في إطار النشاط الثقافي للجمعية المصرية للدراسات التاريخية ألقى استاذ كرسي الاغاخان للعمارة في معهد ماساشوستس ناصر رباط، محاضرة تحت عنوان "في حُب القاهرة: المقريزي وكتاب الخطط" أشار فيها الى ان المقريزي ما زال يلعب دوراً مهماً في خطاب الهوية الوطنية المصرية، إذ أنه قدم تاريخ المكان وتاريخ الناس الذين عاشوا في مصر حتى القرن الخامس عشر. واضاف: ان كتاب "خطط مصر" يُعد موئلاً ومخزناً للتراث الوطني كما عرّفه المفكر الاميركي في شؤون التراث ديفيد لوفنتال ببعديه القومي: كتاريخ سردي متكامل، المكان كتاريخ مادي متكامل في الوقت الذي اختفى فيه ممثلو البعدين الاصليين: الناس، والأبنية. وحتى يومنا هذا يشغل المقريزي موقعاً متميزاً بالنسبة لمؤرخي القاهرة من مصريين وغيرهم اذ يعتمدون عليه في بحثهم في تاريخ القاهرة العمراني وتاريخ مصر بل وحتى بعض النقاط المهمة في التاريخ الثقافي الاسلامي، كما يشعر المؤرخون المصريون المعاصرون مثل محمد مصطفى زيادة، وجمال الدين الشيال، بتآخٍ عقلي وعاطفي معه من خلال وطنيته الواضحة في "كتاب الخطط"، حتى ان بعضهم نعته بالوطني الغيور بغض النظر عن أنه عاش قبل ظهور فكرة الوطنية بنحو 400 سنة. ويرى الرباط أن التأثر بالمقريزي والإعجاب بخططه لم يبق محصوراً في المجال التاريخي بل تجاوزه في السنين الأخيرة ليلج المجال القصصي والروائي على يد روائيين مثل: جمال الغيطاني الذي تقمص دور المقريزي وطرح رؤيته كاستكمال معنوي لتأريخ عمران القاهرة.