أصبح رئيس الوزراء الايطالي ماسيمو داليما أمام خيار وحيد بعدما رفض رئيس الجمهورية استقالته، ويتمثل هذا الخيار في طرح الثقة بحكومته أمام البرلمان اليوم. وتتوقع أوساط داليما ان يصر على استقالته، بعدما مني التيار الذي يقوده بهزيمة كبيرة في الانتخابات المحلية التي انتصر فيها تيار اليمين بزعامة سيلفيو بيرلوسكوني. وحذر داليما من حل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة لأن ذلك سيؤدي، في هذه الظروف، الى هزيمة أخرى لليسار وتيار الوسط. وحقق اليمين الايطالي المعارض فوزاً ساحقاً في انتخابات محلية جرت الاحد الماضي، وفاز مرشحوه بثماني مقاطعات من أصل 15 مقاطعة. وشهدت مراكز الاقتراع اقبالاً ملحوظاً وصلت نسبته الى 72 في المئة اي بزيادة 8 في المئة عن 1995. وبعد فوز اليمين في مقاطعتي الفينيتو ولاكوريا التي كانت تعتبر احدى معاقل اليسار الايطالي، اصبحت جميع المقاطعات الشمالية في حوزة اليمين المتحالف مع "رابطة الشمال" التي مازالت تطالب بانفصال هذه المقاطعات واقامة جمهورية "بادانيا" المستقلة. وانتزع اليمين مقاطعة لاسيو التي تعتبر روما عاصمتها الاقليمية من السيطرة التاريخية لليسار، وحصل حزب "ايطاليا الى الامام" بزعامة سيلفيو بيرلوسكوني على أكثرية أصوات الناخبين ليحتل مكانة الحزب الديموقراطي اليساري الشيوعي سابقاً الذي جاء ثانياً. وطالب أقطاب التحالف اليميني الجديد بضرورة استقالة حكومة داليما واجراء انتخابات تشريعية مبكرة بحجة عدم توافر غالبية شعبية تدعم وجود الائتلاف الحاكم الحالي. واعترفت أحزاب اليسار والوسط التي بادر زعماؤها الى عقد اجتماع مطول صباح امس في قصر كيجي لمناقشة الأسباب التي أدت الى هذه الخسارة. وأكد فاوستو بيرتينوتي زعيم حزب "إعادة التأسيس" الشيوعي المعارض ل"الحياة" ان هذه الهزيمة تتحملها حكومة داليما التي "ليس لها برنامج واضح لا على الصعيد السياسي أو الانتخابي، اضافة الى انها ما زالت تواصل ضرب مصالح الطبقات الشعبية الأكثر تضرراً".