} شهدت طهران أمس استنفاراً أمنياً شاملاً إثر تعرض القيادي البارز في حزب "جبهة المشاركة" الاصلاحية سعيد حجاريان لمحاولة اغتيال في قلب العاصمة الايرانية. وهو ادخل غرفة العناية المركزة في مستشفى، اثر اصابته برصاصتين، واعلن انه في حال غيبوبة. ونددت وزارة الثقافة والارشاد بالمحاولة التي نفذها شخصان، مؤكدة ان "الديموقراطية في ايران لا يمكن أن تتوقف". وحجاريان عضو في المكتب السياسي للجبهة التي حققت فوزاً ساحقاً في الانتخابات البرلمانية الشهر الماضي، ويعتبر "منظر الاصلاحيين". طهران - أ ف ب، رويترز - خيمت على طهران أمس أجواء صدمة إثر اعلان تعرض سعيد حجاريان لمحاولة اغتيال نفذها شخصان كانا على دراجة نارية. واخترقت رصاصة وجه القيادي الاصلاحي الذي يعتبر عدواً لدوداً للمتشددين. وجاء الحادث بعد يوم على كشف صحيفة "صبح امروز" التي يرأس تحريرها حجاريان، احراق مكاتب لها، وبعدما عاود المحافظون حملاتهم على الاصلاحيين. ونقلت "وكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء" الايرانية الرسمية عن عضو المجلس البلدي لطهران علي زادة طباطبائي قوله ان "مسلحاً صوب مسدسه باتجاه جبهة حجاريان، وارتعشت يداه فأصابه في الوجه". وزاد ان القيادي الاصلاحي الذي يشغل منصب نائب رئيس المجلس، بات في حال غيبوبة، في حين أوضحت الوكالة انه ادخل غرفة العناية المركزة في مستشفى سينا ويعاني التهاباً في المخ ومشاكل في الجهاز التنفسي. وكانت نقلت عن أطباء أنهم لا يستبعدون نجاته ووصفوا حاله بأنها "مستقرة". وقال محمد رضا ظفر قندي رئيس فريق العناية المركزة للوكالة ان "رصاصة اخترقت خده الأيسر وانحشرت في عنقه". وذكر ان من السابق لأوانه التفكير في جراحة لاستخراج الرصاصة. وتجمهر أمام المستشفى عدد من زملاء حجاريان وأصدقائه، وقال شهود لوكالة "رويترز" ان المهاجمين كانا يجوبان الشوارع القريبة بدراجة نارية من طراز "الف.سي.سي" التي استخدمت في اغتيالات سياسية وحظرت لغير رجال الشرطة. وقال مهدي قاسم وهو طالب جامعي كان يقف أمام مجلس بلدية طهران حيث وقع الحادث ان المهاجمين اطلقا النار مرتين من على بعد لا يزيد على ثلاثة أمتار. وذكر ان مسلحاً يرتدي خوذة اقترب من حجاريان وهو يغادر المجلس واطلق عليه النار قبل أن يفر بالدراجة النارية. واعلنت الوكالة الايرانية ان الهجوم وقع في الساعة 8.35 صباحاً في وسط طهران، وذكرت ان شهوداً أبلغوا الشرطة أوصاف المهاجمين ودراجتهم. وهرع عدد من كبار السياسيين الى المستشفى للاطمئنان الى حال حجاريان، وبينهم وزير الداخلية ومدير مكتب الرئيس الايراني. ولعب حجاريان دوراً بارزاً في النصر الذي حققه الاصلاحيون في الانتخابات البرلمانية، وترددت أنباء عن تفكيره في التنحي عن رئاسة تحرير صحيفة "صبح امروز" ليتفرغ للعمل السياسي. معروف ان الصحيفة قادت حملة الاصلاحيين، وكشفت ما وصفته بتغلغل المتشددين داخل وزارة الاستخبارات المتورطة بقتل كتاب ومثقفين. وبعدما ترك حجاريان وزارة الاستخبارات، ابتعد عن المعترك السياسي وانضم الى يساريين في الجامعة والمعاهد الدراسية، ثم عاود ممارسة السياسة في أعقاب فوز خاتمي بالرئاسة عام 1997. بيان الداخلية والاستخبارات وفي بيان مشترك، اعلنت وزارتا الداخلية والاستخبارات انتشار رجال الأمن أمس "في كل أنحاء مدينة طهران" في محاولة لاعتقال منفذي محاولة الاغتيال، وأكد علي رابعي مستشار الرئيس سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي ان شخصين هاجما حجاريان. وصرح محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الايراني زعيم "جبهة المشاركة" بأنه صدم بالاعتداء، وقال لوكالة "فرانس برس" في يزد وسط حيث رافق الرئيس في جولته على المنطقة: "صدمت الى درجة تمنعني من التفكير، والادانة أقل ما يمكن التعبير عنه الآن". يذكر أن حجاريان شارك الجمعة الى جانب شقيق الرئيس، في تجمع للنواب الاصلاحيين الفائزين في طهران، بهدف تشكيل كتلة برلمانية في مجلس الشورى المقبل الذي يتمتع فيه الاصلاحيون بغالبية مطلقة.