فازت الحكومة السابعة والخمسين في ايطاليا بعد الحرب العالمية الثانية والتي يرأسها ماسيمو داليما، بثقة البرلمان، بغالبية 310 أصوات في مقابل 283. وتغيب عن جلسة التصويت 28 نائباً لأسباب احتجاجية أو مطلبية أو صحية. وامتنع عن التصويت في اللحظات الأخيرة أعضاء تكتل الأوراق الثلاث التريفوليو وعددهم 18 نائباً. ويضم التكتل أعضاء الحزب الاشتراكي الديموقراطي الايطالي ومؤيدو رئيس الجمهورية الأسبق فرانشيسكو كوسيغا والحزب الاشتراكي الايطالي وأحد أعضاء الحزب الليبرالي المنحل. وامتنع التكتل عن التصويت بعد تعهد رئيس الوزراء الجديد بتشكيل اللجنة البرلمانية التي طالب بها الاشتراكيون والتي كانت السبب في فرط التحالف السابق، للنظر في العديد من الاجراءات القضائية التي شملت عدداً كبيراً من اعضاء الحزبين السياسيين المنحلين الاشتراكي والديموقراطي المسيحي والذين جرمتهم ثورة قضاة حملة الأيادي النظيفة بتعاطي الرشوة وممارسة الاختلاس. وأحدث هذا التعهد من قبل ماسيمو داليما انقسامات حادة في وسط الحزب الديموقراطي اليساري الذي يقود الائتلاف الحالي بين مؤيد ومعارض ستعزز في القريب حدة تعارض التيارات المتصارعة داخل صفوفه. ولم يستطع داليما الخروج من القاعدة السياسية التي طالما تعود عليها الشارع الايطالي، والمتمثلة أساساً في الحكومات قصيرة الأمد التي لا تتمتع بغالبية برلمانية كبيرة، إذ سيتقرر مصير الحكومة الحالية في شهر آذار مارس القادم بعد اجراء الانتخابات البلدية. وفي حال فوز أحزاب الغالبية العشرة المساهمة حالياً بالتحالف، فإن حكومة داليما ستستمر حتى موعد انتهاء الولاية التشريعية في العام 2001. وتبقى الأنظار مسلطة بعد ولادة حكومة داليما الثانية على أنقاض الحكومة السابقة التي حكمت البلاد 423 يوماً، على الموقف الذي سيتخذه الحزب الديموقراطي اليساري الشيوعي سابقاً الذي يقود ائتلاف الأحزاب العشرة، والذي يبدو في حيرة من أمره إزاء تعهدات داليما الأخيرة بشأن اللجنة البرلمانية، وبشأن التركيبة الوزارية الجديدة التي تتسم بالتنافر وعدم الانسجام والتجانس، ما بين شيوعيين، وصولاً الى ديموقراطيين مسيحيين وانتهاء بجماعات الخضر، وأمام معارضة اتسعت صفوفها لتضم الى جانب قطب الحرية اليميني الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو بيرلوسكوني، أحزاباً وجماعات جديدة مثل حزب إعادة التأسيس الشيوعي، والحزب الاشتراكي الديموقراطي، وكتلة النواب المؤيدة لرئيس الجمهورية الأسبق كوسيغا، والرابطة الشمالية الانفصالية، هذا اضافة الى شخصية داليما نفسه التي لا تتسم بالقوة والانسجام المطلوبين والتي عبر عنها الاشتراكيون بقولهم انها شخصية غير قادرة على تحقيق النجاحات التي يتوخاها يسار الوسط في البلاد.