انتابت الايطاليين مشاعر مروعة أول أمس الأربعاء اثر سماعهم أنباء مقتل ما لايقل عن 19 من أبنائهم في هجوم انتحاري على قاعدة عسكرية جنوبالعراق. وقطعت برامج التليفزيون لدى ورود أنباء الهجوم على القاعدة العسكرية الايطالية في الناصرية فيما راح مذيع الاخبار والدموع في مآقيه يبلغ المشاهدين ساعة بعد ساعة بارتفاع أعداد الضحايا. كانت التقارير الاولية قد تحدثت عن وقوع عدد من الاصابات في صفوف القوات الايطالية اثر الهجوم. بيد أن الابعاد الكاملة للمأساة التي أودت أيضا بحياة ثمانية مدنيين عراقيين تكشفت بالفعل مع حلول الظهيرة. وبدا التأثر الشديد على وجه الرئيس الايطالي كارلو ازيجليو شيامبي وهو يتحدث عن حزنه العميق" على الضحايا خلال خطاب متلفز.. وقال أن الجنود سقطوا أثناء تأديتهم واجبهم في مساعدة الشعب العراقي على إعادة اكتشاف السلام والنظام والامن. وعلى نحو مافعل زعماء أوروبيون أصدر البابا يوحنا بولس الثاني إدانة شديدة للهجوم.. وانهالت المكالمات من آباء الضحايا على رقم هاتفي خصص لاقارب الضحايا. وبصعوبة شديدة استطاع كبار قادة الشرطة العسكرية الايطالية في روما السيطرة على مشاعرهم الحزينة خلال مقابلات معهم أجراها التليفزيون. ووقف أعضاء البرلمان الايطالي دقيقة حدادا فيما أصدر رئيس الوزراء سيلفيو بيرلسكوني بيانا قال فيه إن الهجوم لن يخيف بلاده وإنها ستظل على تصميمها في الاستمرار في مهمتها في مساعدة العراق على الطريق نحو السلام والديمقراطية. كانت الحكومة الايطالية وبرغم معارضة شعبية واسعة قد وقفت مع الولاياتالمتحدة في الحرب ضد العراق لكنها وافقت على إرسال جنود فقط بعد انتهاء الصراع. ففي يونيو الماضي صوت البرلمان لصالح إرسال نحو 800.2 جندي إلى العراق لاسباب إنسانية ولاعادة التعمير، وأبلغ نواب البرلمان الجنود أنهم سيذهبون إلى العراق لتوزيع الماء والغذاء وبناء الطرق والمساعدة في إعادة بناء المدارس. وبرغم عدد من التصريحات التي صدرت مؤخرا ومن بينها رسالة من أسامة بن لادن قال فيها أن الايطاليين سيكونون بين الاهداف المحتملة للهجمات في العراق فإن القليل فقط هو الذي أعد لمواجهة حادث مثل الذي وقع يوم الاربعاء. ومن المتوقع أن يكون للهجوم الذي استهدف الجنود ورجال الشرطة العسكرية الايطالية لاول مرة تداعيات سياسية على حكومة يمين الوسط بقيادة بيرلسكوني.. ودعا عدد من السياسيين من أقصى اليسار ورئيس سابق للدولة يوم الاربعاء الحكومة إلى سحب قواتها من العراق. وقال فاوستو بيرتينوتي سكرتير حزب التصحيح الشيوعي قبل الدعوة إلى سحب القوات "إن المهمة الايطالية خاطئة. إنها ليست مهمة حفظ سلام إنها جزء من الحرب الدائرة في العراق".. وذهب اوليفيرو ديلبرتو من الحزب الشيوعي إلى مدى أبعد حيث ألمح إلى أن على الحكومة تقديم استقالتها. زعماء يمين الوسط من جانبهم دعوا المعارضة إلى الامتناع عن استغلال مأساة الاربعاء في تحقيق أهداف سياسية. روما (د ب أ) بيرليسكوني يمسح دموعه جنديان ايطاليان يطالعان اثر الهجوم