية في العملية السلمية
نشر في الحياة يوم 23 - 05 - 1999

يعتبر مساعد الرئيس بيل كلينتون لشؤون الشرق الأدنى بروس رايدل احد الاقطاب الرئيسية في صياغة السياسة الاميركية نحو الشرق الأوسط والمغرب العربي ومنطقة الخليج، سيما العراق.
وأجرت "الحياة" حديثاً موسعاً في حاضر السياسة الاميركية ومستقبلها تجاه مختلف القضايا المطروحة كشف خلاله رايدل السياسات والمواقف نحو الجزائر وإيران وليبيا والعراق، الى جانب عملية السلام للشرق الأوسط ومتطلبات انجاحها والدور الشخصي الذي ينوي بيل كلينتون الاضطلاع به في هذا الصدد.
وهنا نص الحديث:
الجزائر والمغرب العربي
في ضوء نتيجة الانتخابات في الجزائر، كيف تنظر الادارة الاميركية الى دور الجزائر في استقرار منطقة المغرب العربي؟
- نتمنى رؤية مغرب مستقر ونود ان نرى الجزائر تلعب دوراً في المساهمة نحو مغرب مستقر. على الصعيد الفوري نود ان نرى الجزائر ذاتها اكثر سلماً وأكثر استقراراً. ونحن قلقون جداً من الخسارة في الارواح ومن استمرار اعمال الارهاب والتضحيات التي قدمها الشعب الجزائري في العقد الاخير. فهذه كانت فترة سيئة جداً للجزائر نتمنى انتهاءها وانتهاء العنف معها.
كنا نتمنى ان تكون عملية الانتخابات علامة رئيسية في الطريق الى انهاء الانقسامات داخل الجزائر واعطاء الشعب الجزائري مستقبلاً افضل. هذه الانتخابات لم تكن بالصورة التي كنا نحن، وآخرون معنا، نأمل بها. ونحن الآن نراقب ما اذا كانت حكومة عبدالعزيز بوتفليقة ستتخذ الاجراءات التي من شأنها ان تعزز فرص التعددية السياسية والاستقرار في الجزائر.
ما هي المؤشرات والرسائل التي تتطلعون اليها؟
- هذه الحكومة قالت انها ملتزمة الاصلاح السياسي والاقتصادي. ونحن نريد ان نطلع على تفاصيل التنفيذ، وعلى عملية تضمن التشريعات الفاعلة، وعلى اقامة الحكم المدني واحترام التعددية لكل هؤلاء الذين يرفضون العنف. اما البقية فانها جزء من العملية.
هل ترى الادارة الاميركية دوراً للولايات المتحدة في تعزيز العملية الديموقراطية داخل الجزائر من جهة، وفي مجال تحسين العلاقات بين الجزائر والمغرب من اجل تحقيق منطقة مستقرة في المغرب العربي من جهة اخرى؟
- اننا الآن في مرحلة الانتظار لنرى. فنحن نود ان نطلع على ما يقوم به بوتفليقة. كانت هناك وعود عدة قبل الانتخابات بأن كل شيء سيكون هادئاً ومتسماً بالشفافية. نريد ان نطلع على ادلة بأن هذه الحكومة ستنفذ حقاً عملية الاصلاح. ونحن نتشوق الى ذلك كما اننا منفتحون على تحسين وتقوية علاقتنا بالجزائر. في المرحلة الراهنة المباشرة، لدينا مبادرات ديموقراطية وبرامج من شأنها تعزيز العملية السياسية، بعضها عبر منظمات غير حكومية. لكن رد فعلنا المباشر سيكون اكثر في اطار "الانتظار لنرى" الى اين يقود السيد بوتفليقة البلد.
ماذا عن دور الولايات المتحدة على صعيد العلاقة الثنائية بين المغرب والجزائر؟
- اننا ناشطون في دعم عملية الامم المتحدة وجهود وزير الخارجية السابق جيمس بيكر لحل مشكلة الصحراء الغربية. وسنستمر في ذلك.
هل ترى الادارة ان الجيش في الجزائر ما زال يتدخل في الشؤون السياسية ويديرها، ام انها تشعر بأن الوقت حان لحسم واضح في دور الجيش ودور السياسة؟
- نرى ان الوقت حان للعملية السياسية لتمديدها ولتكون اكثر شمولية ولتجد وسيلة لمشاركة عناصر معارضة فيها. فالكارثة التي اصابت الجزائر لعقد ادت الى مقتل عشرات الآلاف، ولقد ارتكبت اخطاء عديدة في العملية السياسية الجزائرية. وقد حان الوقت الآن لبذل الجهود للاصلاح ولتعزيز الجهاز الديموقراطي هناك... مداخلة من روبرت مالي، المساعد الخاص للرئيس الاميركي للشؤون العربية - الاسرائيلية مدير شؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا في ما يخص العلاقة الاميركية - الجزائرية، لقد كان للولايات المتحدة علاقة جيدة جداً مع جبهة التحرير الوطني الجزائري عندما كانت حركة وطنية تسعى الى استقلال الجزائر. وما حدث، بسبب الظروف السياسية عبر العقود التي تلت ذلك جعل من الصعب اقامة علاقة وثيقة. واليوم، نحن نتطلع الى علاقات قوية ووثيقة مع الجزائر، ولكن لا بد من اجراءات في الجزائر تعالج حل المشكلة السياسية وتبني الاصلاح الاقتصادي، كي نتمكن من اقامة العلاقات التي تستحقها الدولتان.
بروس رايدل مستأنفاً: أود ان أضيف ان الجهود المبذولة لاحياء الاتحاد المغاربي وبث النشاط فيه جهود تلاقي دعمنا ونتمنى لها النجاح، وشمل ليبيا بهذا المسعى هو ايضاً من وجهة نظرنا خطوة ايجابية.
لنتحدث عن ليبيا. بعد تسليم المواطنين المشتبه بتورطهما في تفجير طائرة "بان اميركان" فوق لوكربي الى العدالة الاسكتلندية في هولندا، يفترض ان يقدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريره في غضون 90 يوماً من التسليم، ويفترض ان يعقد لقاء يضم المسؤولين الاميركيين والمسؤولين الليبيين مع الأمين العام. علمت انكم من جهتكم تتلكأون في هذا الامر. هل هذا صحيح؟
- لا. ان اللقاءات ستتم على الارجح الشهر المقبل في الأمم المتحدة وستضم اميركيين وبريطانيين وليبيين والأمين العام. اننا مسرورون ومرتاحون جداً لقرار ليبيا تسليم المشتبه فيهما. ان هذه خطوة مهمة الى امام وقد تجاوب مجلس الأمن بتعليق العقوبات. ونحن نتطلع الى تعاون ليبي مستمر وإضافي في هذه العملية. كما تعرفين، ان محاكمة المشتبه فيهما لم تبدأ بعد، والأرجح ان المحاكمة لن تبدأ لأشهر عديدة اضافية. ونحن نعتقد ان من السابق لأوانه لمجلس الأمن ان يتخذ الخطوة التالية لرفع العقوبات بصورة نهائية الى حين بدء المحاكمة.
ليبيا سلّمت الجزء المتعلق بها من الصفقة وقرارات مجلس الأمن لم تنص على ان نتائج المحاكمة ستؤثر في طريقة تعامل مجلس الأمن مع ليبيا، وانما نصت على ان على ليبيا تسليمهما الى العدالة.
- قرارات مجلس الأمن طالبت ليبيا بمجموعة امور بينها التعاون مع المحاكمة، ولتقديم التعويضات الى عائلات الضحايا.
ظننت ان هذه العناصر وضعت جانباً، الأمر الذي أدى الى التطورات الايجابية. ما تقوله يبدو وكأنه اعادة فرض هذه النواحي على العلاقة برفع العقوبات. هل هذا ما تقصده؟
- لا. اننا لا نعيد فرض اي شيء. وليست عندنا اية اجندة خفية، وليس في ذهننا اي عزم على اعادة فرض العقوبات. لكن الاجراء النهائي المتمثل في رفع العقوبات يتطلب، في اعتقادنا، اثباتاً واضحاً للتعاون مع المحاكمة. هذا لا يعني ان على الليبيين اعلان ادانتهما، فنحن نفهم ان موقفهم هو انهما بريئان. لكن المحاكمة لم تبدأ بعد، وبالتالي، من السابق لأوانه القول ان هناك تعاوناً معها. ومن ناحية عملية يسمح تعليق العقوبات باستئناف العلاقات الاقتصادية واستئناف الحركة الجوية مع ليبيا. والعقوبات لن يعاد فرضها من دون موافقة مجلس الأمن. ونحن لا ننوي اعادة فرضها.
هل تقرير الأمين العام مرتبط بمسيرة المحاكمة؟
- جزء من تقرير الأمين العام يتعلق بما اذا كان هناك تعاون مع المحاكمة. فكيف سيتمكن من تقديم تقرير في هذا الشأن علماً أن المحاكمة لم تبدأ. بامكانه تقديم تقرير مرحلي في هذا المنعطف، في شأن التقدم المحرز. لكنه لن يتمكن من تقديم تقرير يلبي ناحية التعاون مع المحاكمة في حين ان المحاكمة لم تبدأ.
عدم بدء المحاكمة ليس خطأ يرتكبه الليبيون. فلماذا يدفعون ثمن قرار قانوني يعود الى الاسكتلنديين في لاهاي؟
- لو سلم الليبيون المشتبه فيهما قبل تسع سنوات لكان الموضوع كله وراءنا.
اعذرني، ولكن لو وافقت الولايات المتحدة على اجراء المحاكمة في بلد ثالث قبل تسع سنوات لكان الموضوع وراءنا. ان ما ابحثه معك هو حسن النية والمساعي الحميدة التي بذلت عبر رئيس جنوب افريقيا نلسون مانديلا وعبر المملكة العربية السعودية وعبر الأمين العام كوفي انان وعبر الديبلوماسية البريطانية التي قامت، حسب مفهومنا، على فصل نتائج المحاكمة وعملية المحاكمة عما هو مطلوب من ليبيا القيام به. هل عنصر التعاون مع المحاكمة عنصر جديد؟
- اننا لا نضيف شيئاً جديداً الى ما هو في قرارات مجلس الأمن والى ما تم التفاهم عليه بين الاطراف، وهو ان رفع العقوبات يتطلب التعاون مع المحاكمة وانهاء كل انواع الدعم للارهاب. والامور تسير في الاتجاه الصحيح. وما نراه مشجع جداً لنا، اذ ليست لدينا اية اجندة خفية ولا أية صفقات سرية. لكننا نعتقد بأن رفع العقوبات، في هذه المرحلة ما زال سابقاً لأوانه.
متى وما هي المرحلة المواتية؟
- علينا ان ننتظر لنرى كيف تسير الامور، وأريد ان اكرر ان الامور تسير على ما يرام وفي الاتجاه الصحيح.
ماذا عن ناحية علاقة ليبيا بالارهاب؟
- هناك تساؤلات متبقية في ما يتعلق بمنظمات ارهابية نتمنى ان نرى انها انتهت كلياً.
ماذا ستبحثون في اللقاءات في الأمم المتحدة؟
- سنطرح آراءنا وتفاصيل ما هو المطلوب لانهاء هذه العملية. لكني اود، مرة اخرى؟ ان أشدد على ان الأمور، من وجهة نظرنا تسير في الاتجاه الصحيح. ونحن نعتقد بأن هناك تطويراً للمناخ والاجواء الايجابية.
متى تحديداً ستعقد اللقاءات الشهر المقبل، وهذه اول لقاءات منذ متى؟
- ان هذه ستكون المرة الأولى التي ينعقد فيها مثل هذا اللقاء. التوقيت يتعلق ببرنامج الامين العام. وأتوقع ان يكون اللقاء بعد عودته الى الأمم المتحدة.
عملية السلام
لننتقل الى عملية السلام في الشرق الأوسط التي يتفاءل كثيرون الآن، في اعقاب انتخاب ايهود باراك رئيساً لوزراء اسرائيل، بأنها ستبعث حية. هل تعتقد انها ستحيا بنشاط؟
- ان الولاية التي تسلمها رئيس الوزراء باراك من الشعب الاسرائيلي مشجعة لنا وهي توفر القاعدة للتحرك الى امام. الولايات المتحدة كانت دائماً على استعداد لتنشيط التحرك على جميع المسارات في اقرب وقت ممكن. كنا في مرحلة معطلة اثناء الانتخابات الاسرائيلية التي انتهت بصورة حاسمة. والرئيس بيل كلينتون وفريق الأمن القومي متشوقون الى اعادة تنشيط هذه العملية ونحن واثقون من انها ستنشط.
على اي مستوى؟ كيف؟ ماذا في ذهنكم؟ اطلعنا على خططكم.
- سيكون صعباً علينا اطلاعك على الخطط الى حين تشكيل رئيس الوزراء حكومته. وهذه عملية ستستغرق اسابيع، بعدها مباشرة ستتوفر الفرصة للرئيس كلينتون ورئيس الوزراء باراك للاجتماع معاً للبحث في الخطوات التالية، الارجح هنا في واشنطن.
متى يجب ان نتوقع دوراً ناشطاً فاعلاً فعالاً للرئيس كلينتون تجاه عملية السلام برمتها؟
- ان الرئيس مهتم بدور شخصي له بصورة دائمة، وكمثال اتصل برئيس الوزراء الاسرائيلي يوم الانتخابات. وفي اليوم التالي اجرى اتصالاً هاتفياً بكل من الرئيس ياسر عرفات والرئيس حسني مبارك ثم اجتمع بالملك عبدالله. وأتوقع انه سيستمر بالاتصالات الرفيعة المستوى مع القادة المعنيين.
لم تذكر اتصالاً مع الرئيس السوري حافظ الأسد. لماذا؟
- لم يجر اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأسد، لكني أتوقع ان يحصل اتصال من نوع او آخر قريباً.
لنتحدث قليلاً عن علاقات المسارات ببعضها او تناولها بتوقيت مختلف. نعرف ان القرار السوري - اللبناني المشترك هو ربط المسارين. نسمع بين الحين والآخر ان هناك تسابقاً وتضارباً بين تحريك المسار الفلسطيني من جهة والمسارين السوري واللبناني من جهة اخرى، اعتماداً على استعدادات الحكومة الاسرائيلية. فما هي، في رأي الادارة الاميركية، الوسيلة الافضل للتحرك الى أمام الآن؟
- نود ان نرى تحركاً على جميع المسارات.
في آن واحد؟
- في آن واحد كما على صعيد العملية المتعددة الاطراف، فهذا، من وجهة نظرنا، يؤدي الى تعزيز جميع المسارات، اذ ليس هناك حاجة الى ما يسمى المعادلة الصفرية، بمعنى ان الحركة على مسار معين تأتي على حساب مسار آخر.
ان المسار الفلسطيني تطور في صورة متكاملة ولدينا اتفاق "واي" الذي نعتقد بأن من الضروري تنفيذه الآن. لكننا لا نرى سبباً لاعتبار المسارات معادلة صفرية.
حسب السيناريو، اذن، تقوم الحكومة الاسرائيلية بتنفيذ اتفاق "واي"، ثم...
- ان اتفاق "واي" يجب تطبيقه من قبل الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني.
صحيح، لكن ما اعنيه هو ان الحكومة الاسرائيلية السابقة لم تكن على استعداد لتنفيذ الاتفاق، واليوم توجد حكومة جديدة في اسرائيل تتوقعون او تأملون بأنها ستنفذ الاتفاق. انما في اعقاب ذلك، تأتي المرحلة المعقدة، مرحلة البحث في الوضع النهائي. هل رأي الادارة الاميركية ان من الضروري عندئذ تفعيل المسار السوري - الاسرائيلي من المفاوضات، او ان في ذهنكم ضرورة تفعيل هذا المسار فوراً؟ وهل تعتقدون بأن باراك على استعداد لاستئناف المفاوضات من حيث توقفت؟
- هذه اسئلة عليك طرحها على السيد باراك. اما من جهتنا فنود ان نرى حركة على كل المسارات. على صعيد المسار الفلسطيني يوجد اتفاق لم ينفذ، ويوجد التزام من الرئيس كلينتون، اولاً في "واي" ثم في رسالته الى الرئيس عرفات، بأننا نريد جهداً مضاعفاً للتوصل الى اتفاقات في شأن الوضع النهائي، وان الرئيس يود في غضون ستة اشهر ان يعقد اجتماعاً مع القادة المعنيين مرة اخرى ليرى ان كان في امكانه شخصياً ان يلعب دوراً في هذه العملية، ونحن متمسكون بهذه الالتزامات.
كراع ناشط لعملية السلام وكطرف شارك في بعض المحادثات، لا بد ان يكون لديكم في الادارة تصور في شأن استئناف المفاوضات على المسار السوري - الاسرائيلي سيما وان باراك ذاته شارك في اربع جولات من المحادثات في بلير هاوس عام 1996 بشأن النواحي الامنية. هل انتم متفائلون باستئناف المحادثات من حيث توقفت؟
- كيفية استئناف المفاوضات مسألة علينا الانتظار الى حين تشكيل باراك حكومته وإبلاغه لنا رأيه فيها. انا شخصياً اعرف رئيس الوزراء باراك منذ منتصف الثمانينات وهو رجل يراعي مشاعر الآخرين، ويفهم بعمق متطلبات اسرائيل الأمنية. يفهم - كما قال الجمعة - ان اسرائيل دولة قوية بوسعها اتخاذ قرارات صعبة. وأنا واثق من انه سيكون مفاوضاً ناشطاً متقدماً جدياً معنا في هذا. اما التفاصيل فيجب ان تنتظر الى حين انتهائه من ترتيب البيت الداخلي.
أسألك عن التصور الاميركي للتحرك الى امام علماً ان سورية تمسكت بموقف ثابت للسنوات الثلاث الماضية في اعلانها انها على استعداد لاستئناف المفاوضات فقط "من حيث توقفت" من جهة، وعلماً بالمواقف والآراء وبأفكار السيد باراك وما اشار اليه اثناء الحملة الانتخابية من استعداد لاستئناف المفاوضات من حيث توقفت من جهة أخرى.
- ان مصلحة جميع الاطراف تقتضي تحريك العملية الى امام. آمل بأن يثبت الجميع الدرجة المطلوبة من المرونة والافكار الخلاقة في ما هي الخطوة التالية.
امام الادارة الاميركية نحو سنة فقط لانجاز ما يتمنى الرئيس كلينتون تحقيقه في اطار عملية السلام. ما هي قراءة الادارة للامكانات في ضوء المواقف السورية المعروفة لديكم، وعلى ضوء معرفتكم لباراك وتسلم حزب العمل الحكم في اسرائيل. واعتبار السوريين ان 75 في المئة من الاتفاق تم انجازه حيث توقفت المفاوضات وفي ضوء قصر الوقت امامكم؟
- انت على حق في قولك اننا نريد حقاً تحريك الامور الى امام، لكن اساس التحرك لا بد ان ينتظر الى حين اجراء المحادثات الخاصة بيننا وبين رئيس الوزراء باراك بعد تشكيل حكومته.
اود ان اضيف ان عزم الرئيس كلينتون على العمل على هذه العملية معروف بوضوح. فهو امضى 9 أيام في "واي"، وزار غزة، وأجرى الاتصالات الهاتفية، وبذل جهوداً مستمرة. والاطراف المعنية تعرف ان في امكانها الاعتماد على الرئيس ليكون مساهماً ناشطاً في هذا الصدد. في الوقت ذاته، اعتقد ان علينا الاعتراف، كما ذكرت قبل قليل، بأننا وصلنا الى بعض اصعب القضايا وأكثرها تعقيداً، ويجب ان نضبط توقعاتنا. علينا ان نعترف ان على الاطراف الآن التعاطي مع بعض المسائل الاكثر وجودية، وهذه لن تكون قابلة للحل بسرعة او سهولة.
ماذا تتوقعون على المسار اللبناني - الاسرائيلي سيما وان الطرفين اللبناني والسوري اوضحا اصرارهما على تلازم المسارين؟
- رئيس الوزراء الاسرائيلي ملتزم باعادة الجنود الاسرائيليين من لبنان في غضون سنة في اطار اتفاق يتم التفاوض عليه. ونحن سندعم تلك الجهود. وكما ذكرت، بين المسارين السوري واللبناني علاقة وثيقة... ونحن نعتقد انه اثبت وقال بوضوح ان اسرائيل تريد حلاً على حدودها الشمالية واننا على ثقة بأنه سيأتي الينا باقتراحات حول كيفية تحقيق ذلك. وأود ان اكرر اننا نود التحرك على جميع المسارات.
هل تقر الادارة الاميركية بأن المسارين السوري واللبناني متلازمان لا مجال لفصلهما؟
- ان الحكومتين السورية واللبنانية اتخذتا قرار العمل معاً. ولا اعتقد ان في امكاننا فك ذلك القرار.
عمَ اسفرت عنه زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الى واشنطن؟
- لقد كان بين الرئيس كلينتون والعاهل الراحل الملك حسين علاقة وثيقة وحميمة. والآن يعمل الملك عبدالله والرئيس كلينتون على انشاء علاقة مماثلة. اجتمعا على حدة نحو ساعة، وتناولا العشاء مع قرينتيهما. ونحن متأثرون بالطريقة التي عالج بها الملك عبدالله التطورات وبالبداية الممتازة لحكمه. والولايات المتحدة كانت وستبقى شريكاً للأردن.
بمَ تأملون من تطور وتحسن العلاقة الأردنية - الخليجية؟
- اننا نعتبر ذلك تحركاً نحو الاستقرار، جيداً للأردن وللدول الخليجية، ومفيداً ايضاً لعملية السلام.
ماذا طلبتم من الأردن، في هذا المنعطف، على صعيد العراق؟
- نحن وأصدقاؤنا في المنطقة، بما في ذلك الأردن، لدينا تفاهم مشترك على ان حكومة صدام حسين اثبتت بوضوح خلال العقد الماضي انها لن تمتثل لقرارات مجلس الأمن ولن تعيش في سلام مع جيرانها. هذه السنة دعا صدام الى اطاحة انظمة جيرانه، بما في ذلك الأردن ومصر. فالكل يفهم الخطر الذي يمثله صدام حسين. وكلنا متفقون ان علينا الاصرار على التنفيذ الكامل لقرارات المجلس، وعلى بذل كل ما في وسعنا لمساعدة الشعب العراقي لرفع معاناته. ولن يذرف احد دمعة على ذهاب صدام حسين. فكل قادة المنطقة يعتبر ذلك سنداً للاستقرار والانتعاش المستقبلي للمنطقة.
هل تعني ان قادة المنطقة يدعمون قرار الادارة الاميركية اطاحة حكومة صدام حسين؟
- هذه سياسة اميركية، وللآخرين الحق في التعبير عن آرائهم في شأن مستقبل حكومة صدام حسين. لكن احداً لن يذرف دمعة، بل هناك رغبة في زوال ذلك النظام في اقرب وقت ممكن. من جهتنا، تقوم سياستنا على احتواء هذا النظام الخطير الى حين قيام قيادة جديدة في العراق، ونحن نبذل جهداً لدعم المعارضة العراقية، في الداخل والخارج لتحقيق ذلك.
بدأتم سياسة الاطاحة والاستبدال في شهر كانون الأول ديسمبر، وها نحن في ايار مايو وليس لديكم اي سجل بالنجاح.
- نظام صدام حسين في عزلة لا سابقة لها، وهو في وضع غير ثابت. هذه سياسة لا نتوقع لها النتائج الفورية. فهذا نظام على استعداد لأي قدر من البطش للبقاء في السلطة وقد استخدم الاسلحة الكيماوية ضد شعبه ودمر البيئة في الجنوب وقتل اعضاء من عائلته. فالمسألة ستستغرق وقتاً.
ما هو مفهوم "ستستغرق وقتاً"؟ شهور؟ سنة؟ سنوات؟
- لن أدخل في التخمين في المواعيد.
ماذا في ذهنكم في حال نجاح سياسة الاطاحة؟
- اننا لا نتعاطى في مسألة اختيار القائد المقبل للعراق. فهذا من شأن العراقيين. نعتقد ان التغيير سيأتي، على الارجح من داخل العراق. ونحن ندعم وحدة أراضي العراق. سياستنا تقوم على دعم قيادة جديدة مستعدة للعيش في سلام مع جيرانها، ومقابل ذلك، نتمنى انهاء العقوبات باكراً، وبدء المساعدة في اعادة البناء في العراق باستثمارات اميركية رئيسية مهمة للمستقبل الاقتصادي، وكذلك نود معالجة الديون العراقية والتي تبلغ 100 بليون دولار اما بتأجيلها او بمسامحتها. ففي حال مجيء قيادة جديدة مستعدة للعيش في سلام مع جيرانها، ستكون الولايات المتحدة على استعداد لتكون شريكاً يعمل معها.
اذا اعلنت الحكومة الحالية وأثبتت رغبتها في تلبية شرط التعايش بسلام مع جيرانها، هل انتم على استعداد للقبول بها؟
- سجل حكومة صدام حسين مليء بالالتزامات التي لم تنفذ. ويصعب عليّ ان اتصور اننا نأخذ التزامات ذلك الزعيم بجدية.
لماذا ترفض الادارة الاميركية اي حوار مع حكومة صدام حسين في بغداد، فيما اجرت الحوار والمفاوضات، وما زالت مستعدة للتفاهم مع حكومة سلوبودان ميلوشيفيتش في بلغراد؟
- لا اريد الدخول في المقارنة. سياستنا نحو العراق بسيطة وواضحة وسجل هذا النظام واضح. فهو بدأ حربين مع جيرانه، واستخدم الصواريخ الباليستية ضد خمسة من جيرانه، واستخدم الاسلحة الكيماوية ضد شعبه وجيرانه. صدام حسين وعد وأخلّ بكل وعد قدمه.
ميلوشيفيتش قتل اكثر من مئة الف مدني وشرّد نحو مليون في اعتماده نهج "التطهير العرقي"، ووعد وأخلّ بالوعود، ورغم ذلك انتم على استعداد للتحاور معه.
- لا اريد ان اقارن بين الاثنين. نحن نتعاطى مع سجل العراق على حدة.
ظهرت في المنابر الاميركية تقارير وصفت العقوبات المفروضة على العراق بأنها "اسلحة دمار شامل" وأفادت ان عدد الضحايا العراقيين نتيجة العقوبات فاق عدد كل ضحايا اسلحة الدمار الشامل النووية والبيولوجية والكيماوية منذ ظهورها. الا يشكل ذلك للادارة الاميركية معضلة اخلاقية؟
- أشكك بالأرقام التي توفرها الحكومة العراقية في شأن تأثير العقوبات.
اتحدث عن منابر اميركية مثل مقالة في مجلة "فورين افيرز" الرصينة.
- ان العقوبات حرمت صدام حسين من السيطرة على الثروة النفطية في العراق. فإذا استعاد السيطرة عليها، نعرف ماذا سيفعل بالعائدات. فهو لن ينفقها على الغذاء والدواء للشعب العراقي... هدفنا هو ابقاء العقوبات مفروضة على العراق لمنع صدام حسين من السيطرة مجدداً على عائدات الثروة النفطية، وفي الوقت نفسه ان نعزز برنامج "النفط مقابل الغذاء والدواء" كي يحصل الشعب العراقي على المساعدات الاضافية. في الشمال، هذا البرنامج ناجح جداً. اما في الوسط والجنوب فان فاعلية البرنامج تتأثر برفض الحكومة العراقية تنشيط جهود مد الناس بالغذاء والدواء... والشعب العراقي الذي عانى نتيجة سياسات النظام يدرك اكثر من غيره ان خلاصه ليس في استمرار استبداد صدام حسين لربع قرن آخر.
لكن معاناته ناتجة عن معاقبته تحت عنوان معاقبة صدام حسين من خلال استخدام العقوبات الاقتصادية اداة من ادوات السياسة الاميركية القائمة اليوم على هدف اطاحة النظام من دون وضع هدف زمني محدد لتحقيق الغاية. الى اي مدى في امكانكم المضي في هذه السياسة فيما الاجماع انهار في مجلس الأمن وهناك من يعتبر "الاطاحة" غير شرعية ويشكك في صلاحية فرض منطقتي حظر الطيران في شمال العراق وجنوبه؟
- ان دول المنطقة الحيوية في سياسة الابقاء على العقوبات مستمرة في دعم هذه السياسة كما هي مستمرة في توفير التسهيلات التي ننطلق منها لفرض منطقتي حظر الطيران.
لماذا ترفضون المبادرة الفرنسية ومشروع القرار الروسي وكلاهما يضمن عودة المراقبة الدائمة لبرامج التسليح العراقي سيما وانكم كنتم تعتبرون هذه المراقبة اساسية وكنتم تقولون في السابق ان موضوع التسلح هو الأساس؟
- اننا لا نقبل بذلك المشروع الروسي - الفرنسي - الصيني لأنه يكافئ عدم امتثال صدام حسين للقرارات من خلال رفع العقوبات. اننا اكثر تعاطفاً مع المشروع البريطاني. نود بالطبع عودة المفتشين الى العراق، لكننا نريد ضمانات بأنهم سيتمكنون من القيام بمهامهم، اذ لا حاجة اليهم اذا مكثوا في الفنادق في بغداد... وسجل العراق يثبت انه لن يسمح للمفتشين القيام بمهامهم.
الرئيس كلينتون نفسه قال ان ما انجزه المفتشون من خلال تدمير الاسلحة المحظورة فاق ما انجزته الحرب ضد العراق في هذا الصدد. مئات عمليات التفتيش واضحة في السجل.
- هذا صحيح. انما في السنتين الماضيتين ازداد رفض العراق للتعاون. ولجنة "اونسكوم" اوضحت ان ليس في امكانها تنفيذ مهامها بمستوى التعاون الذي تلقته من العراق. وعليه، وصلنا الى استنتاج هو: ان نزع السلاح الحقيقي في العراق يتطلب تغيير القيادة في العراق.
لماذا لا تقلقون من غياب المراقبة والمفتشين الآن؟
- لدينا وسائلنا الخاصة التي نعرف من خلالها ما يحدث داخل العراق. فنحن الطرف الذي اعطى لجنة "اونسكوم" المعلومات، مع غيرنا من اصدقائنا في المنطقة. ونحن مستمرون في مراقبة ما يحدث هناك. فاذا لمسنا مؤشرات على اعادة بناء اسلحة الدمار الشامل وقدراتها، سنتخذ الاجراءات الحاسمة.
هل لمستم انعكاساً للتقارب بين ايران وبعض الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي على موقف ايران من وجود "القوات الاجنبية" في المنطقة؟ هل باتت ايران اقل معارضة للوجود الاميركي العسكري في المنطقة؟
- اننا نرحب بتحسن العلاقات بين دول الخليج وإيران، وبالذات بين المملكة العربية السعودية وإيران. فتخفيف التوتر في الخليج هو من المصلحة القومية الاميركية كما من مصلحة المنطقة. فإذا نجحت الجهود في اقناع الحكومة الايرانية بتبني مواقف اقل عداء وفي حضها على عدم دعم الارهاب، فان هذه جهود نرحب بها. ونحن لا ننظر الى الجهود السعودية على انها سلبية لمصالحنا، بل نرحب بها ونعتبرها ايجابية في تخفيف التوتر. ولذلك ندعمها بهدوء.
وهل اثرت هذه الجهود في تخفيف معارضة ايران للوجود الاميركي العسكري في المنطقة؟
- نعم، في الواقع. فهناك انخفاض في البيانات الايرانية الداعية الى خفض وجودنا العسكري، وهذا واقع. ثم ان اصدقاءنا في الخليج اوضحوا لايران ان الوجود الاميركي في رأيهم عنصر استقرار يريدون استمراره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.