شن المحافظون في ايران هجوماً عنيفاً على سياسة الرئيس محمد خاتمي واتهموه بعدم الشفافية، فيما نشرت صحيفة اصلاحية بارزة على صفحتها الاولى تعليقاً يعتبر ان لا مفر من بدء مفاوضات بين طهرانوواشنطن قريباً، واعادة العلاقات الديبلوماسية بينهما المقطوعة منذ 1979. واستكمل مجلس الشورى البرلمان قبل انتهاء ولايته تعديلات تشدد القيود على الصحافة، في حين تظاهر مئات من المتشددين امام جامعة طهران احتجاجاً على سياسات خاتمي، وطالبوا بمحاكمة الذين "يروجون لاصلاحات على الطريقة الاميركية". اشارت صحيفة "ايران نيوز" الاصلاحية امس الى "البوادر الايجابية" الصادرة عن واشنطن، خصوصاً رفع الحظر الاميركي عن منتجات ايرانية غير نفطية، وفسرت اهتمام الادارة الاميركية بالعلاقات مع طهران بأهمية "الموقع الاستراتيجي لايران في المنطقة". واعتبرت ان لا مفر من الحوار مع الولاياتالمتحدة وتطبيع العلاقات. في غضون ذلك، شن المحافظون هجوماً على السياسة الاصلاحية لخاتمي، واتهم النائب علي موحدي ساوجي الرئيس الايراني بعدم الشفافية. وهاجم خاتمي علناً تحت قبة البرلمان، وقال ان "اعداء الثورة يستفيدون من الشعارات الغامضة للرئيس، للمس بالقيم الاساسية للجمهورية الاسلامية"، داعياً خاتمي الى تجنب اطلاق مثل هذه الشعارات التي من شأنها "تشجيع تسلل خصوم النظام". وشدد على ضرورة ان يوضح خاتمي وجهات نظره حيال كل المواضيع مثل الاصلاحات والمجتمع المدني. وأثار هذا الموقف غضب النواب الاصلاحيين والمعتدلين، علماً انه تلى تحذيرات ل"الحرس الثوري" من "الاصلاحات الاميركية في ايران". وقالت ل"الحياة" مصادر نافذة في التيار الاصلاحي انه يحق لبعض النواب الذين خسروا مقاعدهم في الانتخابات البرلمانية الاخيرة "ان يغتنموا الفرصة قبل نهاية عمرهم السياسي كي يقولوا ما يريدون، لكن تزامن هذه الحملة على خاتمي مع الهجوم على الصحافة والتحذير من حرب داخلية، يظهر وجود مخطط يصب في اطار الحرب النفسية ضد الاصلاحيين". وبعث "مكتب تعزيز الوحدة" وهو اكبر تجمع طالبي اصلاحي، برسالة الى المرشد آية الله علي خامنئي يشكو فيها مايتعرض له التيار الاصلاحي، ويؤكد وجود "مؤامرة جديدة ستنفذ" مشيراً الى الغاء المجلس الدستوري نتائج الانتخابات في بعض الدوائر ومحاولة اغتيال سعيد حجاريان نائب رئيس المجلس البلدي في طهران. واعرب حجاريان عن اسفه لاعتقال احمد حكيمي بور احد اعضاء المجلس، وتوجيه اصابع الاتهام اليه بالمشاركة في محاولة اغتياله. وعبّر حجاريان عن قلقه من احتمالات الانحراف بمسار القضية. وترى اوساط المحافظين ان اعتقال حكيمي بور سيكشف معطيات مهمة في التحقيق، قد تثبت تورط "حركة حرية ايران" بزعامة ابراهيم يزدي نظراً الى علاقة حكيمي بور بالتيار القومي العلماني، وبأحد المتورطين الاساسيين في المحاولة محمد علي مقدم. ورأت اوساط حزب "جبهة المشاركة" الاصلاحي ان اعتقال حكيمي بور والخطوات التي ستلي تأجيل المحاكمة تمثل سيناريو لاتهام الحركة. في الوقت ذاته اعلن نائب رئيس السلطة القضائية هادي مروي ان سعيد عسكر مطلق النار على حجاريان، اعترف بأنه نفذ العملية من تلقاء نفسه، وسيعلن امام المحكمة اهداف الاعتداء. الى ذلك أ ف ب افادت صحيفة "ايران" الحكومية ان احد المشاركين في الاعتداء فر بعد ثلاثة ايام من العملية الى كراتشي على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الايرانية. ونقلت عن نائب لم تسمه قوله ان شخصاً يدعى قاسمي "لعب دوراً بارزاً في الاعتداء، نزل في كراتشي" في 15 الشهر الماضي من الطائرة التي كانت تقوم برحلة داخلية بين كرمان جنوبوطهران.