} نددت الشخصيات البارزة في التيارين الاصلاحي والمحافظ بمحاولة الاغتيال التي تعرض لها سعيد حجاريان عضو المكتب السياسي لحزب "جبهة المشاركة" القريب الى الرئيس الايراني محمد خاتمي. وتواصلت التحقيقات لكشف الفاعلين، فيما اكد رئيس فريق الاطباء الذي يشرف على علاج حجاريان ان الاخير "ما زال في غيبوبة". وذكّرت مصادر الحزب بأن حجاريان كان على قائمة الاغتيالات التي طاولت كتّاباً وسياسيين، في حين ربطت اوساط اخرى قريبة الى خاتمي ما حصل ب"التساهل" في قضيتي الاغتيالات واقتحام الحي الجامعي. اعلن في طهران ان المجلس الاعلى للامن القومي اعلى هيئة سياسية - أمنية اتخذ "اجراءات استثنائية" لتسريع التحقيق في محاولة اغتيال حجاريان، وشددت اجهزة الاستخبارات الحراسة قرب مستشفى سينا الذي نقل اليه القيادي الاصلاحي. ووصف حجة الاسلام حسن روحاني سكرتير المجلس الاعتداء بأنه "مسّ بالثورة الاسلامية"، واشار بعد زيارته المستشفى الى اتخاذ "قرارات حازمة" لاعتقال المنفذين. واعتبر مسعود حجاريان شقيق الضحية ان سعيد كان "هدفاً مثل الكتّاب والمثقفين والمعارضين" الذين اغتيلوا نهاية 1998. وكان متوقعاً ان يعود خاتمي القيادي في الجبهة الاصلاحية. وبثت وكالة الانباء الايرانية بياناً اصدره المجلس الاعلى للامن القومي بعد اجتماعه الاستثنائي ليل اول من امس، وافادت وكالة "رويترز" ان البيان اشار الى مناقشة "سبل كيفية استخدام المعلومات التي يقدمها المواطنون للتعرف الى الجناة" والاتفاق على "اتخاذ اجراءات سريعة واسعة في مجالي الشرطة والامن" لكشف مرتكبي الحادث. وصرح علي يونسي وزير الاستخبارات الذي زار حجاريان في المستشفى بعد ساعات على الهجوم ان السلطات توصلت الى بعض المعلومات، في حين افادت الشرطة ان شهوداً ساعدوها في رسم صورة للمهاجم وزميله الذي كان يقود الدراجة النارية. لاريجاني ورأى النائب محمد جواد لاريجاني، احد اقطاب اليمين المحافظ، ان محاولة اغتيال القيادي الاصلاحي في طهران اول من امس "استهدفت ضرب التطور السياسي والاجتماعي في ايران"، مشيراً الى وجود "أيد تريد ضرب التفاهم الداخلي وجرّ الفئات المتنافسة سياسياً الى دائرة العنف". وطالب عزت الله سحابي، احدى الشخصيات الليبرالية، الرئيس خاتمي ب"رد حاسم" على المحاولة التي نفّذها شخصان، استخدم احدهما مسدساً كاتماً للصوت في اطلاق النار على حجاريان قرب المجلس البلدي في طهران. واعلن حزب "جبهة المشاركة" الذي حقق فوزاً ساحقاً في الانتخابات البرلمانية ان لا عودة عن برامج الاصلاحات، معتبراً ان محاولة الاغتيال "جزء من ضريبة ينبغي دفعها لاستمرار الاصلاحات التي صارت مطلباً عاماً". وحذّر من ان بعض المنابر الرسمية تحول الى "منابر لإصدار احكام بالاعدام والترويج للعنف". واوضحت مصادر الحزب ان عضو الشورى المركزية ل"الجبهة" حجاريان كان تعرض لمحاولة اغتيال، على ايدي عناصر من منظمة "مجاهدين خلق" عندما كان مسؤولاً في الاستخبارات، وان اسمه كان مدرجاً على قائمة المُستهدفين بعمليات الاغتيال التي طاولت عام 1998 سياسيين وكتّاباً، واعلنت وزارة الاستخبارات تورط بعض عناصرها بها. وحذّرت المصادر من "اتساع دائرة العنف"، وقالت ان "العنف هو آخر طريق امام معارضي الاصلاح". وذكرت المصادر ذاتها ان التعرف الى منفّذي محاولة اغتيال حجاريان "سهل، فالدراجة النارية التي استخدماها من طراز لا يملكه سوى 300 - 400 شخص في ايران". تهديدات ولاحظت "رابطة العلماء المناضلين" يسار ديني اصلاحي ان "الشواهد والقرائن تشير الى تورط عناصر تعتقد ان اقصاء بعض الشخصيات الصحافية المؤثرة من شأنه اعادة الحال الثقافية والوضع الصحافي الى ما كان عليه قبل الانتخابات الرئاسية" التي جاءت بخاتمي الى الحكم عام 1997. وذكّرت بتلقي حجاريان تهديدات "سرية" وعلنية صدرت في صحف ومنشورات بواسطة "جهات معروفة واخرى غير معروفة". ورأت الرابطة التي ينتمي اليها خاتمي ان "سبب تجرؤ" بعضهم على الاستمرار في "هذه الاعمال الموجهة ضد الاسلام والثورة وايران" انما يعود الى "التساهل في قضية الاغتيالات وفي قضية اقتحام الحي الجامعي على رغم تأكيد المرشد آية الله علي خامنئي التعاطي بحزم مع المتورطين". اما حزب "كوادر البناء" القريب الى الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني فرأى ان هدف محاولة اغتيال القيادي الاصلاحي التي نُفّذت بعد اقل من شهر على الانتخابات، هو "اشاعة العنف وترهيب الشخصيات السياسية الفاعلة، والقول بعدم جدوى الاصلاحات".